حكم البوصيري في قصيدة البردة
شرف الدين البوصيري (مصر 1212 – 1296م)
نعم
سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
|
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
|
|||
محضتني
النصح لكن لست أســـــمعهُ
|
إن المحب عن العذال في صــــــممِ
|
|||
إنى
اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
|
والشيب أبعد في نصح عن التهـــمِ
|
|||
من لي برِّد جماح من غوايتهـــــــــــــــا
|
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
|
|||
فلا
ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
|
إن الطعام يقوي شهوة النهـــــــــم
|
|||
والنفس
كالطفل إن تهملهُ شب علــــى
|
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
|
|||
فاصرف
هواها وحاذر أن توليــــــــــه
|
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
|
|||
وراعها
وهي في الأعمالِ ســــــــائمة
|
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
|
|||
كم
حسنت لذة للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
|
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
|
|||
واخش
الدسائس من جوع ومن شبع
|
فرب مخمصة شر من التخـــــــــــم
|
|||
واستفرغ
الدمع من عين قد امتـــلأت
|
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
|
|||
وخالف
النفس والشيطان واعصهمــا
|
وإن هما محضاك النصح فاتهِـــــم
|
|||
ولا
تطع منهما خصما ولا حكمـــــــــا
|
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
|
|||
أستغفر
الله من قول بلا عمـــــــــــــل
|
لقد نسبتُ به نسلا لذي عُقــــــــــُم
|
|||
أمرتُك
الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
|
وما اســـــتقمت فما قولى
لك استقمِ
|
|||
محمد
ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـن
|
والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
|
|||
نبينا
الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــد
|
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
|
|||
منزه
عن شريك في محاســـــــــــنه
|
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
|
|||
دع ما
ادعثه النصارى في نبيهـــــم
|
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكــــــم
|
|||
أعيا
الورى فهم معناه فليس يـــــرى
|
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
|
|||
كالشمس
تظهر للعينين من بعُـــــــد
|
صغيرة وتكل الطرف من أمـــــــــــم
|
|||
فمبلغ
العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــر
|
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
|
|||
كالزهر
في ترف والبدر في شــــرف
|
والبحر في كرم والدهر
في همــــــم
|
|||
كانه
وهو فرد من جلالتـــــــــــــــــه
|
في عسكر حين تلقاه
وفي حشــــــم
|
|||
وقاية
الله أغنت عن مضاعفـــــــــة
|
من الدروع وعن عال من الأطـــــُم
|
|||
تبارك
الله ما وحي بمكتســــــــــــب
|
ولا نبي على غيب بمتهـــــــــــــــم
|
|||
فالدُّرُّ
يزداد حسنا وهو منتظــــــــــم
|
وليس ينقص قدرا غير منتظــــــم
|
|||
|
|
|||
قد
تنكر العين ضوء الشمس من رمد
|
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم
|
|||
كفاك
بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزة
|
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم
|
|||
فيا خسارة
نفس في تجارتهــــــــــــا
|
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
|
|||
ومن
يبع آجلا منه بعاجلـــــــــــــــهِ
|
يبِن له الغبنُ في بيع وفي ســــــلمِ
|
|||
يا نفس
لا تقنطي من زلة عظمـــــت
|
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
|
|||
لعل رحمة
ربي حين يقســـــــــــمها
|
تأتي على حسب العصيان في القسم
|
|||
حكم شوقي في قصيدة نهج البردة
أحمد شوقي (مصر 1868-1932م)
جحدتُها
وكتمتُ السهم في كبِدي
|
جُرحُ الأحِبّةِ عِندي غيرُ ذي ألمِ
|
لقد
أنلتُك أُذنا غير واعِية
|
ورُبّ
مُنتصِت والقلبُ في صممِ
|
القاتِلاتُ
بِأجفان بِها سقم
|
ولِلمنِيّةِ
أسباب مِن السقمِ
|
يا نفسُ دُنياكِ تُخفى كُلّ مُبكِية
|
وإِن
بدا لكِ مِنها حُسنُ مُبتسمِ
|
فُضّي
بِتقواكِ فاها كُلّما ضحِكت
|
كما
يفُضُّ أذى الرقشاءِ بِالثرمِ
|
مخطوبة
مُنذُ كان الناسُ خاطِبة
|
مِن
أوّلِ الدهرِ لم تُرمِل ولم تئمِ
|
يفنى
الزمانُ ويبقى مِن إِساءتِها
|
جُرح بِآدم يبكي مِنهُ في الأدمِ
|
لا
تحفلي بِجناها أو جِنايتِها
|
الموتُ بِالزهرِ مِثلُ الموتِ بِالفحمِ
|
كم
نائِم لا يراها وهي ساهِرة
|
لولا
الأمانِيُّ والأحلامُ لم ينمِ
|
طورا
تمُدُّك في نُعمى وعافِية
|
وتارة
في قرارِ البُؤسِ والوصمِ
|
كم
ضلّلتك ومن تُحجب بصيرتُهُ
|
إِن
يلق صابا يرِد أو علقما يسُمُ
|
هامت على أثرِ اللذّاتِ تطلُبُها
|
والنفسُ
إِن يدعُها داعي الصِبا تهِمِ
|
صلاحُ
أمرِك لِلأخلاقِ مرجِعُهُ
|
فقوِّمِ
النفس بِالأخلاقِ تستقِمِ
|
والنفسُ
مِن خيرِها في خيرِ عافِية
|
والنفسُ
مِن شرِّها في مرتع وخِمِ
|
تطغى
إِذا مُكِّنت مِن لذّة وهوى
|
طغي
الجِيادِ إِذا عضّت على الشُكُمِ
|
إِنّ الشمائِل إِن رقّت يكادُ بِها
|
يُغرى
الجمادُ ويُغرى كُلُّ ذي نسمِ
|
لقّبتُموهُ
أمين القومِ في صِغر
|
وما
الأمينُ على قول بِمُتّهمِ
|
أتيت
والناسُ فوضى لا تمُرُّ بِهِم
|
إِلا
على صنم قد هام في صنمِ
|
والخلقُ
يفتِكُ أقواهُم بِأضعفِهِم
|
كالليثِ
بِالبهمِ أو كالحوتِ بِالبلمِ
|
تواريا بِجناحِ اللهِ واستترا
|
ومن
يضُمُّ جناحُ اللهِ لا يُضمِ
|
يا
أحمد الخيرِ لي جاه بِتسمِيتي
|
وكيف
لا يتسامى بِالرسولِ سمي
|
إِن
قُلت في الأمرِ لا أو قُلت فيهِ نعم
|
فخيرةُ
اللهِ في لا مِنك أو نعمِ
|
أخوك
عيسى دعا ميتا فقام لهُ
|
وأنت
أحييت أجيالا مِن الزّممِ
|
والجهلُ
موت فإِن أوتيت مُعجِزة
|
فابعث
مِن الجهلِ أو فابعث مِن الرجمِ
|
قالوا
غزوت ورُسلُ اللهِ ما بُعِثوا
|
لِقتلِ
نفس ولا جاؤوا لِسفكِ دمِ
|
جهل وتضليلُ أحلام وسفسطة
|
فتحت
بِالسيفِ بعد الفتحِ بِالقلمِ
|
لمّا
أتى لك عفوا كُلُّ ذي حسب
|
تكفّل
السيفُ بِالجُهّالِ والعممِ
|
والشرُّ
إِن تلقهُ بِالخيرِ ضِقت بِهِ
|
ذرعا وإِن تلقهُ بِالشرِّ ينحسِمِ
|
سلِ
المسيحِيّة الغرّاء كم شرِبت
|
بِالصابِ
مِن شهواتِ الظالِمِ الغلِمِ
|
جلّ
المسيحُ وذاق الصلب شانِئُهُ
|
إِنّ
العِقاب بِقدرِ الذنبِ والجُرُمِ
|
أخو
النبِيِّ وروحُ اللهِ في نُزُل
|
فوق
السماءِ ودون العرشِ مُحترمِ
|
لولا
مواهِبُ في بعضِ الأنامِ لما
|
تفاوت
الناسُ في الأقدارِ والقِيمِ
|
شريعة
لك فجّرت العُقول بِها
|
عن
زاخِر بِصُنوفِ العِلمِ مُلتطِمِ
|
يلوحُ
حول سنا التوحيدِ جوهرُها
|
كالحليِ لِلسيفِ أو كالوشيِ لِلعلمِ
|
غرّاءُ
حامت عليها أنفُس ونُهى
|
ومن
يجِد سلسلا مِن حِكمة يحُمِ
|
لا
يهدِمُ الدهرُ رُكنا شاد عدلهُمُ
|
وحائِطُ
البغيِ إِن تلمسهُ ينهدِمِ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق