الجهاز الليمفاوي
وتتجلى لنا في هذين الجهاز كما هو الحال مع
كثير من أجهزة الجسم الأخرى إبداع الخالق سبحانه وتعالى في استخدام مكونات
الجهاز الليمفاوي للقيام بوظائف تخدم
الجهاز المناعي والجهاز الدوري والجهاز الهضمي وكان يستلزم في الأصل وجود مكونات
مختلفة للقيام بهذه الوظائف التي لا رابط بينها. ويعتبر الجهاز المناعي معجزة من
معجزات الخالق سبحانه وتعالى فمن خلاله تستطيع الخلايا المناعية التي لا تسمع ولا
تبصر بالتعرف على خلايا الميكروبات المندسة بين خلايا الجسم ومن ثم تقوم بقتلها
دون أن يصيب خلايا الجسم أي أذى. ويعود السبب في ذلك إلى أن كل خلية من خلايا
الجسم قد تم دمغها بدمغة بروتينية خاصة بذلك الجسم تتمكن من خلالها خلايا الجسم من
التعرف على بعضها البعض وتقوم بمحاربة أي دخيل عليها لا يحمل هذه الدمغة أو
الهوية. إن بعض خلايا الدم البيضاء تتصرف ككائنات حية دقيقة وحيدة الخلية وهي بذلك
قادرة على التهام ما يحيط بها من خلايا
وبعضها يحمل في حبيبات في داخلها سموم بالغة الخطورة يمكنها قتل الخلايا
إذا ما قامت بإطلاقها عليها. وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تؤذي خلايا الجسم المحيطة
بها بل يتم تسليطها بشكل بالغ الدقة فقط على الميكروبات والخلايا السرطانية
والخلايا المصابة بالميكروبات. ومن عجائب الجهاز المناعي أن آلاف البلايين من
الخلايا المناعية وهي خلايا الدم البيضاء والتي تنتشر في جميع أنحاء الجسم تقوم
بالتنسيق فيما بينها بطريقة منقطعة النظير لأداء مهامها وذلك من خلال استخدام
أعداد لا حصر لها من الجزيئات الكيميائية المراسلة. وأترك لهذه الأجهزة
العجيبة أن تتحدث عن ما فيها من معجزات من خلال شرح المكونات والآليات التي تمكنها من أداء وظائفها على أكمل وجه.
الجهاز الليمفاوي
إن وظيفة الجهاز الليمفاوي (Lymphatic System)
الأساسية هي مساعدة الجهاز الدوراني في سحب السوائل من أنسجة الجسم والتي يضخها إليها الجهاز الدوراني وإعادتها
إلى الدم وذلك لحفظ توازن السوائل في أنسجة الجسم (tissue fluid balance). إن كمية السوائل التي يضخها الجهاز الدوراني
إلى أنسجة الجسم من خلال الشرايين تفوق بكثير كمية السوائل التي تعود بها الأوردة
إلى القلب بعد سحبها من الأنسجة. ويعود السبب في ذلك إلى أن السوائل تخرج من جدران
الشعيرات الدموية المرتبطة بالشرايين بمعدل عال بسبب قوة ضغط الدم فيها (Hydrostatic pressure)
أما معدل دخول السوائل من الأنسجة إلى الشعيرات الدموية المرتبطة بالأوردة فهو
منخفض جدا بسبب انخفاض هذا الضغط حيث أنها تتم بطريقة إنسيابية إلى حد ما. ولذا
كان لزاما وجود وسيلة تعمل على سحب هذه السوائل المتراكمة في الأنسجة وصبها في
أوعية الجهاز الدوراني للإبقاء على نفس حجم الدم في الجهاز الدوراني وكذلك لضمان
عدم تورم الأنسجة (swelling) بسبب تراكم السوائل فيها بما يسمى الوذمة (edema) .
إن الحل المتوقع لهذه المشكلة هو زيادة عدد الأوردة عن عدد الشرايين في الجهاز
الدوراني بحيث تكون مساحة جدران الشعيرات المرتبطة بالأوردة أكثر من مساحة تلك
المرتبطة بالشرايين ليتساوى بذلك معدل دخول ومعدل خروج السوائل فيه. وهذا ما تم
بالفعل فلولا وجود العقد الليمفاوية في مسارات هذه الأوردة الإضافية لكان الجهاز
الليمفاوي جزءا من الجهاز الدوراني وهذا ما كان متعارفا عليه في السابق بين علماء
الأحياء.
إن معدل خروج السوائل من الشرايين إلى الأنسجة
يفوق معدل دخولها من الأنسجة إلى الأوردة بمقدار يتناسب مع قيمة ضغط الدم في
الشعيرات الدموية لكل من االشرايين والأوردة. إن هذا الفارق يتطلب أن يزيد عدد
الأوردة عن عدد الشرايين بمقدار هذا الفارق فيما لو صممت الأوردة الإضافية بنفس
مواصفات الأوردة الأصلية مما يسبب تعقيدا كبيرا في تصميم الجهاز الدوراني. ففي
الجهاز الدوراني الحالي يتساوى تماما عدد الشرايين مع عدد الأوردة ويتساوى أيضا
عدد الشعيرات الدموية المتفرعة من الشرايين مع عدد الشعيرات الدموية المتفرعة من
الأوردة بل هي نفسها حيث أن كل شعيرة متفرعة من أحد الشرايين تعود فتدخل إلى أحد
الأوردة مما يعني أن الجهاز الدوراني مغلق
على نفسه. وفي هذا النظام المغلق تبقى مكونات الدم الأساسية كخلايا الدم الحمراء وبروتينات الدم موجودة في
داخل الأوعية الدموية ولا يخرج منها إلا
نسبة معينة من الماء وما يحمله من مواد مغذية وأكسجين وبعض المكونات الأخرى. أما
الأوردة الإضافية والتي تسمى الأوعية اللمفاوية فلا ترتبط نهاياتها الدقيقة
بنهايات الشرايين بل تنتشر بين الأنسجة لتقوم بجمع السوائل منها وتنقلها عبر شبكة
خاصة بالجهاز الليمفاوي لتصبها في النهاية في عدد قليل من أوردة الجهاز الدوراني الكبيرة
والقريبة من القلب. ويتم إعادة ما متوسطه خمسة لترات من السوائل في اليوم إلى
الدورة الدموية من خلال الجهاز الليمفاوي.
أما الوظيفة الثالثة للجهاز الليمفاوي فهي
امتصاص الدهون من الطعام المهضوم في الأمعاء الدقيقة وضخها إلى الدم بعد معالجتها
في الكبد. ففي الأمعاء الدقيقة تقوم أنزيمات خاصة وهي أنزيمات الليباز والكوليباز
البنكرياسية بتحويل الدهون من ثلاثيات الغليسريد (triglycerides)
والفوسفوليبيدات (Phospholipid) إلى أحاديات الغليسريد (monoglycerides)
والأحماض الدهنية الحرة (fatty
acids) ومن ثم تم تحويلها
باستخدام الأملاح الصفراوية إلى مستحلب من
المذيلات (Micelles).
وتقوم الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة
بامتصاص الأحماض الدهنية وأحاديات وثنائيات الغليسيريد من خلال الانتشار البسيط أو
ما يسمى النقل السلبي. ومن ثم تقوم هذه
الخلايا بتحويلها وهي في داخلها إلى ثلاثيات الغليسيريد ومن ثم تغليفها
بالأبوليبروتينات (apolipoproteins) والفوسفوليبيدات(phospholipids)
لتكون ما يسمى بالدقائق الكيلوسية (chylomicrons).
وبسبب كبر حجم هذه الدقائق الكيلوسية تقوم هذه الخلايا بإخراجها إلى السائل ما بين
الخلوي (Interstitial fluid)
بطريقة اللفظ الخلوي (Exocytosis). وتوجد الشعيرات الليمفاوية (lymphatic capillaries or lacteals) جنبا إلى جنب مع الشعيرات الدموية في داخل الحليمات (villi) المبطنة للأمعاء الدقيقة حيث يوجد شعيرة ليمفاوية واحدة في مركز
كل حليمة. وتقوم الأوعية اللمفاوية (Lymphatic vessels) بتجميع هذا الدهون من الشعيرات الليمفاوية
ونقلها على شكل سائل حليبي اللون يسمى الكيلوس
(chyle)
إلى الدم وذلك بعد معالجتها في الكبد.
مكونات الجهازين الليمفاوي والمناعي
يتكون الجهاز الليمفاوي من شبكة كبيرة من
الأوعية الليمفاوية والتي تنتشر في جميع أنحاء الجسم كما تنتشر الأوردة والشرايين.
ويجري في هذه الأوعية سائل شفاف يسمى السائل الليمفاوي والذي يشبه في تركيبه
بلازما الدم وهو يجري باتجاه واحد من جميع أنحاء الجسم ليصب في النهاية في الجهاز
الدوراني. ويوجد على مسارات هذه الأوعية وخاصة عند نقاط تجمعها ما يسمى بالعقد
الليمفاوية والتي تتبع الجهاز المناعي. ويتكون الجهازين الليمفاوي والمناعي من عدد
قليل من المكونات وهي الأوعية الليمفاوية والسائل الليمفاوي والعقد الليمفاوية
واللوز والطحال ونخاع العظم والغدة الزعترية.
الأوعية
الليمفاوية
يتكون الجهاز الليمفاوي من شبكة من الأوعية
الليمفاوية (Lymphatic Vessels)
والتي تستخدم كأوردة إضافية تقوم بجمع السوائل المتراكمة في الأنسجة وتصبها في
أوعية الجهاز الدوراني وذلك بسبب عدم تمكن الأوردة العادية من إعادة جميع السوائل
التي تضخها الشرايين إلى أنسجة الجسم كما شرحنا ذلك سابقا. وتسير الأوعية
الليمفاوية جنب إلى جنب مع الأوردة إلا أنها أقل كثافة منها ولكنها أكبر حجما
وكذلك فإنها لا تنتشر في جميع أنسجة الجسم حيث تخلو منها أنسجة الجهاز العصبي
والعظام وبشرة الجلد بسبب قلة السوائل فيها. وكذلك فإن نهايات الأوعية الليمفاوية
الموجودة في الأنسجة مغلقة (blind
ending) وعادة ما تكون
أقرب للسطح من الأوردة الموجودة معها في تلك الأنسجة لأسباب تتعلق بالجهاز
المناعي. وبسبب غياب مضخة كالقلب في الجهاز الليمفاوي تدفع بالسائل الليمفاوي عبر
أوعيته فإنها تعتمد على الصمامات الكثيرة
المزروعة في داخلها والتي لا تسمح بحركة السائل إلا في اتجاه واحد وهو في
اتجاه القلب. أما القوة المحركة التي تدفع بالسائل للحركة عبر هذه الأوعية فهي
حركة العضلات الموجودة في الأنسجة المحيطة بهذه الأوعية ولذلك كلما زادت حركة
أعضاء الجسم كلما زادت حركة السائل الليمفاوي.
وتنقسم الأوعية الليمفاوية إلى نوعين من حيث
طبيعة جدرانها فالنوع الأول هي الأوعية الأولية (initial lymphatics)
أو الشعيرات اللمفاوية (lymph capillaries) وهي ذات جدران رقيقة مكونة من طبقة واحدة من الخلايا
ولذلك فهي عالية النفاذية (highly
permeable) وذلك لكي تتمكن من سحب السوائل من الأنسجة المحيطة بها. أما النوع
الثاني فهي الأوعية الكبيرة ووظيفتها نقل السائل الليمفاوي الذي جمعته الشعيرات
إلى الجهاز الدوراني وجدرانها تتكون من
ثلاثة طبقات كما هو الحال مع جدران الأوردة والشرايين. وتبدأ شبكة الأوعية الليمفاوية كشعيرات دقيقة تنتشر في أنسجة الجسم
الطرية ثم تبدأ بالإتحاد في عدد أقل من الأوعية بشكل تدريجي كما هو
الحال مع الأوردة حتى تنتهي بقناتين رئيسيتين من الأوعية الليمفاوية الكبيرة التي
تصب في بعض الأوردة القريبة من القلب. فالقناة الليمفاوية الرئيسية الأولى والأكبر هي القناة الصدرية (thoracic duct)
أو ما تسمى أيضا القناة الليمفاوية اليسرى(left
lymphatic duct)
وهي تقوم بجمع معظم سوائل الجسم باستثناء المنطقة الخاصة بالقناة الثانية. وتصب
القناة الصدرية في الوريد الترقوي الأيسر(left
subclavian vein)
ويبلغ طولها في المتوسط 40 سم وقطرها نصف سنتيمتر وتسير محاذية للعمود الفقري حيث
تبدأ من محاذاة الفقرة القطنية الثانية وتنتهي عند الفقرة العنقية الأخيرة. أما
القناة الليمفاوية الرئيسية الثانية فهي القناة الليمفاوية اليمنى (right lymphatic duct)
وهي تجمع السوائل من منطقة صغيرة من الجسم وهي الذراع الأيمن والكتف الأيمن
والرأس والرقبة وجزء من الصدر الأيمن. وتصب هذه القناة القصيرة التي يبلغ طولها
سنتيمترا واحدا تقريبا في الوريد الترقوي الأيمن (right subclavian veins).
السائل الليمفاوي أو اللمف
يجري في الجهاز الليمفاوي سائل شفاف اللون مائل
إلى الصفرة يسمى السائل الليمفاوي أو الليمف (Lymph)
وتركيبه الأساسي يشبه تركيب السائل الموجود فيما بين الخلايا (Interstitial fluid)
مضافا إليه بعض المكونات التي تصبها فيه مكونات الجهاز المناعي وكذلك الأمعاء
الدقيقة. ويتكون السائل الليمفاوي من عدة مكونات أولها الماء الزائد الذي قامت
الشعيرات الليمفاوية بسحبه من أنسجة الجسم والذي يتم إعادته إلى الدورة الدموية.
أما المكونات الثاني فهي البروتينات الكبيرة التي لا يمكنها الدخول من خلال
الشعيرات الدموية أما المكون الثالث فهي
خلايا دم بيضاء خاصة بالجهاز المناعي تسمى الخلايا الليمفاوية (Lymphocytes)
تقوم بعض مكونات الجهاز المناعي بإنتاجها وصبها في الأوعية الليمفاوية. أما المكون
الرابع فهي الأحماض الدهنية (fatty acids)
التي تقوم الشعيرات الليمفاوية الموجودة في الأمعاء الدقيقة بامتصاصها من الطعام
المهضوم وتحولها إلى مركب دهني أبيض اللون
يسمى الكيلوس (chyle)
ولهذا يكون لون الليمف في الأوعية القريبة من الأمعاء أبيض اللون. وأما المكون
الخامس فهو الأجسام الغريبة الموجودة في السائل ما بين الخلوي والتي قد تكون دخلته
من خلال الدم أو الجلد مثل الميكروبات بأنواعها وهي الفيروسات والبكتيريا
والفطريات وبقايا الخلايا الميتة وغيرها.
العقد الليمفاوية
العقد الليمفاوية (Lymphatic nodes)
هي عبارة عن كتل نسيجية كروية أو بيضاوية الشكل يتراوح قطرها ما بين 1 مللم و 25
مللم أي ما بين حجم حبة العدس وحبة اللوز. وتتموضع العقد الليمفاوية في مسارات
الأوعية الليمفاوية وبالخصوص عند نقطة إلتقاء مجموعة من الأوعية الليمفاوية
الصغيرة لتكون وعاء ليمفاوي أكبر حيث تصب الأوعية الصغيرة الواردة (afferent) سوائلها في العقدة والذي يخرج بعد أن يتم
معالجته في العقدة من خلال الوعاء الليمفاوي الكبير الصادر (efferent). وتتواجد العقد الليمفاوية التي قد يزيد
عددها عن ستمائة عقدة على طول مسارات الأوعية الليمفاوية بشكل متفرق ولكن قد توجد
على شكل مجموعات (lymph node groups)
في أماكن معينة من الجسم كالحلق والرقبة والإبط والحوض والصدر والأمعاء. وتسمى
مجموعة العقد الموجودة في الحلق باللوز (tonsils) بينما تسمى المجموعة الموجودة في
الأمعاء برقع باير (Peyer's patches).
تتكون العقدة الليمفاوية
من نسيج ليمفاوي (lymphoid tissue) محمي بطبقة أو كبسولة
ليفية (fibrous capsule) يمتد منها إلى داخل العقدة حواجز ليفية (trabeculae) تقسم النسيج إلى حجرات منفصلة يغذي كل منها أحد الأوعية الواردة.
ويوجد بين جدار الكبسولة وبين النسيج الليمفاوي قنوات كبسولية (subcapsular sinus) تقوم بتوزيع السائل الليمفاوي الذي يأتيها من الأوعية الليمفاوية
الواردة على جميع أجزاء النسيج الليمفاوي. ويتكون النسيج الليمفاوي من طبقتين
رئيسيتين فالأولى وهي الطبقة الخارجية وتسمى القشرة (cortex) والتي تتكون من عدد كبير
من الحويصلات الليمفاوية (lymphoid
follicles) المملؤة بالخلايا الليمفاوية يتخللها الجيوب الكبسولية (subcapsular sinus). وأما الطبقة الداخلية فهي اللب أو النخاع (medulla) فتتكون من
الحبال اللبية (medullary cords) والتي
تحتوي على خلايا بلازمية (plasma cells) وخلايا ملتهمة (Macrophages) وخلايا
لمفاوية (lymphocytes). ويتخلل الحبال اللبية
قنوات متعرجة تسمى الجيوب اللبية (medullary
sinuses) تقوم بجمع السائل الليمفاوي المصفى لتصبه في الوعاء الليمفاوي
الصادر من العقدة. وتدخل الأوعية
الليمفاوية الواردة إلى جسم العقدة من أماكن مختلفة من سطحها بينما يخرج الوعاء
الليمفاوي الصادر من مكان محدد مقعر الشكل يسمى السرة (hilum) وعنده تدخل الشرايين والأوردة التي تغذي العقدة. إن وظيفة العقدة
الليمفاوية هو الإمساك بالأجسام الغريبة الضارة (foreign particles) التي يحملها السائل الليمفاوي ويمنع وصولها إلى الدورة الدموية
أي أنه يعمل كمصفاة أو مرشح (filters). ولا تتوقف
وظيفة العقدة على عملية الترشيح بل تقوم بمعالجة هذه الأجسام الغريبة فتقوم بقتل
الحي منها وتحليل مكوناته إلى مركبات عضوية بسيطة تسمح لها العقدة بالمرور إلى
الدم ومن ثم يتم إخراجها من الدم بأجهزة الإخراج المختلفة.
اللوز
تعتبر اللوز (tonsils) من أكبر العقد الليمفاوية حجما وهي تنتمي إلى
مجموعة الغدد المسماة النسيج الليمفاوي المرتبط بالطبقة المخاطية (mucosa-associated lymphatic tissue) والتي توجد
في القناة الهضمية والمجرى التنفسي والمعرضة باستمرار لدخول الأجسام الغريبة بسبب
الطبيعة المخاطية الضعيفة لجدرانها. ويوجد
ثلاثة أزواج من هذه اللوز في منطقة الحلق ومجموعة كبيرة من العقد الصغيرة على
السطح الخلفي لللسان. فالزوج الأول والأكبر هي لوز الحنك (Palatine tonsils) والتي تقع على جانبي الحلق الفموي ولها شكل كروي وترى بوضوح
كانتفاخات تحت الطبقة المخاطية للحلق. أما
الزوج الثاني فهي اللوز الأنبوبية (tubal
tonsil) والتي تقع في سقف الحلق أو منطقة البلعوم الأنفي. أما الزوج
الثالث فهي لوز البلعوم (pharyngeal
tonsil) والتي تقع أيضا في سقف الحلق مقابل فتحتي الأنف الخلفية. وأما
المجموعة الرابعة فهي اللوز اللسانية (lingual
tonsils) وهي مجموعة كبيرة تظهر على شكل حبيبات على السطح العلوي لقاعدة اللسان. وجميع أنواع اللوز تعمل
كخط دفاع أول في الجهاز المناعي وتقوم بحماية الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي من الميكروبات
التي قد تدخلها مع الهواء والطعام والماء.
الطحال
يعتبر الطحال (Spleen) أحد مكونات الجهاز المناعي ولكنه يقوم بوظائف أخرى بالغة الأهمية
للجهاز الدوري خاصة ما يتعلق بخلايا الدم الحمراء. ويقع الطحال في الجهة العلوية
اليسرى من التجويف البطني ملاصقا للحجاب الحاجز وسطح المعدة العلوي وهو مسطح الشكل
وشبه مستطيل يبلغ متوسط طوله 12 سم وعرضه
7 سم وسمكه 3 سم بينما يبلغ متوسط وزنه
175 غرام. ويتكون الطحال من نسيج هش تتخلله تفرعات كثيرة للشرايين والأوردة ويتكون
حول كل تفرع من هذه التفرعات نوعين من التجاويف أولها تسمى اللب الأحمر (red pulp) وفيه تتم معالجة خلايا الدم الحمراء الهرمة. أما النوع الثاني من
التجاويف فتسمى اللب الأبيض (white pulp) وهي شبيهة
في تركيبها للتجاويف الموجودة في العقد الليمفاوية فهي تحتوي على الخلايا
الليمفاوية والتي تقوم بإنضاج وتدريب بعض خلايا الدم البيضاء خاصة الخلايا
البائية. إن وظيفة الطحال في الجهاز
الليمفاوي هي كوظيفة بقية العقد الليمفاوية وهي التخلص من الأجسام الغريبة على
الجسم إلا أنه يختلف عنها أنه يقوم بتنقية الدم مباشرة من هذه الأجسام بينما تقوم
بقية الغدد بتنظيف السائل الليمفاوي. أما وظيفته المتعلقة بالجهاز الدوري فهي
تحطيم خلايا الدم الحمراء الهرمة وكذلك تخزين كمية كافية من خلايا الدم الحمراء
الفتية لضخها للدم عند الحاجة.
الغدة الزعترية
تتبع الغدة الزعترية
أو التوتة (Thymus gland) كلا من الجهاز الهرموني والجهاز الليمفاوي وهي تقع على جدار
القصبة الهوائية خلف أعلى عظمة القص
وهي مسطحة الشكل يبلغ طولها 5 سم وعرضها 4 سم وسماكتها نصف سنتيمتر بينما يبلغ
وزنها في سن البلوغ 35 غرام ثم تبدأ بالتقلص تدريجيا مع تقدم عمر الإنسان حتى يصل
وزنها إلى 15 غرام عند سن الستين. وتفرز هذه الغدة هرمون الثيموسين Thymosin)) والذي ينظم عمل الجهاز المناعي في الجسم
ويساعد على إنتاج بعض الخلايا الليمفاوية والتي أهمها (T-lymphocytes (T cells)) وذلك في داخل نخاع العظام. إن نقص هذا
الهرمون خاصة في مرحلة الطفولة غالبا ما يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم (Immunodeficiency).
وتقوم الغدة الزعترية إلى جانب إعطائها الأمر لنخاع العظم لإنتاج الخلايا
الليمفاوية باستقبال هذه الخلايا غير الناضجة واحتضانها لفترة من الزمن حتى تنضج
ومن ثم القيام بتدريبها أو تعليمها وضخها بعد ذلك إلى الأوعية الليمفاوية.
نخاع العظم
يشكل نخاع العظام (Bone Marrow) الطبقة الداخلية من بنية العظام وهو نسيج عظمي
اسفنجي (spongy )
له كثافة أقل بكثير من عظام القشرة ويتكون من صفائح عظمية (trabeculae)
يتخللها كثير من التجاويف غير المنتظمة.
وتحتوي التجاويف إلى جانب الخلايا العظمية خلايا أخرى تكون ما يسمى بنخاع العظم
الأحمر (red bone marrow)
ونخاع العظم الأبيض (white bone marrow) والتي تشكلفي المتوسط
4 % من وزن الجسم. ويوجد نخاع العظم الأحمر في معظم عظام الجسم وهو يتكون
من نسيج (hematopoietic tissue) يقوم بإنتاج خلايا الدم الحمراء (Red blood cells)
والصفائح الدموية (platelets). بينما يوجد نخاع
العظم الأبيض في العظام الطويلة فقط وهو يتكون من خلايا دهنية (fat cells)
تقوم بإنتاج مختلف أنواع خلايا الدم البيضاء (White blood cell)
والتي تستخدم في الجهاز المناعي. ويوجد في نخاع العظام خلايا جذعية (multipotent stem cells)
والتي أهمها الخلايا الجذعية (hematopoietic stem cell)
والتي تقوم بإنتاج خلايا الدم الحمراء
والبيضاء والصفائح الدموية.
ويتراوح عدد خلايا الدم البيضاء في الملليمتر
المكعب الواحد من الدم بين خمسة وعشرة آلاف خلية وهي أقل بكثير من خلاي الدم
الحمراء التي يبلغ متوسط عددها في الملليمتر المكعب الواحد بخمسة ملايين. وتصنف
خلايا الدم البيضاء (white blood cells
or Leukocytes) إلى ثلاثة أصناف
رئيسية وهي الخلايا الحبيبية (Granulocytes) والخلايا
الليمفاوية (Lymphocyte) والخلايا الأحادية (Monocyte). فالخلايا الحبيبية
والتي تتراوح نسبتها بين 50 و 60 بالمائة من خلايا الدم البيضاء تتكون أيضا من
أربعة أنواع رئيسية وهي الخلايا الحبيبية المتعادلة (neutrophil
cells ) والخلايا الحبيبية
الحامضية (eosinophil
cells )
والخلايا الحبيبية القاعدية (basophil
cells) والخلايا
البدينة (mast cells) وتتراوح أقطارها بين 10 و 15 ميكرومتر بينما يتراوح عمرها بين
عدة ساعات وعدة أيام. أما الخلايا الليمفاوية والتي تتراوح نسبتها بين 30 و40 بالمائة من خلايا
الدم فتتكون من ثلاثة أنواع رئيسية وهي الخلايا الليمفاوية البائية (B-cells) والخلايا
اللمفاوية التائية (T-cells) والخلايا القاتلة
الطبيعية (natural killer cells) وتتراوح أقطارها بين 7 و 15 ميكرومتر بينما يتراوح عمرها بين
عدة أسابيع وعدة سنوات. وأما الخلايا الأحادية والتي لا تزيد نسبتها عن 10
بالمائة من خلايا الدم البيضاء فتتكون من نوعين وهي الخلايا الملتهمة الكبيرة (macrophage cells)
والخلايا المتفرعة (dendritic cells) وتتراوح
أقطارها بين 10 و 20 ميكرومتر بينما يتراوح عمرها بين عدة أيام وعدة أشهر وذلك حسب
نوعها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق