أيّهذا الشّاكي وما بك داء
إيليا أبو ماضي (سوريا 1889 -1957م)
أيّهذا الشّاكي وما
بك داء
|
كيف تغدو اذا غدوت
عليلا
|
انّ شرّ الجناة في
الأرض نفس
|
تتوقّى قبل
الرّحيل الرّحيلا
|
وترى الشّوك في
الورود وتعمى
|
أن ترى فوقها النّدى
إكليلا
|
هو عبء على الحياة
ثقيل
|
من يظنّ الحياة عبئا
ثقيلا
|
والذي نفسه بغير جمال
|
لا يرى في الوجود
شيئا جميلا
|
ليس أشقى مّمن يرى
العيش مرا
|
ويظنّ اللّذات فيه
فضولا
|
أحكم النّاس في
الحياة أناس
|
عللّوها فأحسنوا
التّعليلا
|
فتمتّع بالصّبح ما
دمت فيه
|
لا تخف أن يزول حتى
يزولا
|
وإذا ما أظلّ رأسك
همّ
|
قصّر البحث فيه كيلا يطولا
|
أدركت كنهها طيور
الرّوابي
|
فمن العار أن تظل
جهولا
|
ما تراها والحقل ملك
سواها
|
تخذت فيه مسرحا
ومقيلا
|
تتغنّى والصّقر قد
ملك الجوّ
|
عليها والصائدون السّبيلا
|
تتغنّى وقد رأت بعضها
يؤخذ
|
حيّا والبعض يقضي
قتيلا
|
تتغنّى وعمرها بعض عام
|
أفتبكي وقد تعيش
طويلا
|
فهي فوق الغصون في
الفجر تتلو
|
سور الوجد والهوى
ترتيلا
|
وهي طورا على الثرى
واقعات
|
تلقط الحبّ أوتجرّ
الذيولا
|
كلّما أمسك الغصون
سكون
|
صفّقت الغصون حتى
تميلا
|
فاذا ذهّب الأصيل
الرّوابي
|
وقفت فوقها تناجي
الأصيلا
|
فأطلب اللّهو مثلما
تطلب الأطيار
|
عند الهجير ظلاّ ظليلا
|
وتعلّم حبّ الطلّيعة
منها
|
واترك القال للورى
والقيلا
|
فالذي يتّقي العواذل
يلقى
|
كلّ حين في كلّ شخص
عذولا
|
أنت للأرض أولا
وأخيرا
|
كنت ملكا أوكنت عبدا
ذليلا
|
لا خلود تحت السّماء
لحيّ
|
فلماذا تراود
المستحيلا
|
كلّ نجم إلى الأقوال
ولكنّ
|
آفة النّجم أن يخاف الأقولا
|
غاية الورد في
الرّياض ذبول
|
كن حكيما واسبق إليه
الذبولا
|
وإذا ما وجدت في
الأرض ظلاّ
|
فتفيّأ به إلى أن
يحولا
|
وتوقّع إذا السّماء اكفهرّت
|
مطرا يحيي السهولا
|
قل لقوم يستنزفون
المآقي
|
هل شفيتم مع البكاء
غليلا
|
ما أتينا إلى الحياة
لنشقى
|
فأريحوا أهل العقول العقولا
|
كلّ من يجمع الهموم
عليه
|
أخذته الهموم أخذا
وبيلا
|
كن هزارا في عشّه
يتغنّى
|
ومع الكبل لا يبالي
الكبولا
|
لا غرابا يطارد
الدّود في الأرض
|
وبوما في اللّيل يبكي
الطّلولا
|
كن غديرا يسير في
الأرض رقراقا
|
فيسقي من جانبيه
الحقولا
|
تستحم النّجوم فيه ويلقى
|
كلّ شخص وكلّ شيء
مثيلا
|
لا وعاء يقيّد الماء
حتى
|
تستحل المياه فيه
وحولا
|
كن مع الفجر نسمة
توسع الأزهار
|
شمّا وتارة تقبيلا
|
لا سموما من السّوافي
اللّواتي
|
تملأ الأرض في
الظّلام عويلا
|
ومع اللّيل كوكبا
يؤنس الغابات
|
والنّهر والرّبى
والسّهولا
|
لا دجى يكره العوالم
والنّاس
|
فيلقي على الجميع
سدولا
|
أيّهذا الشّاكي وما
بك داء
|
كن جميلا تر الوجود
جميلا
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق