زهير بن أبي سلمى المزني (نجد
؟-609م)
أمِن أُمِّ أوفي دِمنة لم تكلّمِ
|
بِحومانةِ الدّرّاجِ فالُمتثلّمِ
|
ودار لها بالرّقمتينِ كأنّها
|
مراجِيعُ وشم فِي نواشِرِ مِعصمِ
|
بِها العينُ والأرآمُ يمشِين خِلفة
|
وأطلاؤُها ينهضن مِن كُلِّ مجثمِ
|
وقفتُ بِها من بعد عِشرِين حِجّة
|
فلأيا عرفتُ الدّار بعد توهُّمِ
|
أثافِي سُفعا فِي مُعرّسِ مِرجل
|
ونُؤيا كجِذمِ الحوضِ لم يتثلّمِ
|
فلمّا عرفتُ الدّار قُلتُ لِربعِها
|
ألا أنعِم صباحا أيُّها الرّبعُ واسلمِ
|
تبصّر خلِيلي هل ترى من ظعائِن
|
تحمّلن بالعلياءِ من فوقِ جُرثُمِ
|
جعلن القنان عن يمين وحزنهُ
|
وكم بِالقنانِ مِن مُحِلِّ ومُحرِمِ
|
علون بأنماط عِتاق وكِلّة
|
وراد حواشِيها مُشاكهة الدّمِ
|
وورّكن فِي السُّوبانِ يعلُون متنهُ
|
عليهِنّ دلُّ النّاعِمِ المتنعِّمِ
|
بكرن بُكُورا واستحزن بِسُحرة
|
فهُنّ ووادِى الرّسِّ كاليدِ لِلفمِ
|
وفيهِنّ ملهى لّلطِيفِ ومنظر
|
أنِيق لِعينِ النّاظِرِ الُمترسِّمِ
|
كأنّ فتات العِهنِ في كلِّ منزِل
|
نزلن بهِ حبُّ الفنا لم يحطمِ
|
فلمّا وردن الماء زُرقا جِمامُهُ
|
وضعن عِصِيّ الحاضِرِ الُمتخيِّمِ
|
ظهرن مِن السُّوبانِ ثُمّ جزعنهُ
|
على كلِّ قينيِّ قشِيب ومُفأمِ
|
فأقسمتُ بالبيتِ الّذِي طاف حولهُ
|
رِجالُ بنوهُ مِن قُريش وجُرهُمِ
|
يمينا لنِعم السّيِّدانِ وُجِدتما
|
على كلِّ حال من سحيل ومُبرمِ
|
تدار كُتما عبسا وذُبيان بعدما
|
تفانوا ودُّقوا بينهُم عِطر منشِمِ
|
وقد قُلتُما: إِن نُدرِكِ السِّلم واسِعا
|
بمال ومعروف من القولِ نسلمِ
|
فأصبحتُما منها على خيرِ موطِن
|
بعِيدين فيها مِن عُقُوق ومأثمِ
|
عظِيمينِ فِي عُليا معدِّ هُديِتُما
|
ومن يستبِح كنزا من المجدِ يعظُمِ
|
تُعفّى الكُلُومُ بالِمئين فأصبحت
|
يُنجِّمُها من ليس فِيها بِمُجرِمِ
|
يُنجِّمُها قوم لِقوم غرامة
|
ولم يُهرِيقُوا بينهُم مِلء مِحجمِ
|
فأصبح يجرِي فيهمُ منِ تلادِكُم
|
مغانمُ شىّ مِن إِفال مُزنّمِ
|
ألا أبلِغِ الأحلاف عني رِسالة
|
وذُبيان هل أقسمتُم كلّ مُقسمِ
|
فلا تكتُمُنّ الله ما في نُفُوسِكم
|
لِيخفى ومهما يُكتمِ اللهُ يعلمِ
|
يُؤخّر فيُوضع فِي كِتاب فيُدّخر
|
لِيومِ الحِسابِ أو يُعجّل فيُنقمِ
|
وما الحربُ إِلا ما علِمتُم وذُقتُمُ
|
وما ُهوعنها بالحديثِ
الُمرجّمِ
|
متى تبعثُوها تبعثُوها ذميمة
|
وتضر إِذا ضرّيتُمُوها فتضرم
|
فتعرُكُكم عرك الرّحى بثِقالها
|
وتلقح كِشافا ثمّ تُنتج فتُتئِمِ
|
فتُنتِج لكُم غلمان أشأم كّلهم
|
كأحمرِ عاد ثمّ تُرضِع فتفطِمِ
|
فتُغلِل لكُم ما لا تُغِلُّ لأهلِها
|
قُرى بالعراقِ من قفِيز ودِرهمِ
|
لعمرِي لنِعم الحيِّ جرّ عليهِمُ
|
بمالا يُؤاتِيهم حصينُ بنُ ضمضمِ
|
وكان طوى كشحا على مُستكِنّةِ
|
فلا هُو أبداها ولم يتقدّمِ
|
وقال سأقضِي حاجتي ثُمّ أتّقِي
|
عدُوِّي بألف مِن ورائِي مُلجمِ
|
فشدّ فلم يُفزِع بُيُوتا كثيرة
|
لدى حيثُ ألقت رحلها أمُّ قشعمِ
|
لدى أسد شاكي السِّلاحِ مُقذّف
|
لهُ لِبد أظفارُهُ لم تُقلّمِ
|
جرِيءِ متى يُظلم يُعاقِب بِظلمِهِ
|
سريعا وإِلا يُبد بالظلمِ يظلِمِ
|
دعوا ظِمأهم حتّى إِذا تم أوردُوا
|
غِمارا تفرّى بالسِّلاحِ وبالدّمِ
|
فقضّوا منايا بينهُم ثمّ أصدروا
|
إِلى كلإِ مُستوبِل مُتوخِّمِ
|
لعمرُك ما جرّت عليهِم رِماحُهم
|
دم ابنِ نهِيك أو قتِيلِ الُمثلّمِ
|
ولا شاركت في الموتِ فِي دمِ نوفل
|
ولا وهبِ مِنها ولا ابنِ الُمخّزمِ
|
فكُلاّ أراهُم أصبحُوا يعقِلُونهُ
|
صحِيحاتِ مال طالِعات بِمخرِمِ
|
لِحيِّ حِلال يعصِمُ النّاس أمرُهُم
|
إِذا طرقت إِحدى اللّيالي بُمعظمِ
|
كِرام فلاذُوالضِّغنِ يُدرِكُ
تبلهُ
|
ولا الجارِمُ الجاني عليهم بُمسلمِ
|
سئِمتُ تكالِيف الحياةِ ومن يعِش
|
ثمانِين حولا لا أبا لكِ يسأمِ
|
وأعلمُ ما فِي اليومِ والأمسِ قبلهُ
|
ولكِنّني عن عِلمِ ما فِي غد عمِ
|
رأيتُ المنايا خبط عشواء من تُصِب
|
تُمِتهُ ومِن تُخطِئ يُعمّر فيهرمِ
|
ومن لم يُصانِع في أمُور كثِيرة
|
يُضرّس بِأنياب ويُوطأ بِمنسِمِ
|
ومن يجعلِ المعروف مِن دُونِ عِرضِهِ
|
يفِرهُ ومن لا يتّقِ الشّتم يُشتمِ
|
ومن يكُ ذا فضل فيبخل بفضلِهِ
|
على قومِهِ يُستعن عنهُ ويُذممِ
|
ومن يُوفِ لا يُذمم ومن يُهد قلبُهُ
|
إِلى مُطمئِنِّ البِرِّ لا يتجمجمِ
|
ومن هاب أسباب المنايا ينلنهُ
|
وإِن يرق أسباب السّماءِ بِسُلّمِ
|
ومن يجعلِ المعرُوف في غيرِ أهلِهِ
|
يكُن حمدُهُ ذمّا عليهِ ويندمِ
|
ومن يعضِ أطراف الزِّجاج فإِنّهُ
|
يُطيعُ العواِلي رُكِّبت كلّ لهذمِ
|
ومن لم يذُد عن حوضِهِ بِسِلاِحهِ
|
يُهدّم ومن لا يظلمِ النّاس يُظلمِ
|
ومن يغترِب يحسِب عدُوّا صدِيقهُ
|
ومن لم يُكرِّم نفسهُ لم يكرّمِ
|
ومهما تكُن عِند امرِىءِ مِن خلِيقة
|
وإِن خالها تخفى على النّاسِ تُعلمِ
|
وكائن ترى من صامِت لك مُعجِب
|
زِيادتُهُ أو نقصُهُ فِي التّكلّمِ
|
لسانُ الفتى نِصف ونِصف فؤادُهُ
|
فلم يبق إِلا صورةُ اللّحمِ والدّمِ
|
وإِنّ سفاه الشّيخِ لا حِلم بعدهُ
|
وإِنّ الفتى بعد السّفاهةِ يحلُمِ
|
سألنا فأعطيتُم وعُدنا فعُدتُم
|
ومن أكثر التّسآل يوما سيُحرمِ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق