أبو مسلم البهلاني العماني
(عمان
1860 – 1920م )
سميري وهل للمستهان سميرُ
|
تنامُ وبرق الأبرقين سهيرُ
|
تمزقُ أحشاء الرباب نصاله
|
وقلبي بهاتيك النصال فطيرُ
|
تطاير مرفض الصحائف في الملا
|
لهن انطواء دائب ونشورُ
|
يهلهل في الآفاق ريطا موردا
|
طوال الحواشي مكثهن قصيرُ
|
بمنتحبات مرزمات يحثها
|
حداءُ النعامى دمعهنُ غزيرُ
|
تنبه سميري نسأل البرق سقيهُ
|
لربع عفته شمأل ودبورُ
|
ذكرت به عهدا حميدا قضيتهُ
|
وذو الحزن بالتذكار ويك أسيرُ
|
عهودا على عين الرقيب اختلستها
|
ذوت روضة منها وجف غدير
|
متاعي رجع الطرف منها وكل ما
|
يسرك من عيش الزمان قصير
|
وبي من تباريح الجوى ما شجا
|
الهوى وذلك ما لا يدعيه ضمير
|
وفت لرسيس الحب بالصبر مهجتي
|
وما كل من شف الغرام صبور
|
إلا فما بالي وغور مدامع
|
ودمع التصابي لا يكاد يغور
|
أدهرى معيد الحب والعود ذابل
|
فهلا واملود الشباب نضير
|
عذير غوايات الغرام من الصبا
|
وما لغوايات المشيب عذير
|
وكل غرام قارن الشيب سوءة
|
وكل غرير في المشيب غرور
|
أبعد تباشير المشيب غواية
|
وللعقل منها زاجر ونذير
|
تناقلني عمران عمر قد انحنى
|
يشيب وعمر للشباب كسير
|
تناهت حياتي غير نزر على شفا
|
وذلك قدر لو نظرت يسير
|
صبابة عمر حشوها الغي والهوى
|
وهذا مقام بالتقاة جدير
|
تقضى ثمين العمر في نشوة الهوى
|
وحشو مزادي باطل وغرور
|
أألهو وقد نادى المنادي لمنتهى
|
إليه وإن طال المطال أصبر
|
وصبحان من عقل وشيب تنفسا
|
فذا مسفر هاد وذاك سفير
|
أأترك نفسي بعد ذا بيد الهوى
|
تسام كما جر الحمار جرير
|
وأوقرها شرا وفيها استطاعة
|
إلى الخير والناهي الرقيب غيور
|
وإني وإن سومت نفسي بمسرح
|
مراعيه سم ناقع وشرور
|
يطور لي الشيطان أطوار كيده
|
ونفسي له فيما يشاء نصير
|
فلست بمتروك سدى دون موقفي
|
على الغي عقبى أشرفت ومصير
|
سيوقفني من رقدة اللهو ناعب
|
يحط بمحتوم الردى ويطير
|
مقضي بي المحيا وجهلي مطيتي
|
وقائدها دنياي وهي غدور
|
أمان وأوهام وزخرف باطل
|
سراب بقيعان الفلاة يمور
|
محصلها بالكد والكدح راقب
|
لفوت وتفريق إليه تحور
|
فليس سديدا جمع هم لجمعها
|
ودائرة التفريق سوف تدور
|
سنتركها بالرغم وهي حبيبة
|
ورب حبيب للنفوس مبير
|
ومن عجب ميل النفوس لعاجل
|
يحول على اكداره ويبور
|
وإسراعها في الغي إسراع آمن
|
وناقد أعمال العباد بصير
|
متى أقلعت عنا المنون وهل لنا
|
بغير طريق الغابرين عبور
|
أم الأمل الملهى براءة غافل
|
من الموت أم يوم المعاد يسير
|
أتمرح إن شاهدت نعشا لهالك
|
إليك أكف الحاملين تشير
|
ستركب ذاك المركب الوعر ساعة
|
إلى حيث سار الأولون تسير
|
نقى من غبار الأرض بيض ثيابنا
|
وتلك رفات الهالكين تطير
|
لي الويل هلا أرعوي عن مهالكي
|
أما في المنايا واعظ ونذير
|
أما في عويل النائحات مذكر
|
أم النوح حولي والبكاء صفير
|
أم الغارة الشعواء من أم قشعم
|
يشن أصيل هولها وبكور
|
على كل نفس غير نفسي رزؤها
|
ويمنعني منها حمى وستور
|
بلى سوف تغشاني متى حان حينها
|
فيعجز عنها ناصر وعشير
|
وتفجأني يوما وزادي خطيئة
|
واثم وحوب في الكتاب كبير
|
أرى الخطب صعبا والنفوس شحيحة
|
على زخرف فان مداه قصير
|
وتلك ثمار الجهل والجهل مرتع
|
وخيم وداء للنفوس عقور
|
ولو حاولت نفس عن الشر نزعة
|
تنازعها طبع هناك خؤور
|
فزجت بها الآمال في غمراتها
|
إلى إن دهاها منكر ونكير
|
فثبطها تسويفها وهو قارض
|
لرمة اجال النفوس هصور
|
ودأب النفوس السوء من حيث
|
طبعها إذا لم يصنها للبصائر نور
|
بها ترتمي في الخسر آفات طبعها
|
خلائق توحيها الجبلة بور
|
تدارك وصايا الحق والصبر إنما
|
يفوز محق بالفلاح صبور
|
وخذ بكتاب الله حسبك إنه
|
دليل مبين للطريق خفير
|
فما ضل من كان القرآن دليله
|
ُوما خاب من سير القرآن يسير
|
تمسك به في حالة السخط والرضا
|
وطهر به الآفات فهو طهور
|
وحارب به الشيطان والنفس تنتصر
|
فكافيك منه عاصم ونصير
|
دعيت لأمر ليس بالسهل فاجتهد
|
وسدد وقارب والطريق منير
|
وأسس على تقوى من الله توبة
|
نصوحا على قطب الكمال تدور
|
وزن صالح الأعمال بالخوف والرجا
|
هما جنة للصالحات وسور
|
وبالعدل والإحسان قم واستقم كما
|
أمرت وبادر فالمعاش قصير
|
وراقب وصايا الله سرا وجهرة
|
ففي كل نفس غفلة وفتور
|
وجرد على الاخلاص جدك في التقى
|
ففوقك بالشرك الخفي خبير
|
وثابر على المعروف كيف استطعته
|
ودع منكرات الأمر فهي ثبور
|
ومل حيث مال الحق والصدق واستبق
|
مليا إلى الخيرات حيث تصير
|
واخلص مع الجد اليقين فإنه
|
به تنضر الأعمال وهي بزور
|
وبالرتبة القصوى من الورع التبس
|
فللورع الدين الحنيف يحور
|
وكن في طريق الاستقامة حاذرا
|
كمين الاعادي فالشجاع حذور
|
يجوز طريق الاستقامة حازم
|
على حرب قطاع الطريق قدير
|
مراصدها شتى وفي كل مرصد
|
لخصمك حرب بالبوار تغور
|
فلا تخش ارهاقا وساور ليوثها
|
بعزم يفض الخطب وهو حسير
|
ورافق دليل العلم يهدك انه
|
طريق يحار العقل فيه وعير
|
وفعلك حد المستطاع من التقى
|
على غير علم ضيعة وغرور
|
فما زكت الطاعات إلا لمبصر
|
على نور علم في الطريق يسير
|
أتدخر الأعمال جهلا بوجهها
|
وأنت إلى علم هناك فقير
|
فيا طالب الله ائته من طريقه
|
وإلا فبالحرمان أنت جدير
|
فلست إذا لم تهتد الدرب واصلا
|
قبيلك في جهل السلوك دبير
|
وما العلم إلا ما أردت به التقى
|
وإلا فخطأ ما حملت كبير
|
فكم حامل علما في الجهل لو درى
|
سلامته مما إليه يصير
|
وما أنت بالعلم الغزير بمفلح
|
ومالك جد في التقاة غزير
|
وحسبك علما نافعا فرد حكمة
|
بها السر حي والجوارح نور
|
تعلم لوجه الله وأعمل لوجهه
|
وثق منه بالموعود فهو جدير
|
تعرض لتوفيق الإله بحبه
|
ودع ما سواه فالجميع قشور
|
هو الشأن بالتوفيق تزكو ثماره
|
ومتجره والله ليس يبور
|
كأي رأينا عالما ضل سعيه
|
وضل به جم هناك غفير
|
معارفه بحر ويصرف وجهه
|
إلى الباطل الخذلان وهو بصير
|
وأفلح بالتوفيق قوم نصيبهم
|
من العلم في رأي العيون حقير
|
وتلك حظوظ للإرادة فسمها
|
وحكمة من يختارنا ويخير
|
تحزبت الأحزاب بعد محمد
|
فكل إلى نهج رآه يصير
|
وقرت على الحق المبين عصابة
|
قليل وقل الأكرمين كثير
|
هم الوارثون المصطفى خير أمة
|
لمدحهم آي الكتاب تشير
|
أولئك قوم لا يزال ظهورهم
|
على الحق ما دام السماء تدور
|
على هضبات الاستقامة خيموا
|
إذا اعوج أقوام وضل نفير
|
تنافر عنهم رفض وخوارج
|
وحشوية حشو البلاد تمور
|
رأوا طرقا غير الهدى فتنافروا
|
إليها وبئست ضلة ونفور
|
لهم نصب من بدعة وزخارف
|
بها عكفوا ما للعقول شعور
|
تدعمهم أهواؤهم في هلاكهم
|
كما دع في ذل الأسار أسير
|
لأقوالهم صد وفيهم شقاشق
|
لهن ولا جدوى هناك هدير
|
دليلهم يهوي بهم في مضلة
|
وهم خلفه عمش العيون وعور
|
فيا أسفا للعلم يطمسه الهوى
|
ويا أسفا للقوم كيف أبيروا
|
أرى القوم ضلوا والدليل بحيرة
|
وللحق نور والصراط منير
|
سروا يخبطون الليل عميا تلفهم
|
شمائل من أهوائهم ودبور
|
يتيهون سكعا في المجاهل ما بهم
|
بمواطئ أخفاف المطي بصير
|
يقولون ما لا يعلمون وربما
|
على علمه بالشيء ضل خبير
|
ولو كان عين الحق منشود جهدهم
|
لما حال سد أو طوته ستور
|
نعم أبصروه حيث غرهم الهوى
|
فصدهم عنه هوى وغرور
|
أقاموا لهم من زخرف القول ظهرة
|
ذو للبطل فيما استظهروه ظهور
|
وفي زخرف القول إزدهاء لمن غوى
|
والهنة عن لب الصواب قشور
|
وفي البدع الخضر ابتهاج لأنفس
|
تدور بها الأهواء حيث تدور
|
نشاوى من الدعوى التي يعصرونها
|
وليس لبرهان هناك عصير
|
وما روقوه من رحيق مفوه
|
فذلك سم في الإناء خثير
|
يدرون أنواء الكلام وما بها
|
وراء ولا يطفي بهن هجير
|
وما كل طول في الكلام بطائل
|
ولا كل مقصور الكلام قصير
|
وما كل منطوق بليغ هداية
|
ولا كل زحار المياه نمير
|
وما كل موهوم الظنون حقائق
|
ولا كل مفهوم التعقل نور
|
وما كل مرئي البصائر حجة
|
ولا كل عقل بالصواب بصير
|
وما كل معلوم بحق ولا الذي
|
تقيل علما بالأحق جدير
|
ولكن نور الله وهب لحكمة
|
يصير مع التوفيق حيث يصير
|
وهدى الله حظ والحظوظ مقاسم
|
إلى مقتضى العلم القديم تحور
|
وليس اختيار الله في فيض نوره
|
بمكتسب أو تقتضيه أمور
|
وفي ظاهر الأقدار أسرار حكمة
|
طواهن من علم الغيوب ضمير
|
ارتنى هدى زيد وفي العلم قلة
|
وضلة عمرو والعلوم بحور
|
وذاك دليل ان لله أنفسا
|
عليها من اللطف الخفي ستور
|
ظواهراها بله وتحوي بواطنا
|
لدى علمها جنس الوجود حقير
|
عليها خدور من غبار غباوة
|
ولكنها تحت الخدور بدور
|
تجردن من لبس الخيالات وانطوى
|
عليهن ريش من هدى وشكير
|
سرين رياح الله تحدو ركابها
|
اليه وأنوار اليقين خفير
|
يغادرن فيه منزلا بعد منزل
|
يكاد بها الشوق الملح يطير
|
تدثرن خيل الله حتى بلغنه
|
وواحدها في العالمين دثور
|
وردن مياه النهر غرثى صوادئا
|
وليس لها حتى اللقاء صدور
|
اوانس في مرج الرجاء رواتع
|
وللخوف في احشائهن زفير
|
غسلن به احكام سهم واشعر
|
ودرن مع القرآن حيث يدور
|
نحرن عقيب الدار بازل ناكث
|
وأمس بصفين لهن هرير
|
فلو قدرتها هاشم حق قدرها
|
هشمن ابن صخر للحروب صخور
|
ولكن وهى رأى وخامت عزيمة
|
فحكم خصم واستبيح نصير
|
بني هاشم عمدا ثللتم عروشكم
|
وفي عبد شمس نجدة وظهور
|
على غير ذنب غير إنكار قسطهم
|
وللجور من نفس المحق نكير
|
قتلتم جنودا حكموا الله لا سوى
|
وقالوا علي لا سواه أمير
|
فيها لدماء في حروراء غودرت
|
تمور وأطباق السماء تمور
|
وانفس صديقين أزهقها الردى
|
وشقت عن التقوى لهن نحور
|
مخردلة الأشلاء للطير في الفلا
|
وهن بجنات النعيم طيور
|
على جنبات النهروان عقائر
|
كما وفيت بالمشعرين نذور
|
أبيد خيار المسلمين بضحوة
|
كما نحرت للميسرين جزور
|
يعجون بالتحكيم لله وحده
|
وهامهم تحت العجاج تطير
|
فيا أمة المختار هل فيك غيرة
|
فان محب الله فيه غيور
|
ويا ظهرة الإيمان هل فيك منعة
|
وهيهات عزت منعة وظهير
|
ويا لرجال الله أين محمد
|
وناصره بالنهروان عقير
|
ولو وقعة كانت بعين محمد
|
لما قر عينا أو يزول ثبير
|
فمن لصدور الخيل فوق صدورهم
|
ولله في تلك الصدور بحور
|
تطل دماء المؤمنين على الهدى
|
وخيل ابن صخر في البلاد تغير
|
ويعصى ابن عباس إذا لم شعثها
|
ويسمع فيها أشعت وجرير
|
على أن علت فوق الرماح مصاحف
|
ونادوا إلى حكم الكتاب نصير
|
مكيدة عمرو حيث رثت حباله
|
وكادت بحور القاسطين تغور
|
أبا حسن ذرها حكومة فاسق
|
جراحات بدر في حشاه تفور
|
أبا حسن اقدم فأنت على هدى
|
وأنت بغايات الغوي بصير
|
أبا حسن لا تعطين دنية
|
وأنت بسلطان القدير قدير
|
أبا حسن لاتنس أحدا وخندقا
|
وما جر عير قبلها ونفير
|
أبا حسن أين السوابق غودرت
|
وأنت أخوه والغدير غدير
|
أبا حسن إن تعطها اليوم لم تزل
|
يحل عراها فاجر ومبير
|
أبا حسن طلقتها لطليقها
|
وأنت بقيد الأشعري أسير
|
أتحبس خيل الله عن خيل خصمه
|
وسبعون ألفا فوقهن هصور
|
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة
|
بثارات عمار لهن زفير
|
وصك ثغور القاسطين بقيلق
|
له مدد من ربه وظهير
|
فلم يبق الا غلوة أو تحسهم
|
ويبكي ابن صخر قبة وسرير
|
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر
|
وأنت علي والشآم تمور
|
أفي الدين شك أم هوادة عاجز
|
تجوزتها أم ذو الفقار كسير
|
يبيت قرير الجفن بالجفن لاصقا
|
وجفن حسام ابن اللعين سهير
|
فلا جبرت حداه ان ظل مغمدا
|
وهندي هند منجد ومغير
|
ولا جبرت حداه يوم سللته
|
له في رقاب المؤمنين صرير
|
أتغمده عن عبد شمس وحزبها
|
ويلفح حزب الله منه سعير
|
فمالك والأبرار تنثر هامهم
|
كأنك زراع وهن بذور
|
ذروتهم عصفا وتبكى عليهم
|
بلى فابك خطب بالبكاء جدير
|
فما هي إلا جدعة الأنف ما شفت
|
غليلا وجرح لا يزال يغور
|
ستحصد هذا الزرع مهما تقصدت
|
عراقك لا يلوى عليك ضمير
|
تنازعها سل السيوف فتلتوى
|
وتخطب فيها والقلوب صخور
|
قتلت نفير الله والريح فيهم
|
وأصبحت فذا والنفير نفور
|
نشدت دوي النحل لما فقدتهم
|
ويعسوب ذاك النحل عنه خبير
|
أرقت دماء المؤمنين بريئة
|
لهن بزيزاء الحرار خرير
|
عليا أمير المؤمنين بقية
|
كأن دماء المؤمنين خمور
|
سمعناك تنفى شركهم ونفاقهم
|
فأنت على أي الذنوب نكير
|
وما الناس إلا مؤمن أو منافق
|
ومنهم جحود بالإله كفور
|
وقد قلت ما فيهم نفاق ولا بهم
|
جحود وهذا الحكم منك شهير
|
فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم
|
وأنت بأحكام الدماء بصير
|
تركتهم جزر السباع عليهم
|
لفائف من إيمانهم وستور
|
مصاحفهم مصبوغة بدمائهم
|
عليهن من كتب السهام سطور
|
وكنت حفيا يا ابن عم محمد
|
بحفظ دماء مالهن خطير
|
وكنت حفيا ان يكونوا بقية
|
لنصرك حيث الدائرات تدور
|
تناسيت يوم الدار إذ جد ملكها
|
فللعاص فيها دولة وظهور
|
ويوم جبال الناكثين تدكدكت
|
وطلحة والعود الطليح عقير
|
وحربا تؤز الشام ازا قراعها
|
له في جموع القاسطين سعير
|
تعوذ منها القاسطون بخدعة
|
بجدعة تلك الأنف فاز قصير
|
مواطن أهوال تبوأت فلجها
|
إلى أن دهتها فلتة وفتور
|
تفانت ضحايا النهر في غمراتها
|
وأنت شهيد والعدو وتير
|
تنادي أعيروني الجماجم كرة
|
فقد قدموها والوطيس سعير
|
أما والذي لا حكم من فوق حكمه
|
على خلقه ورد به وصدور
|
لقد ما أعاروك الجماجم خشعا
|
عليهن من قرع الصفاح فطور
|
فقصعتها إذ حكمت حكم ربها
|
فما بقيت عارية ومعير
|
فيا أسفا من سيف آل محمد
|
على المؤمنين الصالحين شهير
|
نباعن رؤوس الشام في الحق
|
وأنتنى إلى ثفنات العابدين يجور
|
أحيدرة الكرار إن خياركم
|
وقراءكم تحت السيوف شطور
|
أحيدرة الكرار تابعت أشعثا
|
وأشعث شيطان ألد كفور
|
أعشرون ألفا قلبهم قلب مؤمن
|
بأوجههم نور اليقين ينور
|
بهاليل أفنوا في العبادة أنفسا
|
لهم اثر في الصالحات اثير
|
أسود لدى الهيجا رهابين في الدجى
|
أناجيلهم وسط الصدور سطور
|
وفي القوم حرقوص وزيد وفيهم
|
أويس ومن بدر هناك بدور
|
ومن بيعة الرضوان فيهم بقية
|
بأيديهم منها ندى وعبير
|
اكلتهم في النهر فطرة صائم
|
فكيف أبا السبطين ساغ فطور
|
فيا فتنة في الدين ثار دخانها
|
وذاك إلى يوم النشور يثور
|
نجونا بحمد الله منها على هدى
|
فنحن على سير النبي نسير
|
بصائرنا من ربنا مستمدة
|
إذا اشتبهت للمارقين أمور
|
وثقنا بأن الدين عروة أمرنا
|
وماشذ عنه فتنة وغرور
|
وإن رجالا حكموا اللّه حجة
|
على من بتحكيم الرجال يصور
|
ببينة من ربهم وبصيرة
|
تجاهل فيها عسكر وأمير
|
وإنهم حجوا عليا وأعذروا
|
وما فاتهم ممن لديه عذير
|
على أنه من أبصر الناس للهدى
|
وكم بقضاء اللّه ضل بصير
|
تنورها الحبر ابن عباس منهم
|
فحج عليا والحجيج نصير
|
جزى اللّه أهل النهروان رضاءه
|
وما فوق مرضاة الاله أجور
|
كما جاهدوا في اللّه حق جهاده
|
وقاموا بما يرضى وفيه أبيروا
|
وماتوا كراما قانتين وكلهم
|
على الموت صبار هناك شكور
|
شراة سراة لا يخط غبارهم
|
وإن أبلحت فوق الأمور أمور
|
إذا انتهكت من دين الاسلام حرمة
|
فليس لهم عيش هناك قرير
|
كرام شداد الغار ي ذات ربهم
|
على كل حال والمحب غيور
|
نفوسهم حيث ابتلوا وجه ربهم
|
قرابين منهم قدمت ونذور
|
ندين لوجه اللّه طوعا بحبهم
|
وما شنآن الملحدين مضير
|
هم القوم بلتهم مخافة ربهم
|
ودارت عليهم أبطن وظهور
|
فلا بارح الروح الالهي ربعهم
|
ولا فارقتهم رحمة وحبور
|
واخوانهم أهل النخيلة بعدهم
|
واتباعهم حتى يقوم نشور
|
ولا زال منهل السلام عليهم
|
ترادف آصال به وبكور
|
وأدخلهم دار السلام إلههم
|
جميعا عليهم نضرة وسرور
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق