2014-08-23

نونية القحطاني في عقيدة أهل السنة والجماعة - الجزء الثاني


عبدالله بن محمد الأندلسي القحطاني (الأندلس - 990م)

 الجزء الثاني



ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل
أو لا فغاية طهرها شهران
مس النساء على الرجال محرم
حرث السباخ خسارة الحرثان
لا تلق ربك سارقا أو خائنا
أو شاربا أو ظالما أو زاني
قل إن رجم الزانيين كليهما
فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم
للمحصنين ويجلد البكران
والخمر يحرم بيعها وشراؤها
سيان ذلك عندنا سيان
في الشرع والقرآن حرم شربها
وكلاهما لا شك متبعان
أيقن بأشراط القيامة كلها
واسمع هديت نصيحتي وبياني
كالشمس تطلع من مكان غروبها
وخروج دجال وهول دخان
وخروج يأجوج ومأجوج معا
من كل صقع شاسع ومكان
ونزول عيسى قاتلا دجالهم
يقضي بحكم العدل والإحسان
واذكر خروج فصيل ناقة صالح
يسم الورى بالكفر والإيمان
والوحي يرفع والصلاة من الورى
وهما لعقد الدين واسطتان
صل الصلاة الخمس أول وقتها
إذ كل واحدة لها وقتان
قصر الصلاة على المسافر واجب
وأقل حد القصر مرحلتان
كلتاهما في أصل مذهب مالك
خمسون ميلا نقصها ميلان
وإذا المسافر غاب عن أبياته
فالقصر والإفطار مفعولان
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا
في الحضر والأسفار كاملتان
والشمس حين تزول من كبد السما
فالظهر ثم العصر واجبتان
والظهر آخر وقتها متعلق
بالعصر والوقتان مشتبكان
لا تلتفت ما دمت فيها قائما
واخشع بقلب خائف رهبان
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا
وعشائنا وقتان متصلان
والصبح منفرد بوقت مفرد
لكن لها وقتان مفرودان
فجر وإسفار وبين كليهما
وقت لكل مطول متوان
وارقب طلوع الفجر واستيقن به
فالفجر عند شيوخنا فجران
فجر كذوب ثم فجر صادق
ولربما في العين يشتبهان
والظل في الأزمان مختلف كما
زمن الشتا والصيف مختلفان
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا
واسكت إذا ما كان ذا إعلان
ولكل سهو سجدتان فصلها
قبل السلام وبعده قولان
سنن الصلاة مبينة وفروضها
فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
فرض الصلاة ركوعها وسجودها
ما إن تخالف فيهما رجلان
تحريمها تكبيرها وحلالها
تسليمها وكلاهما فرضان
والحمد فرض في الصلاة قراتها
آياتها سبع وهن تبياني
في كل ركعات الصلاة معادة
فيها ببسملة فخذ مثاني
وإذا نسيت قراتها في ركعة
فاستوف ركعتها بغير توان
إتبع إمامك خافضا أو رافعا
فكلاهما فعلان محمودان
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع
فكلاهما امران مذمومان
إن الشريعة سنة وفريضة
وهما لدين محمد عقدان
لكن آذان الصبح عند شيوخنا
من قبل أن يتبين الفجران
هي رخصة في الصبح لا في غيرها
من أجل يقظة غافل وسنان
أحسن صلاتك راكعا ساجدا
بتطمن وترفق وتدان
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا
فالإحتقان يخل بالأركان
بيت من الليل الصيام بنية
من قبل أن يتميز الخيطان
يجزيك في رمضان نية ليلة
إذ ليس مختلطا بعقد ثان
رمضان شهر كامل في عقدنا
ما حله يوم ولا يومان
إلا المسافر والمريض فقد أتى
تأخير صومهما لوقت ثان
وكذاك حمل والرضاع كلاهما
في فطره لنسائنا عذران
عجل بفطرك والسحور مؤخر
فكلاهما أمران مرغوبان
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا
أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى
شر البرية من له وجهان
لا تحسدن أحدا على نعمائه
إن الحسود لحكم ربك شان
لا تسع بين الصاحبين نميمة
فلأجلها يتباغض الخلان
والعين حق غير سابقة لما
يقضى من الأرزاق والحرمان
والسحر كفر فعله لا علمه
من ههنا يتفرق الحكمان
والقتل حد الساحرين إذا هم
عملوا به للكفر والطغيان
وتحر بر الوالدين فإنه
فرض عليك وطاعة السلطان
لا تخرجن على الأمام محاربا
ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة
فاهرب بدينك آخر البلدان
الدين رأس المال فاستمسك به
فضياعه من أعظم الخسران
لا تخل بامرأة لديك بريبة
لو كنت في النساك مثل بنان
إن الرجال الناظرين إلى النسا
مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها
أكلت بلا عوض ولا أثمان
لا تقبلن من النساء مودة
فقلوبهن سريعة الميلان
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا
فعلى النساء تقاتل الأخوان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا
ومحاسن الأحداث والصبيان
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة
إن الطلاق لأخبث الأيمان
إن الطلاق مع العتاق كلاهما
قسمان عند الله ممقوتان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا
وادفنه في الاحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما
في السر عند أولى النهى شكلان
لا يبدو منك إلى صديقك زلة
واجعل فؤادك أوثق الخلان
لا تحقرن من الذونوب صغارها
والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا
فالنذر مثل العهد مسئولان
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا
عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما
إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها
تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد
لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا
والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة
واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى
فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند
لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص
متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه
كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه
حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد
لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به
فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا
ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا
فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة
فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم
إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح
فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة
حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا
وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما
عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا
فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه
لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له
فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع
ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به
لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا
فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة
فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما
صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن
فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا
حذر الممات ولا تقل لم يان
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها
فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا
فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا
فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه
نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه
شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه
فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما
وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا
يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا
سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا
فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن
متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم
فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا
لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما
يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه
يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها
فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية
أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها
والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه
عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى
سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة
من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع
من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا
فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا
طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما
ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه
ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله
إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا
فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا
وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها
تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع
فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة
فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع
لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته
قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ
أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها
سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا
وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه
حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها
قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر
حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة
ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها
لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها
فيحل تلك وهذه زوجان
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة
ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة
فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه
والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا
فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى
فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب
لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها
من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم
محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد
وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا
شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك
حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا
هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد
صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم
في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها
بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها
وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما
وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا
وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة
وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها
إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه
أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه
والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيها ملابس سندس
وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد
أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور
من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم
كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق
سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها
شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما
تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها
فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا
فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم
إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة
فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى
من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل
ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر
إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة
إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها
الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا
وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد
علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى
وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره
لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه
يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله
تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد
يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى
جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم
فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم
والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم
والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم
وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق
مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم
يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى
ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله
وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله
قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر
فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته
بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت
من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك
وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة
ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا
ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها
وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا
والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده
والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة
لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه
فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته
فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله
شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه
صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده
رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه
إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا
مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا
وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له
سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه
حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة
والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة
ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده
أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي
يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت
بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه
ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي
فالعنه كل إقامة وآذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة
ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها
عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله
حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده
من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله
عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى
بكلاب كلب معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم
لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فإنه
قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه
أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه
وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم
عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى
وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني
آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم
حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم
وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني
من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت
أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة
ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا
اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى
أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم
سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا
والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم
لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد
وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم
لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم
فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم
وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم
فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله
فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني
رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة
اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم
فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها
فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي
والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما
حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا اشعرية إنني
ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها
أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم
حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم
وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة
فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي
ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم
أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما
وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر
أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا
والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد
في آية من جملة القرآن
يا أشعرية يا جميع من أدعى
بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة
من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا
فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته
كالصخر يهبط من ذرى كهلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة
هتكت ستوركم على البلدان
هي للروافض درة عمرية
تركت رؤوسهم بلا آذان
هي للمنجم والطبيب منية
فكلاهما ملقان مختلفان
هي في رؤوس المارقين شقيقة
ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم
صاب وفي الأجساد كالسعدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا
أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
وأنا الذي حبرتها وجعلتها
منظومة كقلائد المرجان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي
وصفعت كل مخالف صفعان
مع أنها جمعت علوما جمة
مما يضيق لشرحها ديواني
أبياتها مثل الحدائق تجتنى
سمعا وليس يملهن الجاني
وكأن رسم سطورها في طرسها
وشي تنمقه أكف غواني
والله أسأله قبول قصيدتي
مني وأشكره لما أولاني
صلى الإله على النبي محمد
ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه
وعلى جميع الصحب والإخوان
بالله قولوا كلما أنشدتم
رحم الإله صداك يا قحطاني

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق