جبران خليل جبران
(لبنان 1883
-1931م)
هل الهلال فحيوا طالع
العيد
|
حيوا البشير بتحقيق
المواعيد
|
يا أيها الرمز تستجلي
العقول به
|
لحكمة الله معنى غير
محدود
|
كأن حسنك هذا وهو رائعنا
|
حسن لبكر من الأقمار
مولود
|
لله في الخلق آيات وأعجبها
|
تجديد روعتها في كل
تجديد
|
فتيان مصر وما أدع
بدعوتكم
|
سوى مجيبين أحرار
مناجيد
|
سوى الأهلة من علم ومن
أدب
|
مؤملين لفضل غير مجحود
|
المستسر شعار المقتدين
به
|
العاملين بمغزى منه
مقصود
|
ما زال من مبدإ الدنيا
ينبئنا
|
أن التمام بمسعاة
ومجهود
|
فإن تسيروا إلى الغابات
سيرته
|
إلى الكمال فقد فزتم
بمنشود
|
يا عيد جئت على وعد
تعيد لنا
|
اولى حوادثك الأولى
بتأييد
|
بل كنت عيدين في
التقريب بينهما
|
معنى لطيف ينافي كل
تبعيد
|
رددت يوما يسر
المؤمنون به
|
ولم تكن بادئا يوما
لتعييد
|
رسالة الله لا تنهى
بلا نصب
|
يشقي الأمين وتغريب
وتنكيد
|
رسالة الله لوحلت على
جبل
|
لاندك منها وأضحى بطن
أخدود
|
ولوتحملها بحر لشب لظى
|
وجف وانهال فيه كل
جلمود
|
فليس بدعا إذا ناء
الصفي بها
|
وبات في ألم منها
وتسهيد
|
ينوي الترحل عن أهل
وعن وطن
|
وفي جوانحه أحزان
مكبود
|
يكاد يمكث لولا أن
تداركه
|
أمر الإله لأمر منه موعود
|
فإذ غلا القوم في
إيذائه خطلا
|
وشردوا تابعيه كل
تشريد
|
دعا الموالين إزماعا
لهجرته
|
فلم يجبه سوى الرهط
الصناديد
|
مضى هوالبدء والصديق
يصحبه
|
يغامر الحزن في تيهاء
صيخود
|
موليا وجهه شطر
المدينة في
|
ليل أغر على الأدهار
مشهود
|
حتى إذا اتخذ الغار
الأمين حمى
|
ونام بين صفاه نوم
مجهود
|
حماه وشي بباب الغار
منسدل
|
من الأولى هددوه شر
تهديد
|
يا للعقيدة والصديق في
سهر
|
تؤذيه أفعى ويبكي غير
منجود
|
يا للعقيدة إن صحت
وزلزلها
|
مفني القرى فهي حصن
غير مهدود
|
أما الصحاب الذين
استأخروا فتلوا
|
سارين في كل مسير غير
مرصود
|
ما جند قيصر أوكسرى
إذا افتخروا
|
كهؤلاء الأعزاء
المطاريد
|
كأنهم في الدجى والنجم
شاهدهم
|
فرسان رؤيا لشأن غير
معهود
|
كأنهم وضياء الصبح
كاشفهم
|
آمال خير سرت في مهجة
البيد
|
في حيطة الله ما شعت
أسنتهم
|
فوق الظلال على
المهرية القود
|
عانى محمد ما عانى
بهجرته
|
لمأرب في سبيل الله
محمود
|
وكم غزاة وكم حرب
تجشمها
|
حتى يعود بتمكين
وتأييد
|
كذا الحياة جهاد
والجهاد على
|
قدر الحياة ومن فادى
بها فودي
|
أدنى الكفاح كفاح
المرء عن سفه
|
للاحتفاظ بعمر رهن
تحديد
|
ليغنم العيش طلقا كل
مقتحم
|
وليبغ في الأرض شقا كل
رعديد
|
ومن عدا الجل المحتوم
مطلبه
|
عدا الفناء بذكر غير
ملحود
|
لقد علمتم وما مثلي
ينبئكم
|
لكن صوتي فيكم صوت
ترديد
|
ما أثمرت هجرة الهادي
لأمته
|
من صالحات أعدتها
لتخليد
|
وسودتها على الدنيا
بأجمعها
|
طوال ما خلقت فيها
بتسويد
|
بدا وللشرك أشياع
توطده
|
في كل مسرح باد كل
توطيد
|
والجاهليون لا يرضون خالقهم
|
إلا كعبد لهم في شكل
معبود
|
مؤلهون عليهم من
صناعته
|
بعض المعادن أوبعض
الجلاميد
|
مستكبرون أباة الضير
غر حجى
|
ثقال بطش لدان
كالأماليد
|
لا ينزل الرأي منهم في
تفرقهم
|
إلا منازل تشتيت
وتبديد
|
ولا يضم دعاء من
أوابدهم
|
إلا كما صيح في عفر
عباديد
|
ولا يطيقون حكما غير
ما عقدوا
|
لذي لواء على الأهواء
معقود
|
بأي حلم مبيد الجهل عن
ثقة
|
وأي عزم مذل القادة
الصيد
|
أعاد ذاك الفتى الأمي
أمته
|
شملا جميعا من الغر
الأماجيد
|
لتلك تالية الفرقان في
عجب
|
بل آية الحق إذ يبغى
بتأييد
|
صعبان راضهما توحيد
معشرهم
|
وأخذهم بعد إشراك
بتوحيد
|
وزاد في الأرض تمهيدا
لدعوته
|
بعهده للمسيحيين
والهود
|
وبدئه الحكم بالشورى
يتم به
|
ما شاءه الله عن عدل
وعن جود
|
هذا هوالحق والإجماع
أيده
|
فمن يفنده أولى بتفنيد
|
أي مسلمي مصر إن الجد
دينكم
|
وبئس ما قيل شعب غير
مجدود
|
طال التقاعس والأعوام
عاجلة
|
والعام ليس إذا ولى بمردود
|
هبوا إلى عمل يجدي
البلاد فما
|
يفيدها قائل يا أمتي
سودي
|
سعيا وحزما فود العدل
ودكم
|
وإن رأى العدل قوم غير
مودود
|
لا تتعبوا لا تملوا إن
ظمأتكم
|
إلى غدير من الأقوام
مورود
|
تعلموا كل علم وانبغوا
وخذوا
|
بكل خلق نبيه أخذ
تشديد
|
فكوا العقول من
التصفيد تنطلقوا
|
وما تبالون أقداما
بتصفيد
|
مصر الفؤاد فإن تدرك
سلامتها
|
فالشرق ليس وقد صحت
بمفؤود
|
الشرق نصف من الدنيا
بلا عمل
|
سوى المتاع بما يضني
وما يودي
|
والغرب يرقى وما
بالشرق من همم
|
سوى التفات إلى الماضي
وتعديد
|
تشكوالحضارة من جسم
أشل به
|
شطر يعد وشطر غير
معدود
|
أبناء مصر عليكم واجب
جلل
|
لبعث مجد قديم العهد
مفقود
|
فليرجع الشرق مرفوع
المقام بكم
|
ولتزه مصر بكم مرفوعة
الجيد
|
ما أجمل الدهر إذ يأتي
وأربعنا
|
حقيقة الفعل والذكرى
بتمجيد
|
والشرق والغرب معوانان
قد خلصا
|
من حاسد كائد كيدا
لمحسود
|
صنوان بران في علم وفي
عمل
|
حران من كلا تقييد
وتعبيد
|
لا فعل يخطيء فيه
الخير بعضهما
|
إلا تداركه الثاني
بتسديد
|
ولا خصومة إلا في
استباقهما
|
لما يعم بنفع كل موجود
|
هذي الثمار التي
يرجوالأنام لها
|
من روضكم كل نام نضار
العود
|
لمصر والشرق بل
للخافقين معا
|
دع زعم كل عدوا الحق
مريد
|
جوزوا على بركات الله عامكم
|
فقد تبدل منحوس بمسعود
|
رجاؤكم أبدا ملء
النفوس فما
|
ينفى بحسنى ولا يوهى
بتهديدا
|
بدا الفلاح وفي هذا
الهلال لكم
|
بشرى التمام لوقت غير
ممدود
|
غدا نرى البدر في طرس
السماء محا
|
بخاتم النور زلات
الدجى السود
|