بشار بن برد العقيلي
(العراق 713 – 783م)
ألم يأن أن تسلى مودة مهددا
|
فتخلف حلماً أوتصيب فترقدا
|
وما ذكرك اللائي مضين براجعٍ
|
عليكَ نوى الجيرَان حَتَّى تَبَدَّدَا
|
أجِدّكَ لاتَنْسَى بمقْصُودَة ِ اللِّوَى
|
عَشِية َ إِذْ رَاحَت تَجُرُّ
المُعَضَّدَا
|
عَسِيباً كإيم الْجِنِّ مَا فَاتَ
مِرْطُهَا
|
ومثل النقا في المرط منها ملبدا
|
تُرِيكَ أَسِيلَ الْخَدِّ أشْرَقَ
لوْنُهُ
|
كشمس الضحى وافت مع الطلق أسعدا
|
وَنَحْراً يُرِيكَ الدرَّ لمّا بَدَتْ
لَنَا
|
به لبة ً منها تزين الزبرجدا
|
وَحَمْرَاءُ كَلْوَاذِ الكثيبِ
تَطَرَّبَتْ
|
فُؤَادِي وهاجَتْ عَبْرَة ً وتَلَدُّدَا
|
ثقال إذا راحت كسول إذا غدت
|
وَتَمْشِي الْهُوَيْنَا حِينَ تَمْشِي
تأوُّدَا
|
ترَى قُرْطَهَا مُسْتَهْلَكاً دُونَ
حَبْلِهَا
|
بِنَفْنَفِهِ مِن واضح اللِّيثِ
أجْيَدَا
|
غَدَتْ بِهَوَانَا مِنْ رُفَاعَة َ
نيَّة ٌ
|
شطون وهرٌ فاجعٌ من توددا
|
فَآلَى عَلى الهَجْرِ الرُّقَاد ولم
تَزَلْ
|
نجيا لضيفان الهموم مسهدا
|
كأني غَدَاة کسْتَقْرَأَ الْحَيُّ
هالِكٌ
|
شَرِبْتُ بِبَيْنِ الحَيِّ مِنْ سُمِّ
أسْوَدَا
|
إذا انجاب هم آب آخر مثلهُ
|
وَلَمْ تَكْتَحِلْ عَيْنِي مِنَ الهَمِّ
مِرْوَدَا
|
بِذِي اللَّوثِ مِنْ سِرِّ المهَاري
كأنَّمَا
|
يَرُوح مُعَدًّى أن يَكِلَّ وَيَعْمَدَا
|
بدفيه آثار النسوع كأنها
|
مجرُّ سُيُولٍ في الصَّفَا حِين خَدَّدا
|
وناعمة ٍ التاويب عديت ليلها
|
بتَكِليفنَاهَا فَدْفَداً ثُمَّ
فَدْفَدا
|
حميت الكرى عيناً لها واحتميته
|
إلى أَنْ جلاَ وجْهٌ مِن الصُّبْحِ
أرْبَدَا
|
فَأَصْبَحْتُ أثْنِي غَرْبَ رَوْعَاءَ
أوْحَشَتْ
|
بها جنة ٌ من طائر حي غردا
|
مواشلة مثل الفريدة عبدت
|
بشرقي وعساء السمينة مرقدا
|
رَعَتْ غِيبَة ً عَنْهُ وأضْحَى
بغَيْبِهِ
|
لقى للمنايا بين دعصين مفردا
|
غدت وبها شيء وراحت بمثله
|
لِتُرْغِدَهُ من حَشْيِهَا أنْ
تَرَغَّدَا
|
فَمَا وَجَدَتْ إِلاَّ مَجَرَّ
إِهَابِهِ
|
وإِلاَّ إِهَاباً بالْقَفِيِّ
مُقَدَّدَا
|
فسافت عليه ساعة ً ثم أدبرت
|
حديدة طَرْفِ الْعِينِ نَظَّارَة ِ
العِدَا
|
رشِدْتَ أميرَ المؤمنينَ وإِنَّمَا
|
ظفرت ووليت الأمين المسددا
|
ونعم أمير المصر يصبح للقا
|
ودوداً وفي الإسلام عفا موددا
|
أغَرَّ عَلِيماً بالسِّيَاسَة ِ لَمْ
يُقِمْ
|
عَنِيفاً ولارَثَّ القُوَى مُتَهَدَّدَا
|
يزين بعدلٍ ملكه ويزينه
|
مَحَاسِنُ دِيناً من يدين تأيُّدَا
|
من المنْعِمين الشُّمّ يجري بحِلْمِهِ
|
الأَراجِيَّ حَتَّى أورِدَ الهَمَّ
مَوْرِدَا
|
رَحِيمٌ بِنَا سَهْل الْفِنَاءِ
كأنَّمَا
|
يرانا بنيه بين كهلٍ وأمردا
|
فَبَلِّغْ أميرَ المُؤْمِنينَ وقُلْ له:
|
بَعَثْتَ عَلَيْنَا مَن أرَاحَ
وأرْقَدَا
|
نكى زاده بالملحدين فأصبحوا
|
خَبِيئاً كمن تَحْتَ الثَّرَى أوْ
مُجَرَّدَا
|
فزد من كفاك المصر حين هززته
|
فإن الذي يعنيك يعني محمدا
|
له صفد دانٍ وشعبٌ مؤخرٌ
|
وإِن سِيمَ خَسْفاً قَذَّمَ المْوتَ
أسْوَدا
|
به نطحر الأقذاء عن سرياتنا
|
ونَلْقَى إِذا نأبَى الْجِنَانَ
تَغَرّدَا
|
تَعَوّدَ أخْذَ الْحَمْدِ مِنَّا
بمالِهِ
|
وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
|
يجود لنا لا يمنع المال باخلاً
|
ولا اليَوْمَ إِنْ أعْطَاكَ مانِعُهُ
غَدَا
|
كذلك تلقى الهاشمي إذا غدا
|
جواداً وإن عاودته كان أجودا
|
له شيمٌ تحكي أباً كان سابقاً
|
إذا قسمت كانت نحوساً وأسعدا
|
ومن عمه فيه شمائلُ أصبحت
|
وبالاً على قومٍ وإن كن ....دا
|
إِمَامانِ لاَيُدْرَى أهذَا بِسَيْبِهِ
|
على الناس أم ذا كان أم ذاك أعودا
|
هما جربا قبل الجياد وقلدا
|
فأيهما أشبهت كنت المقلدا
|
سَمَاحاً إِذَا مَاجَرَّتِ الحَرْبُ
ذَيْلَهَا
|
وَعِزًّا إِذَا جَمْرٌ كَجَمْرٍ
تَوَقَّدَا
|
تخولت مخزوماً وفزت بهاشمٍ
|
فأصبحت من فرعي قريشٍ مرددا
|
وأنت ابن من رادى أمية بالقنا
|
جِهَاراً وبالْبَصْرِيِّ ضَرْباً مؤيدا
|
أهب لهم فرسان حربٍ مطلة ٍ
|
وخُرْساً تَبَاهَى في السَّنَوَّر
حَشَّدَا
|
فما بَرِحُوا يَسْدُونَ حَتَّى
رَمَاهُمُ
|
بمُلمُومَة ٍ لم تُبْقِ نِيراً ولا سَدَا
|
فأصْبَحَتِ النُّعْمَى عَلَيْنَا
وأصْبَحُوا
|
قَتِيلاً وَمَحْمُولاً إِليْكَ
مُصَفّدَا
|
أبوك أبوالعباس جلى بسيفه
|
وأنْتَ الْمُرَجَّى في قَرابة ِ
أحْمَدَا
|
وكُلُّ أبٍ يُدْعَى لهُ سَيْفُ نَجْدَة
ٍ
|
يُعَدُّ ويَسْمُوفي المكَارِمِ
مَصْعِدَا
|
وكم لك أم حرة ٍ حارثية ٍ
|
وأخْرَى مِن الصِّيدِ المقِيمِينَ
مُرفَدَا
|
خزمت بمخزومٍ أنوفاً كثيرة ً
|
وهَشّمْت أخْرى بالْهواشِمِ حُشَّدا
|
ولابَيْتَ إِلاَّ بيْتُ مَجْدِكَ
فَوْقَهُ
|
منيفاً يراعى الفرقدين مشيدا
|
وأنْتَ الهُمَامُ المسْتَجَارُ منَ
الرَّدَى
|
مِرَاراً ومنْ دَهْرٍ طَغَى وتَمَرَّدَا
|
وإن يأتك المستشرعون فربما
|
أتوك فرويت القديم المصردا
|
فعالك محمودٌ وأنت محسدٌ
|
وهل تجد المحمود إلا محسدا
|
فرعت قريشاً في أرومتها التي
|
يَمُدُّ يَدَيْهِ دُونَهَا كُلُّ
أصْيَدَا
|
يذبون عن وادٍ حرام وبيضة ٍ
|
إِذا أفْرَخَتْ أَحْيَتْ منَ الدَّهْر
مُجْمَدا
|
أرى الناس ما كنتم ملوكاً بأمنة ٍ
|
ولوفقدوكم خالف القائم اليدا
|
وأنتْمْ سُقَاة ُ الحجِّ لوْلاَ
حِياضُكُم
|
وأدْلُئِكُمْ لَمْ تَحْمَدِ الناسُ
مَوْرِدَا
|
ورثتم رسول الله بيت خلافة ٍ
|
وعِزًّا على رَغْم العَدُوّ وَسُؤْدَدَا
|
لَكُمْ نَجْدَة ُ الْعَبَّاسِ في كُلِّ
مَوْطنٍ
|
ويوم حنين إذ أشاع وأشهدا
|
مقيمٌ يذب المشركين بسيفه
|
حِفَاظاً وَقَدْ وَلَّى الْخَميسُ
وَعَرَّدا
|
بني لكم العباس في شرف العلى
|
وَفَضْلُ ابْنِ عَبَّاس أَغَارَ
وَأَنْجَدَا
|
وأَنْتُمْ حُمَاة ُ الدِّينِ لَوْلاَ
دفَاعُكُمْ
|
لقد قذيت عيناه أوكان أرمدا
|
ومروانُ لما أن طغا وأتتكم
|
زَوَائرُ منْهُ بَادئَاتٍ وَعُوَّدَا
|
نصبتم له البيض اللوامع بالردى
|
وخطية ً أخمدن ما كان أوقدا
|
فَفَرَّقْتُمُ أَشْيَاعَهُ وَهَدَمْتُمُ
|
بِمُلْككُمُ الْعاديِّ مُلْكاً
مُوَلَّدَا
|
فأصبح مطلوباً وآب برأسه
|
كتائب أدركن الحمار المطردا
|
وَمُسْتَوْقَعٌ عنْدَ الْبَرِيَّة
أَنَّكُم
|
مُدَعُّونَ في الْهَيْجَا إِلَى من
تَوَرَّدَا
|
أَنَخْتُمْ لَنا مَا بَيْنَ شَرْبَة
جِيدَة
|
إِلَى الصِّينِ تُرْوُونَ الْقَنَا
وَالمهَنَّدَا
|
فدًى لبَني الْعَبَّاسِ نَفْسي
وَأسْرَتي
|
وَمَا مَلَكَتْ نَفْسي طَرِيفاً
وَمُتْلَدَا
|
إِذَا حَارَبُوا قَوماً رَأَيْتَ
لوَاءَهُمْ
|
يقود المنايا بارقاتٍ ورعدا
|
بأرعن تمسي الأرض منه مريضة ً
|
وتلقى له الجن العفاريت سجدا
|
أقول لسعدى حين هز عدوها
|
وجانبها المعروف ممن تزيدا
|
سيَكْفيكِ سَجْلٌ منْ سَجالِ مُحَمَّدٍ
|
وَعِيدَ الْعِدَى وَالْبُخْلَ ممَّنْ تَعَقَّدَا
|
سمام الأعادي من يديه وفيهما
|
..... فيهَا شفَاءٌ منَ الصَّدَا
|
إذا عزت الأنداد ذل نوالهُ
|
وسيان تذليلُ المواهب والندا
|
ذَرِيُّ الذُّرَى في الْمَحْلِ يُوري
زَنَادَهُ
|
إذا المسهب المأمول أكدى وأصلدا
|
إِذَا آذَنَتْه الحَرْبُ آذَنَ نَوْمُهُ
|
بحربٍ إلى ان يقعد الحرب مقعدا
|
حَمُولٌ على المكْرُوهِ نَفْساً كرِيمَة
ً
|
إذا هم لم يقعد بما كان أوعدا
|