كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني (نجد ؟ -646م)
بانت سُعادُ فقلبي
اليوم متبولُ
|
مُتيّم إِثرها لم يُفد
مكبولُ
|
وما سُعادُ غداة
البينِ إِذ رحلوا
|
إِلّا أغنُّ غضيضُ
الطرفِ مكحولُ
|
هيفاءُ مُقبِلة عجزاءُ
مُدبِرة
|
لا يُشتكى قِصر مِنها
ولا طولُ
|
تجلو عوارِض
ذي ظلم إِذا اِبتسمت
|
كأنّهُ مُنهل بِالراحِ
معلولُ
|
شُجّت بِذي شبم مِن
ماءِ محنِية
|
صاف بِأبطح أضحى وهُو مشمولُ
|
تجلو الرِياحُ القذى
عنُه وأفرطهُ
|
مِن صوبِ سارِية بيض
يعاليلُ
|
يا ويحها خُلّة لو أنّها
صدقت
|
ما وعدت أو لو أنّ
النُصح مقبولُ
|
لكِنّها خُلّة قد سيط
مِن دمِها
|
فجع وولع وإِخلاف
وتبديلُ
|
فما تدومُ على حال
تكونُ بِها
|
كما تلوّنُ في
أثوابِها الغولُ
|
وما تمسّكُ بِالوصلِ
الّذي زعمت
|
إِلّا كما تُمسِكُ
الماء الغرابيلُ
|
كانت مواعيدُ عُرقوب
لها مثلا
|
وما مواعيدُها إِلّا
الأباطيلُ
|
أرجو وآمُلُ أن يعجلن
في أبد
|
وما لهُنّ طِوال
الدهرِ تعجيلُ
|
فلا يغُرّنك ما منّت
وما وعدت
|
إِنّ الأمانِي والأحلام
تضليلُ
|
أمست سُعادُ بِأرض لا
يُبلِّغُها
|
إِلّا العِتاقُ
النجيباتُ المراسيلُ
|
ولن يُبلِّغها إِلّا
عُذافِرة
|
فيها على الأينِ
إِرقال وتبغيلُ
|
مِن كُلِّ نضّاخةِ
الذِفرى إِذا عرِقت
|
عُرضتُها طامِسُ
الأعلامِ مجهولُ
|
ترمي الغُيوب بِعيني
مُفرد لهق
|
إِذا توقدتِ الحُزّانُ
والميلُ
|
ضخم مُقلّدُها فعم
مُقيّدُها
|
في خلقِها عن بناتِ
الفحلِ تفضيلُ
|
حرف أخوها أبوها مِن
مُهجّنة
|
وعمُّها خالُها قوداءُ
شِمليلُ
|
يمشي القُرادُ عليها
ثُمّ يُزلِقُهُ
|
مِنها لبان وأقراب
زهاليلُ
|
عيرانة قُذِفت في
اللحمِ عن عُرُض
|
مِرفقُها عن بناتِ
الزورِ مفتولُ
|
كأنّ ما فات عينيها
ومذبحها
|
مِن خطمِها ومِن
اللحيينِ برطيلُ
|
تمُرُّ مِثل عسيبِ
النخلِ ذا خُصل
|
في غارِز لم تخوّنهُ
الأحاليلُ
|
قنواءُ في حُرّتيها
لِلبصيرِ بِها
|
عِتق مُبين وفي
الخدّينِ تسهيلُ
|
تخدي على يسرات وهي
لاحِقة
|
ذوابِل وقعُهُنُّ
الأرض تحليلُ
|
سُمرُ العُجاياتِ
يترُكن الحصى زِيما
|
لم يقِهِنّ رُؤوس
الأُكُمِ تنعيلُ
|
يوما يظلُّ بِهِ
الحرباءُ مُصطخِما
|
كأنّ ضاحِيهُ بِالنارِ
مملولُ
|
كأنّ أوب ذِراعيها وقد
عرِقت
|
وقد تلفّع بِالقورِ
العساقيلُ
|
وقال لِلقومِ حاديهِم
وقد جعلت
|
وُرقُ الجنادِبِ
يركُضن الحصى قيلوا
|
شدّ النهارُ ذِراعا
عيطل نصف
|
قامت فجاوبها نُكد
مثاكيلُ
|
نوّاحة رخوةُ الضبعين
ليس لها
|
لمّا نعى بِكرها
الناعون معقولُ
|
تفِري اللِبان
بِكفّيها ومِدرعِها
|
مُشقّق عن تراقيها
رعابيلُ
|
يسعى الوُشاةُ
بِجنبيها وقولُهُم
|
إِنّك يا بن أبي سُلمى
لمقتولُ
|
وقال كُلُّ خليل كُنتُ
آمُلُهُ
|
لا أُلفِينّك إِنّي
عنك مشغولُ
|
فقُلتُ خلّوا سبيلي لا
أبا لكُمُ
|
فكُلُّ ما قدّر
الرحمنُ مفعولُ
|
كُلُ اِبنِ أُنثى وإِن
طالت سلامتُهُ
|
يوما على آلة حدباء
محمولُ
|
أُنبِئتُ أنّ رسول
اللهِ أوعدني
|
والعفُو عِند رسولِ
اللهِ مأمولُ
|
مهلا هداك الّذي أعطاك
نافِلة
|
القُرآنِ فيها مواعيظ
وتفصيلُ
|
لا تأخُذنّي بِأقوالِ
الوُشاةِ ولم
|
أُذِنب ولو كثُرت عنّي
الأقاويلُ
|
لقد أقومُ مقاما لو يقومُ
بِهِ
|
أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ
الفيلُ
|
لظلّ يُرعدُ إِلّا أن
يكون لهُ
|
مِن الرسولِ بِإِذنِ
اللهِ تنويلُ
|
ما زِلتُ أقتطِعُ
البيداء مُدّرِعا
|
جُنح الظلامِ وثوبُ
الليلِ مسبولُ
|
حتّى وضعتُ يميني لا
أُنازِعُهُ
|
في كفِّ ذي نقِمات
قيلُهُ القيلُ
|
لذاك أهيبُ عِندي إِذ
أُكلِّمُهُ
|
وقيل إِنّك مسبور
ومسؤولُ
|
مِن ضيغم مِن ضِراء
الأُسدِ مُخدِرة
|
بِبطنِ عثّر غيل دونهُ
غيلُ
|
يغدو فيلحمُ ضِرغامين
عيشُهُما
|
لحم مِن القومِ معفور
خراذيلُ
|
إذا يُساوِرُ قِرنا لا
يحِلُّ لهُ
|
أن يترُك القِرن إِلّا
وهُو مفلولُ
|
مِنهُ تظلُّ حميرُ
الوحشِ ضامِرة
|
ولا تُمشّي بِواديهِ
الأراجيلُ
|
ولا يزالُ بِواديِهِ
أخو ثِقة
|
مُطرّحُ البزِّ والدرسانِ مأكولُ
|
إِنّ الرسول لنور
يُستضاءُ بِهِ
|
مُهنّد مِن سُيوفِ
اللهِ مسلولُ
|
في عُصبة مِن قُريش
قال قائِلُهُم
|
بِبطنِ مكّة لمّا
أسلموا زولوا
|
زالوا فما زال أنكاس
ولا كُشُف
|
عِند اللِقاءِ ولا ميل
معازيلُ
|
شُمُّ العرانينِ أبطال
لبوسُهُمُ
|
مِن نسجِ داوُد في
الهيجا سرابيلُ
|
بيض سوابِغُ قد شُكّت
لها حلق
|
كأنّها حلقُ القفعاءِ
مجدولُ
|
يمشون مشي الجِمالِ
الزُهرِ يعصِمُهُم
|
ضرب إِذا عرّد السودُ
التنابيلُ
|
لا يفرحون إِذا نالت
رِماحُهُمُ
|
قوما وليسوا مجازيعا
إِذا نيلوا
|
لا يقعُ الطعنُ إِلّا
في نُحورِهِمُ
|
ما إِن لهُم عن حِياضِ
الموتِ تهليلُ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق