طرفة بن العبد البكري (البحرين 539-564م)
لخِولة أطلال بِيرقةِ ثهمدِ
|
تلُوحُ كباقي الوشمِ في طاهِرِ اليدِ
|
وُقُوفا بِها صحبي عليّ مطِيّهُم
|
يقُولُون لا تهلِك أسى وتجلّدِ
|
كأنّ حُدُوج المالِكِيّةِ غُدوة
|
خلا يا سفِين بِالنّواصِفِ مِن ددِ
|
عدُولِيّة أو مِن سفِينِ ابنِ يامِن
|
يجُوز بُها المّلاحُ طورا ويهتدِي
|
يشُقُّ حباب الماءِ حيزُ ومُها بها
|
كما قسم التِّرب المفايِلُ باليدِ
|
وفِي الحيِّ أخو ينفُضُ المرد شادِن
|
مُظاهِرِ سُمطي لُؤلؤ وزبرجدِ
|
خذُول تُراعي ربربا بِخميلة
|
تناولُ أطراف البريرِ وترتدِي
|
وتبسِمُ عن ألمى كأنّ مُنوّرا
|
تخلّل حُرّ الرّملِ دِعص لهُ ندِ
|
سقتهُ إِياُة الشّمس إِلا لِثاتِهِ
|
أُسِفّ ولم تكدِم عليهِ بإثمدِ
|
ووجه كأنّ الشّمس ألفت رِداءها
|
عليهِ نقِيُّ اللّونِ لم يتخدّدِ
|
وإِني لاُ مضِي الهمّ عِند احتِضارِهِ
|
بِعوجاء مِرقال ترُوحُ وتغتدِي
|
أمون كألواحِ الإِرانِ نصأتُها
|
على لاحِب كأنّهُ ظهرُ بُرجُدِ
|
جماِليّة وجناء تردي كأنّها
|
سفنجة تبري لأزعر أربدِ
|
تُبارِي عِتاقا ناجِيات وأتبعت
|
وظيفا وظيفا فوق مور مُعبّرِ
|
تربّعتِ القُفّينِ فِي الشّولِ ترتعِي
|
حدائِق موليّ الاسِرّةِ أغيدِ
|
ترِيعُ إِلى صوتِ الُمهِيبِ وتتّقي
|
بذي خُصل روعاتِ أكلف مُلبِدِ
|
كأنّ جناحي مضر حيِّ تكنّفا
|
حِفا فيهِ شُكّا في
العسِيبِ
بِمسردِ
|
فطورا بهِ خلف الزّميلِ وتارة
|
على حشف كالشّنّ ذاو مُجدّدِ
|
لها فخِذانِ أُكمِل النّحضُ فيهما
|
كأنّهما بابا مُنيف مُمرّدِ
|
وطيِّ مُحال كالحنيّ خُلُوفُهُ
|
وأجرِنة لُزّت بدأي مُنضّدِ
|
كأنّ كِناسي ضالة يُكنِفانِها
|
وأطر قِسِيِّ تحت صُلب مُؤبّدِ
|
لها مِرفقانِ أفتلانِ كأنّها
|
تمُرُّ بِسلمي داِلج مُتشدِّدِ
|
كقنطرةِ الرُّوِميّ أقسم ربّها
|
لتُكتنفن حتى تُشاد بِقرمدِ
|
صُهابِيّةُ العُثنُونِ
مُوجدةُ القرا
|
بعيدةُ وخدِ الرّجلِ موّارةُ اليدِ
|
أُمِرّت يداها فتل شزر وأُجنِحت
|
لها عضُداها في سقيف مُسنّدِ
|
جنُوح دِفاق عندل ثمّ أُفرِعت
|
لها كتِفاها في مُعالي مُصعّدِ
|
كأنّ عُلوب النّسعِ في دأياتِها
|
موارِدُ من خلقاء في ظهرِ قرددِ
|
تلاقى وأحيانا تبينُ كأنّها
|
بنائِقُ غرِّ في قميص مُقدّدِ
|
وأتلغُ نهّاض صعّدت بِهِ
|
كسُكّانِ بُوِصيِّ
بِدجِلة
مُصعِدِ
|
وجُمجُمة مِثلُ العلاةِ كأنّما
|
وعى الُملتقى منها إِلى حرفِ مِبردِ
|
وخد كقِرطاسِ الشّآمي ومِشفر
|
كسِبتِ اليماني قدُّهُ
لم يُجرّدِ
|
وعينانِ كالماوِيتينِ استكنّتا
|
بكهفي حجاجي صخرة قلتِ مورِدِ
|
طحورانِ عُوّار القذى فتراهُما
|
كمِكحلتي مذعورة أُمِّ فرقدِ
|
وصادِفتا سمعِ التّوجُّسِ للسُّرى
|
لِهجس خفِيّ أو لِصوت مُندِّدِ
|
مُولّلتانِ تعرِف العِتق فيهِما
|
كسامِعتي شاة بحومل مُفردِ
|
وأروعُ نبّاض أحدُّ مُلملم
|
كمِرداةِ صخر في صفِيح مُصمّدِ
|
وأعلمُ مخرُوت من الأنفِ مارِن
|
عتيق متى ترجُم به الأرض تزددِ
|
وإِن شئتُ لم تُرقِل وإِن شئتُ أرقلت
|
مخافة ملوِيِّ مِن القدِّ مُحصدِ
|
وإِن شئتُ سلمى واسط الكورِ رأسها
|
وعامت بضبعيها نجاءا الخفيددِ
|
على مِثلِها أمضي إِذا قال صاحبي
|
ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
|
وجاشت إِليهِ النّفسُ خوفا وخاله
|
مُصابا ولو أمسى على غيرِ مرصدِ
|
إِذا القومُ قالوا من فتىِ خلتُ أنّني
|
عُنِيتُ فلم أكسل ولم أتبلّدِ
|
أحلتُ عليها بالقطيع فأجِذمت
|
وقد خبّ آلُ الأمعزِ اُلمتوقِّدّ
|
فذالت كما ذالت وليدة مجلِس
|
تُرِي ربّها أذيال سحل ممددِ
|
ولستُ بِحلاّلِ التِّلاعِ مخافة
|
ولكِن متى يسترفِدِ القومُ أرفِدِ
|
فإِن تبغِني في حلقةِ القومِ تلِقني
|
وإِن تلتمِسني في الحوانِيتِ تصطدِ
|
وإِن يلتقِ الحيُّ الجمِيعُ تُلاِقني
|
إِلى ذِروةِ البيتِ الشّرِيفِ الُمصمّدِ
|
نداماي بيض كالنجوم وقينة
|
ترُوحُ علينا بين بُرد ومجسدِ
|
رحيب قِطابُ الجيبِ منها رقِيقة
|
بِجسِّ النّدامى بضّةُ اُلمتجردِ
|
إِذا نحنُ قُلنا أسمعِينا انبرت لنا
|
على رِسلِها مطرُوقة لم تشدّدِ
|
إِذا رجعت في صوتِها خِلت صوتها
|
تجاوُب أظآر على رُبع ردِ
|
وما زال تشرابي الُخمور ولذّتي
|
وبيعِي وإِنفاقي طريفي ومُتلدِي
|
إِلى أن تحامتني العشيرةُ كُلّها
|
وأُفرِدتُ إِفراد البعِيرِ الُمعبّدِ
|
رأيتُ بنِي غبراء لا يُنكِرُونني
|
ولا أهلُ هذاك الِّطرافِ الُممددِ
|
فإِن كنت لا تستطِيعُ دفع منِيّتي
|
فدعني أبادِرها بِما ملكت يدِي
|
ولولا ثلاث هُنّ من
عيشةِ
الفتى
|
وجدِّك لم أحفِل متى قام عُودي
|
فمِنهُنّ سبقِي العاذِلاتِ بِشربة
|
كُميت متى ما تُعل بالماءِ تُزبِدِ
|
وكرِّي إِذا نادى اُلمضافُ مُحنّبا
|
كسِيدِ الغضا نبّهتهُ الُمتورِّدِ
|
وتقصيرُ يوم الدّجنِ والدجنُ مُعجِب
|
بِبهكنة تحت الخِباءِ الُمعمّدِ
|
كأنّ البُرين والدّماليج عُلِّقت
|
على عُشر أوخِروع لم يُخضّدِ
|
كرِيم يروِّي نفسهُ في حياتِه
|
ستعلمُ إِن مُتنا غدا أيّنا الصدي
|
أرى قبر نحّام بخيل بِماله
|
كقبرِ غوِيِّ في
البطالةِ
مُفسِدِ
|
ترى جشوتينِ من تُراب عليهما
|
صفائحُ صُمِّ من صفيح مُنضّدِ
|
أرى الموت يعتامُ الكِرام ويصطفي
|
عقِيلة مالِ الفاِحشِ اُلمتشدِّدِ
|
أرى العيش كنزا ناقصا كلّ ليلة
|
وما تنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ ينفدِ
|
لعمرُك إِنّ الموت ما أخطأ الفتى
|
لكالطّولِ اُلمرخى وثِنياهُ بِاليدِ
|
فمالي أراني وابن عمِّي مالِكا
|
متى أدنُ مِنه ينأ عنِّي ويبعُدِ
|
يلُومُ وما أدرِي علام يلُوُمني
|
كما لامني في الحيّ
قُرطُ
بنُ معبدِ
|
وأيأسنيِ من كل خير طلبتُهُ
|
كأنّا وضعناهُ إِلى رمسِ مُلحدِ
|
على غيرِ شيء قُلتُهُ غير أنّني
|
نشدتُ فلم أُغفِل حمولة معبدِ
|
وقرّبتُ بالقُربى وجدّك إِنّني
|
متى يكُ أمر لِلنّكيثةِ أشهدِ
|
وإِن أُدع للجُلىّ أكن مِن حُماتِها
|
وإِن يأتِك الأعداءُ بالجهدِ أجهدِ
|
وإِن يقذِفُوا بالقذعِ عِرضك أسقِهِم
|
بكأسِ حِياضِ الموتِ قبل التهدُّدِ
|
بِلا حدث أحدثتُهُ وكمُحدث
|
هِجائي وقذفي بالشّكاةِ ومُطردِي
|
فلو كان مولاي أمرُءا هُو غيرهُ
|
لفرّج كربي أو لأنظرني غدِي
|
ولكِنّ مولاي آمرُء هُو خانقي
|
على الشُّكرِ والتّسآل أو أنا مُفتدِ
|
وظُلمُ ذوي القُربى أشدُّ مضاضة
|
على المرءِ مِن وقعِ الُحسامِ الُمهنّدِ
|
فذرني وخُلقي إِنّني لك شاكِر
|
ولو حلّ بيتي نائبا عند ضرغدِ
|
فلو شاء ربّي كُنتُ قيس بن خالِد
|
ولو شاء ربي كُنتُ عمروبن مرثدِ
|
فأصبحتُ ذا مال كثير وزارني
|
بنون كرام سادة لُمِسوّدِ
|
أنا الرّجُلُ الضّرب الّذِي تعرِفُونهُ
|
خشاش كرأسِ الحيّة الُمتوقّدِ
|
فآليتُ لا ينفكُّ كشجِي بطانة
|
لِعضب رقِيقِ الشّفرتينِ مُهنّدِ
|
حُسام إِذا ما قُمتُ مُنتصِرا به
|
كفى العود منه البدءُ ليس بِمعضدِ
|
أخِيِ تقة لا ينثنيِ عن ضرِيبة
|
إِذا قِيل مهلا قال حاِجزُهُ قدِي
|
إِذا ابتدر القومُ السِّلاح وجدتني
|
منيعا إِذا بلّت بقائِمِهِ يدِي
|
وبركُ هُجُود قد أثارت مخافتي
|
بوادِيها أمشِي بِعضب مُجرّدِ
|
فمرّت كهاة ذاتُ خيف جُلالة
|
عقِيلةُ شيخ كالوبيلِ يلنددِ
|
يقُولُ وقد ترّ الوظِيفُ وساقُها
|
ألست ترى أن قد أتيت بمؤيِدِ
|
وقال ألا ماذا ترون بِشارِب
|
شدِيد علينا بغيُهُ مُتعمِّدِ
|
وقال ذرُوه إِنّما نفعُها لهُ
|
وإِلاّ تكُفّوا قاصي البركِ يزددِ
|
فظلّ الإِماءُ يمتلِلن حُوارها
|
ويُسعى بها بالسّديفِ اُلمسرهدِ
|
فإِن مِتُّ فانعِيني
بِما أنا أهلُةُ
|
وشُقِّي عليّ الجيب يا أبنة معبدِ
|
ولا تجعلِيني كامرِىء ليس همُّهُ
|
كهمِّي ولا يُغنِي غنائي ومشهدِي
|
بطِيء عن الُجلّي سرِيع الى الخنا
|
ذلُول بأجماعِ الرِّجالِ مُلهّدِ
|
فلو كُنتُ وغلا في الرِّجالِ لضرّني
|
عداوةُ ذِي الأصحابِ والُمتوحِّدِ
|
ولكِن نفى عني الرِّجال جراءتي
|
عليهِم وإِقدامِي وصِدفي ومحتدِي
|
لعمرُك ما أمري عليّ بغُمّة
|
نهاري ولا ليلي عليِّ بسرمدِ
|
ويوم حبست النّفس عند عراكهِ
|
حِفاظا على عوراتِهِ والتّهدُّدِ
|
على موطِن يخشى الفتى عِندهُ الرّدى
|
متى تعترِك فيهِ الفراِئصُ تُرعدِ
|
وأصفر مضبُوح نظرتُ حِوارهُ
|
على النارِ واستودعتُه كفّ مُجمِدِ
|
ستُبدِي لك الأيّامُ ما كُنت جاهِلا
|
ويأتِيك بالأخبارِ من لم تُزوِّدِ
|
ويأتِيك بالأخبارِ من لم تبع لهُ
|
بتاتا ولم تضرِب لهُ وقت موعدِ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق