دريد بن الصمة (الحجاز ؟ - 629م)
أرثّ جديدُ
الحبلِ مِن أُمِّ معبد
|
بِعاقِبة
وأخلفت كُلّ موعِدِ
|
وبانت ولم
أحمد إِليك نوالها
|
ولم ترجُ
فينا رِدّة اليومِ أو غدِ
|
مِن
الخفِراتِ لا سقوطا خِمارُها
|
إِذا برزت ولا خروج المُقيّدِ
|
وكُلّ
تباريحِ المُحِبِّ لقيتهُ سِوى
|
أنّني لم ألق حتفي بِمرصدِ
|
وأنِّي لم
أهلِك خُفاتا ولم أمُت
|
خُفاتا وكُلّا ظنّهُ بِي عُوّدي
|
كأنّ حُمول
الحيِّ إِذ تلع الضُحى
|
بِنا صِفةِ الشجناءِ عُصبةُ مِذودِ
|
أوِ الأثأبُ
العُمُّ المُخرّمُ سوقُهُ
|
بِشابة لم
يُخبط ولم يتعضّدِ
|
أعاذِل مهلا
بعضُ لومِكِ واِقصِدي
|
وإِن كان عِلمُ الغيبِ عِندكِ فاِرشِدي
|
أعاذِلتي
كُلُّ اِمرِئ واِبنُ أُمِّهِ
|
متاع كزادِ الراكِبِ المُتزوِّدِ
|
أعاذِل إِنّ
الرُزء في مِثلِ خالِد
|
ولا رُزء فيما أهلك المرءُ عن يدِ
|
وقُلتُ
لِعارِض وأصحابِ عارِض
|
ورهطِ بني السوداءِ والقومُ شُهّدي
|
علانِية
ظُنّوا بِألفي مُدجّج
|
سراتُهُمُ
في الفارِسيِّ المُسرّدِ
|
وقُلتُ لهُم
إِنّ الأحاليف أصبحت
|
مُطنِّبة بين السِتارِ فثهمدِ
|
فما فتِئوا
حتّى رأوها مُغيرة
|
كرِجلِ
الدِبى في كُلِّ ربع وفدفدِ
|
ولمّا رأيتُ
الخيل قُبلا كأنّها
|
جراد يُباري
وِجهة الريحِ مُغتدي
|
أمرتُهُمُ
أمري بِمُنعرجِ اللِوى
|
فلم يستبينوا
النُصح إِلّا ضُحى الغدِ
|
فلمّا عسوني
كُنتُ مِنهُم وقد
|
أرى
غِوايتهُم وأنّني غيرُ مُهتدي
|
وهل أنا
إِلّا مِن غزِيّة إِن غوت غويتُ
|
وإِن ترشُد غزيّةُ أرشدِ
|
دعاني أخي
والخيلُ بيني وبينهُ
|
فلمّا دعاني لم يجِدني بِقُعددِ
|
أخي أرضعتني
أُمُّهُ بِلِبانِها
|
بِثديِ صفاء
بيننا لم يُجدّدِ
|
فجِئتُ
إِليهِ والرِماحُ تنوشُهُ
|
كوقعِ
الصياصي في النسيجِ المُمدّدِ
|
وكُنتُ
كذاتِ البوِّ ريعت فأقبلت
|
إِلى جلد مِن مسكِ سقبِ مُقدّدِ
|
فطاعنتُ
عنهُ الخيل حتّى تنهنهت
|
وحتّى علاني حلِكُ اللونِ أسودِ
|
فما رِمتُ
حتّى خرّقتني رِماحُهُم
|
وغودِرتُ أكبو في القنا المُتقصِّدِ
|
قِتالُ
اِمرِئ آسى أخاهُ بِنفسِهِ
|
ويعلمُ أنّ المرء
غير مُخلّدِ
|
تنادوا
فقالوا أردتِ الخيلُ فارِسا
|
فقُلتُ
أعبدُ اللهِ ذلِكُمُ الردي
|
فإِن يكُ
عبدُ اللهِ خلّى مكانهُ
|
فما كان وقّافا ولا طائِش اليدِ
|
ولا برِما
إِذا الرِياحُ تناوحت
|
بِرطبِ العِضاهِ والهشيمِ المُعضّدِ
|
وتُخرِجُ
مِنهُ صرّةُ القومِ جُرأة
|
وطولُ
السُرى ذرِّيّ عضب مُهنّدِ
|
كميشُ
الإِزارِ خارِج نِصفُ ساقِهِ
|
صبور على العزاءِ طلّاعُ أنجُدِ
|
قليل
تشكّيهِ المُصيباتِ حافِظ
|
مِن اليومِ
أعقاب الأحاديثِ في غدِ
|
صبا ما صبا
حتّى علا الشيبُ رأسهُ
|
فلمّا علاهُ
قال لِلباطِلِ اِبعدِ
|
تراهُ خميص
البطنِ والزادُ حاضِر
|
عتيد ويغدو في القميصِ المُقدّدِ
|
وإِن مسّهُ
الإِقواءُ والجهدُ زادهُ
|
سماحا
وإِتلافا لِما كان في اليدِ
|
إِذا هبط
الأرض الفضاء تزيّنت
|
لِرُؤيتِهِ كالمأتمِ المُتبدِّدِ
|
فلا
يُبعِدنك اللهُ حيّا وميِّتا
|
ومن يعلُهُ
رُكن مِن الأرضِ يبعُدِ
|
رئيسُ حُروب
لا يزالُ ربيئة مُشيحا
|
على
مُحقوقِفِ الصُلبِ مُلبِدِ
|
وغارة بين
اليومِ والأمسِ فلتة
|
تداركتُها
ركضا بِسِيد عمرّدِ
|
سليمِ الشظى
عبلِ الشوى شنِجِ النسا
|
طويلِ القرا نهد أسيلِ المُقلّدِ
|
يفوتُ طويل
القومِ عقدُ عِذارِهِ
|
مُنيف
كجِذعِ النخلةِ المُتجرِّدِ
|
فكُنتُ
كأنّي واثِق بِمُصدّر
|
يُمشّي
بِأكنافِ الحُبيبِ بِمشهدِ
|
لهُ كُلُّ
من يلقى مِن الناسِ واحِدا
|
وإِن يلق
مثنى القومِ يفرح ويزددِ
|
وهوّن وجدي
أنّني لم أقُل لهُ كذبت
|
ولم أبخُل بِما ملكت يدي
|
فإِن
تُعقِبِ الأيّامُ والدهرُ تعلموا
|
بني قارِب
أنّا غِضاب بِمعبدِ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق