مالك بن الريب التميمي (نجد ؟ - 670م)
ألا ليت شِعري هل أبيتن ليلة
|
بوادي الغضى
أُزجي الِقلاص النواجيا
|
فليت الغضى لم يقطع الركبُ عرضه
|
وليت الغضى ماشى
الرِّكاب لياليا
|
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى
|
مزار ولكن الغضى ليس
دانيا
|
ألم ترني بِعتُ الضلالة بالهدى
|
وأصبحتُ في
جيش ابن عفّان غازيا
|
وأصبحتُ في أرض الأعادي بعد ما
|
أراني عن أرض
الآعاديّ قاصِيا
|
دعاني الهوى من أهل أُود وصُحبتي
|
بذي الطِّبسينِ
فالتفتُّ ورائيا
|
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرة
|
تقنعتُ منها أن أُلام
ردائيا
|
أقول وقد حالت قُرى الكُردِ بيننا
|
جزى اللهُ عمرا خير
ما كان جازيا
|
إنِ اللهُ يُرجعني من الغزو لا أُرى
|
وإن قل مالي طالِبا
ما ورائيا
|
تقول ابنتي لمّا رأت طول رحلتي
|
سِفارُك هذا تاركي لا
أبا ليا
|
لعمري لئن غالت خراسانُ هامتي
|
لقد كنتُ عن بابي
خراسان نائيا
|
فإن أنجُ من بابي خراسان لا أعد
|
إليها وإن منيتُموني
الأمانيا
|
فللهِ دّرِّي يوم أتركُ طائعا
|
بنيّ بأعلى الرقمتينِ
وماليا
|
ودرُّ الظباء السانحات عشية
|
يُخبّرن أنّي هالك من
ورائيا
|
ودرُّ كبيري اللذين كلاهما
|
علي شفيق ناصح لو
نهانيا
|
ودرّ الرجال الشاهدين تفتُكي
|
بأمري ألاّ يقصُروا
من وثاقِيا
|
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتي
|
ودّرُّ لجاجاتي ودرّ
انتِهائيا
|
تذكّرتُ من يبكي علي فلم أجد
|
سوى السيفِ
والرمح الرُّدينيِّ باكيا
|
وأشقر محبوكا يجرُّ عِنانه
|
إلى الماء لم
يترك له الموتُ ساقيا
|
ولكن بأطرف السُّمينةِ نسوة
|
عزيز عليهن العشية ما
بيا
|
صريع على أيدي الرجال بقفزة
|
يُسّوُّون لحدي حيث
حُم قضائيا
|
ولمّا تراءت عند مرو منيتي
|
وخل بها جسمي وحانت
وفاتيا
|
أقول لأصحابي ارفعوني فإنّه
|
يقرُّ بعيني أن سُهيل
بدا لِيا
|
فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانزِلا
|
برابية إنّي مقيم
لياليا
|
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة
|
ولا تُعجلاني قد تبين
شانِيا
|
وقوما إذا ما استل روحي فهيِّئا
|
لِي السِّدر والأكفان
عند فنائيا
|
وخُطا بأطراف الأسنّة مضجعي
|
ورُدّا على عيني فضل
رِدائيا
|
ولا تحسداني بارك اللهُ فيكما
|
من الأرض ذات
العرض أن تُوسِعا ليا
|
خذاني فجرّاني بثوبي إليكما
|
فقد كنتُ قبل اليوم
صعبا قِياديا
|
وقد كنتُ عطافا إذا الخيل أدبرت
|
سريعا لدى الهيجا إلى
من دعانيا
|
وقد كنتُ صبّارا على القِرنِ في الوغى
|
وعن شتمي ابن العمِّ
والجارِ وانيا
|
فطورا تراني في ظِلال ونعمة
|
وطورا تراني
والعِتاقُ رِكابيا
|
ويوما تراني في رحا مُستديرة
|
تُخرِّقُ أطرافُ
الرِّماح ثيابيا
|
وقوما على بئر السُّمينة أسمِعا
|
بها الغُر والبيض
الحِسان الروانيا
|
بأنّكما خلفتُماني بقفرة
|
تهِيلُ عليّ الريحُ
فيها السّوافيا
|
ولا تنسيا عهدي خليلي بعد ما
|
تقطعُ أوصالي وتبلى
عِظاميا
|
ولن يعدم الوالُون بثا يُصيبهم
|
ولن يعدم الميراثُ
مِنّي المواليا
|
يقولون: لا تبعد وهم يدفِنونني
|
وأين مكانُ البُعدِ
إلا مكانيا
|
غداة غد يا لهف نفسي على غد
|
إذا أدلجُوا عنّي
وأصبحتُ ثاويا
|
وأصبح مالي من طريف وتالد
|
لغيري وكان المالُ
بالأمس ماليا
|
فيا ليت شِعري هل تغيرتِ الرحا
|
رحا المِثلِ
أو أمست بفلوج كما هيا
|
إذا الحيُّ حلوها جميعا وأنزلوا
|
بها بقرا حُمّ العيون
سواجيا
|
رعين وقد كاد الظلام يُجِنُّها
|
يسُفن الخُزامى مرة
والأقاحيا
|
وهل أترُكُ العِيس العوالي بالضُّحى
|
بِرُكبانِها تعلو
المِتان الفيافيا
|
إذا عُصبُ الرُكبانِ بين (عُنيزة)
|
و(بولان) عاجوا
المُبقياتِ النواجِيا
|
فيا ليت شعري هل بكت أمُّ مالك
|
كما كنتُ لو عالوا
نعِيكِ باكِيا
|
إذا مُتُّ فاعتادي القبور وسلِّمي
|
على الرمسِ
أُسقيتِ السحاب الغواديا
|
على جدث قد جرّتِ الريحُ فوقه
|
تُرابا كسحق المرنباني
هابيا
|
رهينة أحجار وتُرب تضمنت
|
قرارتُها منّي
العِظام البواليا
|
فيا صاحبا إما عرضت فبلِغا
|
بني مازن والريب أن
لا تلاقيا
|
وعرِّ قلوصي في الرِّكاب فإنها
|
ستفلِقُ أكبادا
وتُبكي بواكيا
|
وأبصرتُ نار المازنياتِ موهِنا
|
بعلياء يُثنى دونها
الطرف رانيا
|
بِعود ألنجوج أضاء وقُودُها
|
مها في ظِلالِ
السِّدر حُورا جوازيا
|
غريب بعيدُ الدار ثاو بقفزة
|
يد الدهر معروفا بأن
لا تدانيا
|
اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى
|
به من عيون
المُؤنساتِ مُراعيا
|
وبالرمل منّا نسوة لو شهِدنني
|
بكين وفدين الطبيب
المُداويا
|
فمنهنّ أمي وابنتاي وخالتي
|
وباكية أخرى تهيجُ
البواكيا
|
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ
|
ذميما ولا ودّعتُ
بالرمل قالِيا
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق