السموأل بن عاديا (الحجاز ؟-560م)
إذا المرءُ لم يُدنس مِن اللُؤمِ
عِرضُهُ
|
فكُلُّ رِداء يرتديهِ جميلُ
|
وإِن هُو لم يحمِل على النفسِ ضيمها
|
فليس إِلى حُسنِ الثناءِ سبيلُ
|
تُعيِّرُنا أنّا قليل عديدُنا
|
فقُلتُ لها إِنّ الكِرام قليلُ
|
وما قلّ من كانت بقاياهُ مِثلنا
|
شباب تسامى لِلعُلى وكُهولُ
|
وما ضرّنا أنّا قليل وجارُنا
|
عزيز وجارُ الأكثرين ذليلُ
|
لنا جبل يحتلُّهُ من نُجيرُهُ
|
منيع يرُدُّ الطرف وهُو كليلُ
|
رسا أصلُهُ تحت الثرى وسما بِهِ
|
إِلى النجمِ فرع لا يُنالُ طويلُ
|
هُو الأبلقُ الفردُ الّذي شاع ذِكرُهُ
|
يعِزُّ على من رامهُ ويطولُ
|
وإِنّا لقوم لا نرى القتل سُبّة
|
إِذا ما رأتهُ عامِر وسلولُ
|
يُقرِّبُ حُبُّ الموتِ آجالنا لنا
|
وتكرهُهُ آجالُهُم فتطولُ
|
وما مات مِنّا سيِّد حتف أنفِهِ
|
ولا طُلّ مِنّا حيثُ كان قتيلُ
|
تسيلُ على حدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
|
وليست على غيرِ الظُباتِ تسيلُ
|
صفونا فلم نكدُر وأخلص سِرّنا
|
إِناث أطابت حملنا وفُحولُ
|
علونا إِلى خيرِ الظُهورِ وحطّنا
|
لِوقت إِلى خيرِ البُطونِ نُزولُ
|
فنحنُ كماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
|
كهام ولا فينا يُعدُّ بخيلُ
|
ونُنكِرُ إِن شِئنا على الناسِ قولهُم
|
ولا يُنكِرون القول حين نقولُ
|
إِذا سيِّد مِنّا خلا قام سيِّد
|
قؤُول لِما قال الكِرامُ فعُولُ
|
وما أُخمِدت نار لنا دون طارِق
|
ولا ذمّنا في النازِلين نزيلُ
|
وأيّامُنا مشهورة في عدُوِّنا
|
لها غُرر معلومة وحُجولُ
|
وأسيافُنا في كُلِّ شرق ومغرِب
|
بِها مِن قِراعِ الدارِعين فُلولُ
|
مُعوّدة ألّا تُسلّ نِصالُها
|
فتُغمد حتّى يُستباح قبيلُ
|
سلي إِن جهِلتِ الناس عنّا وعنهُمُ
|
فليس سواء عالِم وجهولُ
|
فإِنّ بني الريّانِ قطب لِقومِهِم
|
تدورُ رحاهُم حولهُم وتجولُ
|
وقال:
نطفة ما منيتُ يوم منيتُ
|
أمرت أمرها وفيها بريتُ
|
كنّها الله في مكان خفِيّ
|
وخفِيّ مكانُها لوخفِيتُ
|
ميت دهر قد كنتُ ثم حيِيتُ
|
وحياتي رهنُ بأن سأموتُ
|
إنّ حلمي إذا تغيب عني
|
فاعلمي أنني كبيرا رزيتُ
|
ضيقُ الصدرِ بالأمانة لا
|
ينـقُصُ فقرِي أمانتِي ما بقِيتُ
|
رُبّ شتم سمِعتُه فتصاممـتُ
|
وغيّ تركتُه فكُفِيتُ
|
ليت شِعرِي وأشعُرنّ إذا ما
|
قربوها منشورة ودعيت
|
ألِي الفضلُ أم عليّ إذا حُوسبتُ
|
أنيّ على الحسابِ مقيتُ
|
وأتاني اليقينُ أني إذا متُّ
|
مِتُّ أو رمّ أعظُمِي مبعُوتُ
|
هل أقولنّ إذ تدارك ذنبي
|
وتذكى عليّ إني نهيتُ؟
|
أبِفضل من الملِيكِ ونُعمى
|
أم بذنبِ قدمتهُ فجزيتُ
|
ينفعُ الطيبُ القليلُ من الرزقِ
|
ولا ينفعُ الكثِيرُ الخبِيتُ
|
فاجعلن رِزقِي الحلال من الكسـبِ
|
وبِرّا سرِيرتِي ما حيِيتُ
|
وأتتنِي الأنباءُ عن مُلكِ داودُ
|
فقرت عيني بهِ ورضيتُ
|
ليس يعطى القويُّ فضلا من الرزق
|
ولا يحرمُ الضعيفُ الشخيتُ
|
بل لكلِّ من رزقهِ ما قضى اللهُ
|
وإن حّز أّنفه ا لمستميتُ
|
وقال:
إسلم سلمت ولا سليم على البلى
|
فني الرّجالُ ذوُوالقُوى ففنِيتُ
|
كيف السلامة ُ إن أرد تُ سلامة
|
والموتُ يطلُبُني ولستُ أفوتُ
|
وأقيلُ حيثُ أُرى فلا أخفى لهُ
|
ويرى فلا يعيا بحيثُ أبيتُ
|
ميتا خُلِقتُ ولم أكُن مِن قبلها
|
شيئا يموتُ فمُتُّ حيثُ حيِيتُ
|
وأموتُ اخرى بعدها ولأعلمن
|
إن كان ينفعُ أنّني سأموتُ
|
وقال:
عفا من آلِ فاطِمة الخُبيتُ
|
إلى الإحرا مِ ليس بهنّ بيتُ
|
أعاذلتيّ قولكما عصيتُ
|
لنفسي إن رشدتُ وإن غويتُ
|
بنى لي عاديا حصنا حصينا
|
وعينا كلما شئتُ استقيتُ
|
طِمِرّا تزلقُ العِقبانُ عنهُ
|
إذا ما نابني ضيمُ أبيتُ
|
وأوصى عاديا قِدما بأن لا
|
تهدم يا سموألُ ما بنيتُ
|
وبيت قد بنيتُ بغيرِ طِين
|
ولا خشب ومجد قد أتيتُ
|
وجيشِ فيدجى الظلماء مجرِ
|
يؤمُّ بلاد ملك قد هديتُ
|
وذنب قد عفوتُ لغير باع
|
ولا واع وعنهُ قد عفوتُ
|
فإن أهلِك فقد أبليتُ عُذرا
|
وقضّيتُ اللُّبانة واشتفيتُ
|
وأصرفُ عن قوارص تجتديني
|
ولوأني أشاء بها جزيتُ
|
فأحمي الجار في الجُلّى فيُمسي
|
عزيزا لا يرامُ إذا حميتُ
|
وفيتُ بأدرع الكنديّ إني
|
إذا ما خان أقوام وفيتُ
|
وقالوا: إنّهُ كنز رغِيب
|
فلا واللهِ أعذرُ ما مشيتُ
|
ولولا أن يقال حبا عنيسُ إلى
|
بعض البيوتِ لقد حبوتُ
|
وقُبّة ِ حاصِن أدخلتُ رأسي
|
ومعصمها الموشم قد لويتُ
|
وداهِية يظلُّ النّاسُ منها
|
قِياما بالمحارِفِ قد كفيتُ
|
وقال:
إنّ امرأ أمِن الحوادث جاهِل
|
يرجو الخلود كضارب بقداح
|
من بعدِ عاديّ الدهورِ ومآرب
|
ومقاوِل بِيضِ الوجوه صِباحِ
|
مرت عليهم آفة ُ فكأنها
|
عفت على آثارهم بمتاحِ
|
ياليت شعري حين أندبُ هالكا
|
ماذا تؤبنني به أنواحيِ
|
أيقلن لا تبعد فربّ كريهة
|
فرجتها بشجاعة وسماحِ
|
ومغيرة
شعواء يخشى درؤها
|
يوما رددتُ سلاحها بسلاحي
|
ولرُبّ مُشعلة يشُبُّ وقُودُها
|
أطفأتُ حرّ رِماحِها برِماحي
|
وكتِيبة أدنيتُها لِكتِيبة
|
ومُضاغِن صبّحتُ شرّ صباح
|
وإذا عمدتُ لصخرة أسهلتها
|
أدعوبأفلح مرة ورباحِ
|
لا تبعدنّ فكُلُّ حيّ هالِك
|
لا بدّ من تلفِ فبن بفلاحِ
|
ولقد أخذتُ الحقّ غير مخاصم
|
ولقد بذ لتُ الحقّ غير ملاحِ
|
ولقد ضربتُ بفضلِ مالي حقهُ
|
عند الشتاءِ وهبة ِ الأرواحِ
|
وقال:
أصبحتُ أفني عاديا وبقِيتُ
|
لم يبق غير حُشاشتي وأمُوتُ
|
ولقد لبِستُ على الزّمان جديدة
|
ولبِستُ إخوان الصّبى فبلِيتُ
|
غلب العزى عمّن أرى فتبِعتُه
|
وخدعتُ عما في يدي فأسيتُ
|
ومسالِك يسّرتُها فتركتُها
|
ومواعظ علمتها فنسيتُ
|
وقال:
أعاذلتي ألا لا تعذليني
|
فكم من أمرِ عاذلة عصيتُ
|
دعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى
|
ولا تغوي زعمتِ كما غويتُ
|
أعاذل قد أطلتِ اللوم حتى
|
لوانِّي مُنته لقدِ انتهيت
|
وصفراءِ المعاصمِ قد دعتني
|
إلى وصل فقلتُ لها أبيتُ
|
وزِقّ قد جررتُ إلى النّدامى
|
وزِق قد شرِبتُ وقد سقيت
|
وحتى لو يكونُ فتى أُناس
|
بكى من عذلِ عاذلة بكيتُ
|
ألا يا بيتُ بالعلياءِ بيتُ
|
ولولا حبُّ أهلك ما أتيتُ
|
ألا يا بيتُ أهلُك أوعدوني
|
كأنّي كلّ ذنبِهِمِ جنيت
|
إذا ما فاتني لحمُ غريضُ
|
ضربتُ ذراع بكري فاشتويتُ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق