2013-09-01

وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها (عيسى عليه السلام)



وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها
(عيسى عليه السلام)

الدكتور منصور أبوشريعة العبادي\جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

        لقد أكد القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية على وجود علامات يدل ظهورها على قرب قيام يوم القيامة (الساعة) وهو اليوم الذي سينهي الله فيه حياة البشر على الأرض ثم يبعثهم من جديد ليحاسبهم على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا فيجزي المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته. فلقد أكد القرآن الكريم أولا على أن علامات الساعة بدأت بالظهور مع مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل "فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ" محمد 18. وقد جاء تأكيد ذلك في السنة النبوية الشريفة ففي الحديث المروي في صحيح البخاري والذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى". وقد قسم العلماء علامات الساعة إلى قسمين علامات صغرى وأخرى كبرى فالعلامات الصغرى بدأت بالظهور مع مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي من الكثرة بحيث يصعب حصرها وقد جاء ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة بدرجات متفاوتة من الصحة. أما العلامات الكبرى فهي التي سيكون ظهورها مؤشرا على أن يوم القيامة أصبح قريبا جدا وأن ظهور واحدة منها سيتبعه ظهور بقيتها خلال فترة قصيرة كما أكدت على ذلك بعض الأحاديث النبوية. ومن أشراط الساعة الرئيسية التي ذكرتها السنة النبوية إنحسار الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه وإنشقاق القمر وظهور الدخان وظهور المهدي وظهور المسيح الدجال وقتال اليهود وخروج الدابة وخروج يأحوج ومأجوج ونزول عيسى عليه السلام إلى الأرض وطلوع الشمس من مغربها والنار التي تسوق الناس إلى المحشر وخسوف أرضية في عدة مناطق من الأرض. ولقد جاء تأكبد بعض هذه الأشراط في القرآن الكريم قانشقاق القمر جاء ذكره في قوله تعالى "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ" القمر 1 وقد وردت بعض الروايات عن بعض الصحابة أن هذه العلامة قد حدثت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الدخان فقد ورد ذكره في قوله تعالى "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ" الدخان 10-15. أما الدابة فقد جاء ذكرها في قوله تعالى "وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ" النمل 82. وأما خروج يأجوج ومأجوج فقد جاء ذكره في قوله تعالى "حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ" الأنبياء 96- 97. ومن المؤكد أن الدابة وخروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى بدليل قوله تعالى "وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ" أي اقترب يوم عذابهم عند ذكر الدابة وقوله تعالى "وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ" عند ذكره لخروج يأجوج ومأجوج.

ومن العلامات الكبرى لقرب قيام الساعة والتي ذكرها القرآن الكريم هي نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء إلى الأرض كما جاء ذلك في قوله تعالى "وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ" الزخرف 57-61. ومن الواضح من قوله تعالى "وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا" أن عيسى ابن مريم عليه السلام هو علامة من علامات الساعة فضمير الغائب في هذه الجملة يعود عليه عليه السلام كما هو واضح من الآيات التي سبقت هذه الآية. ومن المؤكد أن نزول عيسى عليه السلام وليس مولده هو علامة للساعة فلو أن مولده عليه السلام هو العلامة لكان الأولى أن يذكر القرآن أن مولد أو مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو علامة الساعة لأنه أقرب إليها حيث ولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعد ما يقرب من ستمائة عام من مولد المسيح عليه السلام. ولقد أكدت الآيات القرآنية على أن عيسى عليه السلام لم يمت  بل لا زال حيا يرزق ويعيش في السماء بعد أن رفعه الله إليها  كما جاء ذلك في قوله تعالى "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" النساء 157-159. ويمكن أن نستخلص من هذه الآيات عدة حقائق أولها أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب من قبل اليهود كما ادعوا بل إن الله قد ألقى شبه عيسى عليه السلام على الشخص الذي دل اليهود والرومان على مكانه فصلبوه بدلا من عيسى عليه السلام "وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" وبسبب هذا الشبه لا زال اليهود والنصارى يظنون أن المسيح عليه السلام قد قتل وصلب على الصليب. ولو كان هذا القرآن الكريم من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم لما تجرأ وخالف إجماع أنصار وأعداء المسيح عليه السلام من أنه قد قتل وصلب. أما الحقيقة الثانية فهي أن الله قد رفع المسيح عليه السلام بالروح والجسد إلى السماء وهو لا زال حيا يرزق عند الله "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ" ولو أن الله قد رفع روح عيسى عليه السلام بعد أن أماته لما استدعى الأمر أن يذكر الله هذا الرفع فجميع أرواح البشر ترفع إلى الله عند موتها مصداقا لقوله تعالى "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الزمر 42. وقد جاء تأكيد هذا الرفع في آية أخرى وهي قوله تعالى "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" آل عمران 55. إن معنى الوفاة في هذه الآية هو الإسترجاع وليس الموت كما هو معناها في الوفاة التي ذكرت في سورة الزمر وهي أن الله يسترجع أرواح البشر في حالة نومها فيمسك التي تموت ويعيد البقية إلى أجسادها.

أما الحقيقة الثالثة فهي تأكيد الآيات القرآنية على أن عيسى عليه السلام سينزل إلى الأرض ويعيش عليها وذلك من خلال تدبر قوله تعالى "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ". ففي هذه الآية إشارة لطيفة إلى هذا النزول وهي تأكيدها على أن طائفة من اليهود لا بد وأن تؤمن في المستقبل بالمسيح عليه السلام وذلك قبل موته. ولو أن الآية قد وردت بدون جملة "قبل موته" لكان من الممكن أن تفسر الآية على أن طائفة من اليهود ستتحول في المستقبل من اليهودية إلى النصرانية وتؤمن بصدق دعوى المسيح عليه السلام حتى ولو كان ميتا. ولكن بما أن الآية تتحدث عن المستقبل وتؤكد على أن بعض اليهود ستصدق بما جاء به المسيح عليه السلام وهو حي فهذا تأكيد على أنه لا زال حيا حتى نزول هذه الآية أي بعد مرور ما يزيد عن ستمائة عام من مولده. وبما أن الآيات القرآنية قد أكدت على أن الله قد رفعه إلى السماء فهذا يعني أنه لا زال حيا ويعيش في مكان ما في السماوات وسينزل إلى الأرض قبيل قيام الساعة لتتحقق نبوءة هذه الآية القرآنية فتتبعه طائفة من اليهود بينما ستتبع بقيتهم المسيح الدجال الذي سيظهر قبل ظهور المسيح عليه السلام كما ورد ذلك في الأحاديث النبوية.

وقد جاء أيضا تأكيد نزول المسيح عليه السلام إلى الأرض من خلال إشارة لطيفة أخرى في قوله تعالى "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ" آل عمران 45-46. وتوجد هذه الإشارة اللطيفة في قوله تعالى "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا" والتي تؤكد على أن المسيح عليه السلام سيكلم الناس وهو في المهد وكذلك وهو في سن الكهولة. وكما هو معروف فإن المسيح عليه السلام قد تكلم في المهد كمعجزة من الله دفع بها التهمة التي وجهها اليهود لأمه عليها السلام بأنها قد ولدته عن طريق الزنى وذلك مصداقا لقوله تعالى "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا  قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَلِكَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" مريم 27-35. أم الإشارة اللطيقة فهي تأكيد الآية على أن المسيح عليه السلام سيكلم الناس وهو في سن الكهولة أي ما بعد الأربعين سنة وهذه الحقيقة لا معنى لها أبدا لو أن المسيح قد مات فكل الناس الأسوياء يستطيعون أن يتكلموا مع الناس في جميع مراجل عمرهم باستثناء عدة سنوات في بداية عمرهم. ولدفع هذا الإشكال قام بعض المفسرين بالقول بأن معنى كلمة "يكلم" في هذه الآية هو "يدعو" أي أن المسيح عليه السلام سيدعو الناس لدين الله وهو في حال طفولته وكهولته بينما ذهب البقية إلى أن هذه الآية إشارة لنزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان. ومن السهل حل هذا الإشكال إذا ما سلمنا بأن المسيح عليه السلام لا زال حيا يرزق ويعيش في السماء وأنه سينزل إلى الأرض قبيل قيام الساعة. فالمسيح عليه السلام رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وهي سن الشباب ولما يكتهل بعد وعندما ينزل إلى الأرض سيكمل بقية عمره عليها ويمر بمرحلة الكهولة وسيعيش بين الناس يكلمهم ويكلمونه وسيدعوهم للمحبة والإخاء والسلام كما أكدت على ذلك الأحاديث النبوية وبذلك تتحق نبوءة هذه الآية بأنه سيكلم الناس وهو كهلا.     

وإلى جانب هذه الآيات القرآنية يوجد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تؤكد على نزول المسيح عليه السلام إلى الأرض في آخر الزمان فقد ورد في صحيح البخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما، مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد). وقد ورد في صحيح مسلم عدة روايات عن هذا الموضوع منها أَن أَبَا هُرَيْرَةَ سمع رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، وَحَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ" النساء 159. ومنها ما رواه  أَبِو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: (وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَيَتْرُكَنَّ الْقِلاصَ فَلا يَسْعَى عَلَيْهَا، وَلَيَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ). ومنها ما رواه  جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَى صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءَ لِتَكْرِمَةِ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةِ).

ومن الجدير بالذكر أن شخصا سيظهر قبل ظهور المسيح عليه السلام يدعي أنه هو المسيح ولكنه في الحقيقة هو المسيح الدجال والذي حذر جميع الرسل أممهم منه لشدة فتنته حيث أنه سيقوم بأعمال تبدو كأنها معجزات من الله فيفتتن الناس به فيصدقه بعضهم وخاصة اليهود الذين سبق وأن كذبوا بالمسيح عليه السلام أول مرة. ولقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين أوصاف المسيح الدجال والأعمال التي سيقوم بها وكذلك قتله على يد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بعد نزوله منها ما رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوَةٌ لعَلاتٍ، أمَّهاتهم شتى، ودينهم واحد. وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه خليفتي على أمتي. وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: فإنه رجل مربوع الخلق، إلى الحمرة والبياض، سَبط الشعر، كأن شَعرَه يقطُر، وإن لم يصبه بَللٌ، بين مُمصَّرَتين، يدق الصّليبَ، ويقتل الخنـزير، ويُفيضُ المال، ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه المِللَ كلها، ويهلك الله في زمانه مسيحَ الضّلالة الكذّاب الدجال وتقعُ في الأرض الأمَنَةُ حتى ترتع الأسُود مع الإبل، والنمر مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الغلمانُ بالحيات، لا يَضرُّ بعضُهم بعضًا، فيثبت في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى، ويصلي المسلمون عليه ويدفنونه".                  

المراجع

1-   .القرآن الكريم

2-   تفاسير ابن كثير والطبري والقرطبي

3-   صحيحي  البخاري ومسلم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق