أمرؤ القيس بن حجر الكندي (نجد 496-544م)
سما لك شوق بعدما كان أقصرا
|
وحلت سليمي بطن قو فعرعرا
|
كِنانِيّة بانت وفي الصّدرِ وُدُّها
|
مُجاوِرَةٌ
غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا
|
بعينيّ ظعنُ الحيّ لمّا تحمّلُوا
|
لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرا
|
فشبّهتُهُم في الآل لمّا تكمّشُوا
|
حدائق دوم أو سفينا مقيرا
|
أوِ المُكراعاتِ من نخيلِ ابنِ يامِن
|
دوين الصفا اللائي يلين المشقرا
|
سوامق جبار أثيث فروعه
|
وعالين قنوانا من البسر أحمرا
|
حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن
|
بأسيافهم حتى أقر وأوقرا
|
وأرضى بني الربداءِ واعتمّ زهوهُ
|
وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا
|
أطافت بهِ جيلانُ عِند قِطاعِهِ
|
تردّدُ فيهِ العينُ حتى تحيّرا
|
كأن دمى شغف على ظهر مرمر
|
كسا مزبد الساجوم وشيا مصورا
|
غرائِرُ في كِنّ وصون ونِعمة
|
يحلين يا قوتا وشذرا مفقرا
|
وريح سنا في حقه حميرية
|
تُخصّ بمفرُوك من المِسكِ أذفرا
|
وبانا وألويا من الهند داكيا
|
ورندا ولُبنى والكِباء المُقتّرا
|
غلقن برهن من حبيب به ادعت
|
سليمى فأمسى حبلها قد تبترا
|
وكان لها في سالِفِ الدّهرِ خُلّة
|
يُسارِقُ بالطّرفِ الخِباء المُستّرا
|
إذا نال مِنها نظرة رِيع قلبُهُ
|
كما ذرعت كأس الصبوح المخمرا
|
نِيافا تزِلُّ الطّيرُ قذفاته
|
تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
|
أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا
|
سنُبدِلُ إن أبدلتِ بالوُدِّ آخرا
|
تذكّرتُ أهلي الصّالحين وقد أتت
|
على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا
|
فلمّا بدت حورانُ في الآلِ دونها
|
نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا
|
تقطع أسبابُ اللبانة ِ والهوى
|
عشِيّة
جاوزنا حماة وشيزرا
|
بسير يضجّ العودُ منه يمنه
|
أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا
|
ولم يُنسِني ما قد لقِيتُ ظعائِنا
|
وخملا لها كالقرّ يوما مخدرا
|
كأثل من الأعراض من دون بيشة
|
ودونِ الغُميرِ عامِدات لِغضورا
|
فدع ذا وسلِّ الهمِّ عنك بجسرة
|
ذمُول إذا صام النّهارُ وهجّرا
|
تُقطّعُ غِيطانا كأنّ مُتُونها
|
إذا أظهرت تُكسي ملاء منشرا
|
بعِيدة ُ بين المنكِبينِ كأنّما
|
ترى عند مجرى الظفر هرا مشجرا
|
تُطاير ظرّان الحصى بمناسم
|
صِلابِ العُجى ملثومُها غيرُ أمعرا
|
كأنّ الحصى مِن خلفِها وأمامِها
|
إذا نجلته رِحلُها حذفُ أعسرا
|
كأنّ صلِيل المروِ حِين تُشِذُّهُ
|
صليل زيوف ينقدن بعبقرا
|
عليها فتى لم تحملِ الأرضُ مثله
|
أبر بميثاق وأوفى وأصيرا
|
هُو المُنزِلُ الآلاف من جوّ ناعِط
|
بني أسد حزنا من الأرضِ أوعرا
|
ولو شاء كان الغزوُ من أرض حِمير
|
ولكنه عمدا إلى الروم أنفرا
|
بكى صاحِبي لمّا رأى الدّرب دُونه
|
وأيقن أنا لاحقانِ بقيصرا
|
فقُلتُ لهُ لا تبكِ عينُك إنّما
|
نحاوِلُ مُلكا أو نُموت فنُعذرا
|
وإني زعيم إن رجعتُ مملكا
|
بسير ترى منه الفرانق أزورا
|
على لاحب لا يهتدي بمنارهِ
|
إذا سافه العودُ النباطي جرجرا
|
على كل مقصوص الذنابي معاوِد
|
بريد السرى بالليل من خيلِ بربرا
|
أقبّ كسِرحان الغضا مُتمطِّر
|
ترى الماء من أعطافهِ قد تحدرا
|
إذا زُعته من جانبيه كليهما
|
مشي الهيدبى في دفه ثم فرفرا
|
إذا قُلتُ روِّحنا أرنّ فُرانِق
|
على جعلد واهي الاباجل أبترا
|
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها
|
وجوّا فروّى نخل قيسِ بن شمّرا
|
نشيمُ بُرُوق المُزنِ أين مصابُهُ
|
ولا شيء يشفي منك يا ابنة عفزرا
|
من القاصراتِ الطرف لو دب محول
|
|
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم
|
قريب ولا البسباسة ُ ابنة يشكرا
|
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا
|
بُكاء على عمرو وما كان أصبرا
|
إذا نحن سرنا خمس عشرة ليلة
|
وراء الحساءِ من مدافع قيصرا
|
إِذا قُلتُ هذا صاحِب قد رضيتُهُ
|
وقرّت بِهِ العينانِ بُدِّلتُ آخرا
|
كذلِك جدّي ما أُصاحِبُ صاحِبا
|
مِن الناسِ إِلّا خانني وتغيّرا
|
وكُنّا أُناسا قبل غزوةِ قُرمُل
|
ورثنا الغِنى والمجد أكبر أكبرا
|
وما جبنت خيلي ولكن تذكرت
|
مرابطها في بربعيص وميسرا
|
ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهُ
|
بتاذِف ذاتِ التّلِّ من فوق طرطرا
|
ولا مثل يوم في قُداران ظللتهُ
|
كأني وأصحابي على قرنِ أعفرا
|
ونشرُب حتى نحسب الخيل حولنا
|
نِقادا وحتى نحسِب الجون أشقرا
|
من كتاب (خمسون ألف بيت من الشعر) \منصور العبادي
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق