الحارث بن حلّزة اليشكري (بادية العراق
؟-570م)
آذنتنا ببينهِا أسماءُ
|
ربّ ثاو يُملُّ مِنهُ الثّواءُ
|
بعد عهد لنا بِبُرقةِ شمّاء
|
فأدنى دِيارِها الخلصاءُ
|
فالُمحيّاةُ فالصِّفاحُ فأعناقُ
|
فِتاق فعادِب فالوفاءُ
|
فرِياضُ اُلقطا فأودِيةُ
|
الشُّربُبِ فالشُّعبتانِ
فالأبلاءُ
|
لا أرى من عهِدتُ فيها فأبكي
|
الــيوم دلها وما يُحِيرُ اُلبُكاء
|
وبِعينيك أوقدت هِند اُلنّار
|
أخِيرا تُلوِي بِها اُلعلياءُ
|
فتنوّرتُ نارها مِن بعيد
|
بِخزازى هيهات منك الصّلاءُ
|
أوقدتها بين اُلعقِيقِ فشخصيـنِ
|
بِعُود كما يلُوحُ الضّياءُ
|
غير أنّي قد أستعِينُ على الهمّ
|
إذا خفّ بالثّوِيّ النّجاءُ
|
بِزفُوف كأُنّها هقلة أُمُّ
|
رئال دوِّيّة سقفاءُ
|
آنست نبأة وأفزعها القُــّناصُ
|
عصرا وقددنا الإِمساءُ
|
فترى خلفها مِن الرّجعِ
|
والوقعِ منِينا كأنّهُ إِهباءُ
|
وطِراقا مِن خلفِهِنّ طِراق
|
ساقِطات ألوت بها الصّحراءُ
|
أتلهّى بها الهواجِر إِذ كُلّ
|
ابـنِ همّ بلِيّة عمياءُ
|
وأتانا مِن الحوادِثِ والأنباء
|
خطب نُعنى بِهِ ونساءُ
|
إِنّ إِخواننا الأراقِم يغلُون
|
علينا في قِيلِهِم إِحفاءُ
|
يخلِطُون البرِيء مِنّا بذِي
|
ـالذّنـبِ ولا ينفعُ الخليّ الخلاءُ
|
زعموا أنّ كُلّ من ضرب العيـر
|
مُوال لنا وأنّا الولاءُ
|
أجمعُوا أمرهُم عِشاء فلمّا
|
أصبحُوا أصبحت لُهم ضوضاءُ
|
مِن مُناد ومِن مُجِيب ومِن
|
تصـهالِ خيل خِلال ذاك رُغاءُ
|
أيُّها النّاطِقُ الُمرقِّشُ عنّا
|
عِند عمرو وهل لِذاك
بقاءُ
|
لا تخلنا على غراتِك إنّا
|
قبلُ ما قد وشى بِنا الأعداءُ
|
فبقِينا على الشّناءةِ تنمِيـنا
|
حُصُون وعِزّة قعساءُ
|
قبل ما اليومِ بيّضت بعُيُونِ
|
النـاسِ فيها تغيُّظ وإِباءُ
|
وكأنّ المنُون تردِي بنا أرعن
|
جونا ينجابُ عنهُ العماءُ
|
مُكفهِرّا على الحوادِثِ لا
|
ترتُوهُ للدّهرِ مُؤيّد صمّاءُ
|
أيُّما خُطّة أردتُم فأدُّوهاـ
|
إِلينا تُشفى بها الأملاءُ
|
إِن نبشتُم ما بين مِلحة فالصّاقِبِ
|
فِيهِ الأمواتُ والأحياءُ
|
أو نقشتُم فالنّقشُ يجشمُهُ النّاسُ
|
وفِيهِ الإِسقامُ والإِبراءُ
|
أو سكتُّم عنّا فكُنّا كمن
|
أغـمض عينا في جفنِها الأقذاءُ
|
أو منعتُم ما تُسألُون فمن
|
حُدِّئتُمُوهُ له علينا العلاءُ
|
هل علِمتُمُ أيّام يُنتهبُ
|
الناسُ غِوارا لِكُلِّ حيِّ عُواءُ
|
إِذ رفعنا الجِمال مِن سعفِ
|
البحـرينِ سيرا حتّى نهاها الحِساءُ
|
ثم مِلنا على تميم فأحرمـنا
|
وفِينا بناتُ قومِ إِماءُ
|
لا يُقيمُ العزِيزُ بالبلدِ السّهـلِ
|
ولا ينفعُ الذّلِيل النّجاءُ
|
ليس يُنجِي الّذِي يُوائِلُ مِنا
|
رأُسُ طود وحرّة رجلاءُ
|
فملكنا بذلك النّاس حتّى
|
ملك المنذِرُ بنُ ماءِ السّماءُ
|
ملِك أضرع البرِيّة لا
|
يُوجدُ فِيها لِما لديهِ كِفاءُ
|
فاترُكوا الطّيخ والتعاشِي وإِمّا
|
تتعاشوا ففي التّعاشِي الدّاءُ
|
واذكُرُوا حِلف ذي المجازِ وما قدِّم
|
فيهِ العُهُودُ والكُفلاءُ
|
حذر الجورِ والتّعدِّي وهل
|
ينــقُضُ ما في المهارِقِ الأهواءُ
|
واعلمُوا أنّنا وإِيّاكُم فِيـما
|
اشترطنا يوم اختلفنا
سواءُ
|
عننا باطِلا وظُلما كما تُعــترُ
|
عن حُجرةِ الرّبيضِ الظِّباءُ
|
أعلينا جُناحُ كِندة أن
|
يغـنم غازِيهِمُ ومِنّا الجزاءُ
|
أم علينا جرّى إِياد كما نِيـط
|
بِجوزِ الُمحمّلِ الأعباءُ
|
أم علينا جرّى قُضاعة أم
|
ليـس علينا فيما جنوا أنداءُ
|
أم جنايا بني عتيق فإنّا
|
مِنكُمُ إِن غدرتُم بُرآءُ
|
وثماُنون مِن تمِيم بِأيدِيــهِم
|
رِماح صُدُورُهُنّ القضاءُ
|
ثمّ جاؤوا يسترجعُون فلم
|
ترجِع لهُم شامة ولا زهراءُ
|
ليس مِنّا الُمضّربُون ولا قيـس
|
ولا جندل ولا الحذّاءُ
|
تركُوهُم مُلحّبِين وآبُوا
|
بِنهاب يصُمُّ مِنها الحُداءُ
|
أم علينا جرّى حنيفة أم ما
|
جمّعت مِن مُحارِب غبراءُ
|
لم يُحِلوا بني رِزاح بِبرقاءِ
|
نِطاع لهُم عليهم دُعاءُ
|
ثُمّ فاؤوا مِنهُم بِقاصمةِ الظّهــرِ
|
ولا يبرُدُ الغلِيل الماءُ
|
ما أصابُوا مِن تغلِبِّي فمطُلول
|
عليهِ إِذا أُصِيب العفاءُ
|
كتكاليفِ قومِنا إِذ غزا الُمنــذِرُ
|
هل نحنُ لابنِ هِند رِعاءُ
|
إِذ أحلّ العلياء قُبّة ميسُون
|
فأدنى دِيارِها العوصاءُ
|
فتأوّت لهُ قراضِبة مِن
|
كُلِّ حيِّ كأنهُم ألقاءُ
|
فهداهُم بالأسودين وأمرُ اللّــهِ
|
بِلغ تشقى بِهِ الأشقياءُ
|
إذ تمّنونهُم غُرُورا فساقتــهُم
|
إِليكُم أُمنِيّة أشراءُ
|
لم يغُرُّوكُمُ غُرُورا ولكِن
|
رفع الآلُ شخصهُم والضّحاءُ
|
أيُّها الناطِقُ الُمبلِّغُ عنا
|
عند عمرو وهل لذاك
انتِهاءُ
|
إِنّ عمرا لنا لديهِ خِلال
|
غير شكِّ في كُلِّهنّ البلاء
|
ملِك مُقسِط وأفضلُ من
|
يمـشي ومِن دُونِ ما لديهِ الثّناءُ
|
إِرمِيّ بِمثلِهِ جالتِ الخيــلُ
|
وتأبى لخصمِها الإِجلاءُ
|
من لناِ عِندهُ مِن الخيرِ آيات
|
ثلاث في كِّلهِنّ القضاءُ
|
آية شارِقُ الشّقِيقةِ إِذ
|
جاءت معدّ لِكُلِّ حيِّ لِواء
|
حول قيس مُستلئِمِين بكبش
|
قرظِي كأنّهُ عبلاءُ
|
وصيت مِن العواتِكِ لا
|
تنــهاهُ إِلا مُبيضّةُ رعلاءُ
|
فرددناهُمُ بطعن كما
|
ـيخـرُجُ مِن خُربةِ المزادِ الماءُ
|
وحملناهُمُ على حزمِ ثهلان
|
شِلالا ودُمِّي الأنساءُ
|
وجبهناهُمُ بطعن كما
|
تُنـهزُ في جمّةِ الطّوِيِّ الدِّلاءُ
|
وفعلنا بِهِم كما علمِ اللهُ
|
وما إِن للخائِنين دِماءُ
|
ثُمّ حُجرا أعني ابن أُمِّ قطام
|
ولهُ فارِسِيّة خضراءُ
|
أسد في اللِّقاءِ ورد همُوس
|
ورِبيع إِن شمّرت غبراءُ
|
وفككناُ غُلّ امرِىءِ القيسِ
|
عنــهُ بعدما طال حبسُهُ والعناءُ
|
وأقدناهُ ربّ غسّان بالُمنــذِرِ
|
كرها إِذا لا تُكالُ الدِّماءُ
|
وأتيناهُمُ بِتِسعةِ أملاك
|
كِرام أسلابُهُم أغلاءُ
|
ومع الجونِ جونِ آلِ بني الأوسِ
|
عنُود كأنّها دفُواءُ
|
ما جزعُنا تحت العُجاجةِ إِذا
|
وّلـوا شِلالا وإِذ تلظّى الصّلاءُ
|
وولدنا عمرو بن أُمِّ أُناس
|
مِن قريب لما أتانا الحِبِاءُ
|
مثلُها تُخرِجُ النصيحةُ للقومِ
|
فلاة مِن دُونِها أفلاءُ
|
ثُمّ خيل مِن بعدِ ذاك
|
الغلاّقِ لا رأفة ولا إِبقاءُ
|
وهوالرّبُّ والشّهِيدُ على يومِ
|
الِحيارينِ والبلاء بلاءُ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق