حكم شعراء الجاهلية-2
من
كتاب (خمسون ألف بيت من الشعر)
الدكتور منصور أبوشريعة
العبادي
الكتاب متوفر على الموقع التالي
عروة بن الورد العبسي(نجد ؟-593م)
أليس ورائي أن أدب على
العصا
|
فيشمت أعدائي ويسأمني
أهلي
|
رهينة قعرِ البيتِ كلّ عشيّة
|
يُطيف بي الولدانُ
أهدجُ كالرأل
|
دعِيني للغنى
أسعى فإنّي
|
رأيتُ الناس شرُّهمُ
الفقيرُ
|
وأبعدُهم وأهونُهم
عليهم
|
وإن أمسى له حسب وخير
|
ويُقصِيهِ النّدِيُّ
وتزدرِيهِ
|
حليلته وينهره الصغير
|
ويلقى ذا الغنى وله
جلال
|
يكاد فؤاد صاحبه يطير
|
قليل ذنبُهُ والذنبُ
جمّ
|
ولكن للغِنى ربّ غفورُ
|
إذا المرء لم يطلب
معاشا لنفسه
|
شكا الفقر أو لام
الصّديق فأكثرا
|
وصار على الأدنين كلاّ
وأوشكت
|
صلات ذوي القربى له أن
تنكرا
|
وما طالب الحاجات من
كل وجهة
|
من الناس إلا من أجد
وشمرا
|
فسر في بلاد الله والتمس الغنى
|
تعِش ذا يسار أو تموت
فتُعذرا
|
عبيد بن الأبرص الأسدي (نجد ؟-598م)
فكُـلُّ ذي
نِعمـة مخلـوس
|
وكُـلُّ ذي
أمـل مكـذوبُ
|
فكُـلُّ ذي
إبِـل مـوروث
|
وكُـلُّ ذي
سـلب مسـلوبُ
|
فكُـلُّ ذي
غيبـة يـؤوبُ
|
وغـائِبُ
المـوتِ لا يغـيبُ
|
من يسـألِ
النّاس يحرِمُوهُ
|
وســــائِلُ
اللهِ لا يخـيبُ
|
باللهِ
يُـدركُ كُـلُّ خـير
|
والقـولُ في
بعضِـهِ تلغـيبُ
|
واللهُ ليس
لهُ شــريك
|
عـلاّمُ مـا
أخفـتِ القُلُـوبُ
|
أفلِح بِما
شِئت قد يبلُغُ
|
بالضّعف
وقد يُخـدعُ الأرِيبُ
|
يعِـظُ
النّاسُ من لا يعِـظُ
|
الدهـرُ ولا
ينفـعُ التّلبِيبُ
|
إلاّ
ســجِيّـاتُ ما في القُلُـوب
|
وكم
يُصـيِّرن شائنا حبِيبُ
|
سـاعِد
بِأرض إن كُنت فيها
|
ولا تقُـل
إنّنـي غـريبُ
|
ما
حية ميتة أحيت بميتها
|
درداء ما أنبتت سنا وأضراسا
|
ما السود والبيض
والأسماء واحدة
|
لا يستطيع لهن الناس تمساسا
|
ما مرتجات على هول
مراكبها
|
يقطعن طول المدى سيرا وأمراسا
|
ما القاطعات لأرض لا
أنيس بها
|
تأتي سراعا وما يرجعن أنكاسا
|
ما الفاجعات جهارا في
علانية
|
أشد من فيلق مملوءة باسا
|
ما السابقات سراع الطير
في مهل
|
لا تستكين ولو ألجمتها فاسا
|
ما القاطعات لأرض الجو
في طلق
|
قبل الصباح وما يسرين قرطاسا
|
ما الحاكمون بلا سمع ولا
بصر
|
ولا لسان فصيح يعجب الناسا
|
يا
صاح مهلا أقل العذل يا صاح
|
ولا تكونن لي باللائم اللاحي
|
حلفت بالله إن الله ذو
نعم
|
لمن يشاء وذو عفو وتصفاح
|
ما الطرف مني إلى ما لست
أملكه
|
مما بدا لي بباغي اللحظ طماح
|
ولا أجالس صباحا أحادثه
|
حديث لغو فما جدي بصباح
|
إني لأخشى الجهول الشكس
شيمته
|
وأتقي ذا التقى والحلم بالراح
|
ولا يفارقني ما عشت ذو
حقب
|
نهد القذال جواد غير ملواح
|
إني وجدك لو أصلحت ما
بيدي
|
لم يحمد الناس بعد الموت إصلاحي
|
أشري التلاد بحمد الجار
أبذله
|
حتى أصير رميما تحت ألواح
|
بعد انتقال إذا وسدت
حثحثة
|
في قعر مظلمة الأرجاء مكلاح
|
أو صرت ذا بومة في رأس
رابية
|
أو في قرار من الأرضين قرواح
|
هل نحن إلا كأجساد تمر بها
|
تحت التراب وأرواح كأرواح
|
لعمرك ما يخشى الخليط
تفحشي
|
عليه ولا أنأى على المتودد
|
ولا أبتغي ود امرئ قل
خيره
|
ولا أنا عن وصل الصديق بأصيد
|
وإني لأطفي الحرب بعد
شبوبها
|
وقد أقدت للغي في كل موقد
|
فأوقدتها للظالم المصطلي
بها
|
إذا لم يزعه رأيه عن تردد
|
وأغفر للمولى هناة
تريبني
|
فأظلمه ما لم ينلني بمحقدي
|
ومن رام ظلمي منهم
فكأنما
|
توقص حينا من شواهق صندد
|
وإني لذو رأي يعاش بفضله
|
وما أنا من علم الأمور بمبتدي
|
إذا أنت حملت الخؤون
أمانة
|
فإنك قد أسندتها شر مسند
|
وجدت خؤون القوم كالعر
يتقى
|
وما خلت غم الجار إلا بمعهدي
|
ولا تظهرن حب امرئ قبل
خبره
|
وبعد بلاء المرء فاذمم أو احمد
|
ولا تتبعن رأي من لم
تقصه
|
ولكن برأي المرء ذي اللب فاقتد
|
ولا تزهدن في وصل أهل
قرابة
|
لذخر وفي وصل الأباعد فازهد
|
وإن أنت في مجد أصبت
غنيمة
|
فعد للذي صادفت من ذاك وازدد
|
تزود من الدنيا متاعا
فإنه
|
على كل حال خير زاد المزود
|
تمنى مريء القيس موتي
وإن أمت
|
فتلك سبيل لست فيها بأوحد
|
لعل الذي يرجو رداي
وميتتي
|
سفاها وجبنا أن يكون هو الردي
|
فما عيش من يرجو هلاكي
بضائري
|
ولا موت من قد مات قبلي بمخلدي
|
وللمرء أيام تعد وقد رعت
|
حبال المنايا للفتى كل مرصد
|
منيته تجري لوقت وقصره
|
ملاقاتها يوما على غير موعد
|
فمن لم يمت في اليوم لا
بد أنه
|
سيعلقه حبل المنية في غد
|
فقل للذي يبغي خلاف الذي
مضى
|
تهيء لأخرى مثلها فكأن قد
|
فإنا ومن قد باد منا
فكالذي
|
يروح وكالقاضي البتات ليغتدي
|
يا
عمرو ما راح من قوم ولا ابتكروا
|
إلا وللموت في آثارهم حادي
|
يا
عمرو ما طلعت شمس ولا غربت
|
إلا تقرب آجال لميعاد
|
هل
نحن إلا كأرواح تمر بها
|
تحت التراب وأجساد كأجساد
|
فإن
رأيت بواد حية ذكرا
|
فامض ودعني أمارس حية الوادي
|
لأعرفنك
بعد الموت تندبني
|
وفي حياتي ما زودتني زادي
|
فإن
حييت فلا أحسبك في بلدي
|
وإن مرضت فلا أحسبك عوادي
|
إن
أمامك يوما أنت مدركه
|
لا حاضر مفلت منه ولا بادي
|
فانظر
إلى فيء ملك أنت تاركه
|
هل ترسين أواخيه بأوتاد
|
الخير
يبقى وإن طال الزمان به
|
والشر أخبث ما أوعيت من زاد
|
قس بن ساعدة الإيادي (اليمن ؟ - 600م)
في الذاهِبينَ
الأَوَّلينَ
|
مِنَ القُرونِ لَنا
بَصائِر
|
لَمّا رَأَيتُ مَوارِداً
لِلمَوتِ
|
لَيسَ لَها مَصادِر
|
وَرَأَيتُ قَومي نَحوَها
|
تَمضي الأَصاغِرُ وَالأَكابِر
|
لا يَرجِعُ الماضي وَلا
|
يَبقى مِنَ الباقينَ غابِر
|
أَيقَنتُ أَنّي لا مَحا
لَةَ
|
حَيثُ صارَ القَومُ
صائِر
|
يا ناعِيَ المَوتِ
وَالمَلحودُ في جَدَثٍ
|
عَلَيهِمِ مِن بَقايا خَزِّهِم خِرَقُ
|
دَعهُم فَإِنَّ لَهُم
يَوماً يُصاحُ بِهِم
|
فَهُم إِذا اِنتَبَهوا مِن نَومِهِم فُرُقُ
|
حَتّى يَعودوا بِحالٍ
غَيرِ حالِهِم خَلقاً
|
جَديداً كَما مِن قَبلِها خُلِقوا
|
مِنهُم عُراةٌ وَمِنهُم
في ثِيابِهِم
|
مِنها الجَديدُ وِمِنها
المَنهَجُ الخَلَقُ
|
هاجَ لِلقَلبِ مِن هَواهُ
اِدِّكارُ
|
وَلَيالٍ خِلالَهُنَّ
نَهارُ
|
وَجِبالٌ شَوامِخٌ
راسِياتٌ
|
وَبِحارٌ مِياهُهُنَّ
غِزارُ
|
وَنُجومٌ يَحُثُّها
قَمَرُ اللَيلِ
|
وَشَمسٌ في كُلِّ يَومٍ تُدارُ
|
وَضَوؤُها يِطمُسُ
العُيون
|
وَإِرعا دٌ شَديدٌ في
الخافِقينِ مُثارُ
|
وَغُلامٌ وَأَشمَطٌ وَرَضيعٌ
|
كُلُّهُم في التُرابِ
يَوماً يُزارُ
|
وَقُصورٌ مَشيدَةٌ
حَوَتِ الخَيرَ
|
وَأُخرى خَوَت فَهُنَّ
قِفارُ
|
وَكَثيرٌ مِمَّ
تُقَصِّرُ عَنهُ
|
حَدسَةُ الناظِرِ الَّذي
لا يَحارُ
|
وَالَّذي قَد ذَكَرتُ
دَلَّ عَلى اللَهِ
|
نُفوساً لَها هُدىً
وَاِعتِبارُ
|
ذو الإصبع حرثان بن حارث العدواني (الحجاز ؟ - 600م)
يا من لقلب شديد الهم
محزون
|
أمسى تذكر ريا أم هارون
|
أمسى تذكرها من بعد ما شحطت
|
والدهر ذو غلظة حينا وذو لين
|
فإن يكن حبها أمسى لنا
شجنا
|
وأصبح الوأي منها لا يؤاتيني
|
فقد غنينا وشمل الدهر يجمعنا
|
أطيع ريا وريا لا تعاصيني
|
ترمي الوشاة فلا تخطي مقاتلهم
|
بصادق من صفاء الود مكنون
|
ولي ابن عم على ما كان من خلق
|
مختلفان فأقليه ويقليني
|
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا
|
فخالني دونه بل خلته دوني
|
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب
|
عني ولا أنت دياني فتخزوني
|
ولا تقوت عيالي يوم مسغبة
|
ولا بنفسك في العزاء تكفيني
|
فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي
|
فإن ذلك مما ليس يشجيني
|
ولا يرى في غير الصبر منقصة
|
وما سواه فإن الله يكفيني
|
لولا أياصر قربى لست تحفظها
|
ورهبة الله فيمن لا يعاديني
|
إذا بريتك بريا لا انجبار له
|
إني رأيتك لا تنفك تبريني
|
إن الذي يقبض الدنيا
ويبسطها
|
إن كان أغناك عني سوف يغنيني
|
الله يعلمني والله يعلمكم
|
والله يجزيكم عني ويجزيني
|
ماذا علي وإن كنتم ذوي رحمي
|
أن لا أحبكم إذ لم تحبوني
|
لو تشربون دمي لم يرو
شاربكم
|
ولا دماؤكم جمعا ترويني
|
ولي ابن عم لو أن الناس في كبد
|
لظل محتجزا بالنبل يرميني
|
يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي
|
أضربك حيث تقول الهامة اسقوني
|
درم سلاحي فما أمي براعية
|
ترعى المخاض وما رأيي بمغبون
|
إني أبي أبي ذو محافظة
|
وابن أبي أبي من أبيين
|
لا يخرج القسر مني غير مأبية
|
ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
|
عف ندود إذا ما خفت من
بلد
|
هونا فلست بوقاف على الهون
|
كل امرئ صائر يوما لشيمته
|
وإن تخلق أخلاقا إلى حين
|
إني لعمرك ما بابي بذي غلق
|
عن الصديق ولا خيري بممنون
|
وما لساني على الأدنى بمنطلق
|
بالمنكرات وما فتكي بمأمون
|
عندي خلائق أقوام ذوي حسب
|
وآخرون كثير كلهم دوني
|
وأنتم معشر زيد على مائة
|
فأجمعوا أمركم شتى فكيدوني
|
فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا
|
وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني
|
يا رب ثوب حواشيه كأوسطه
|
لا عيب في الثوب من حسن ومن لين
|
يوما شددت على فرغاء فاهقة
|
يوما من الدهر تارات تماريني
|
قد كنت أعطيكم مالي
وأمنحكم
|
ودي على مثبت في الصدر مكنون
|
بل رب حي شديد الشغب ذي لجب
|
دعوتهم راهن منهم ومرهون
|
رددت باطلهم في رأس قائلهم
|
حتى يظلوا خصوما ذا أفانين
|
ياعمرو لو لنت لي
ألفيتني بشرا
|
سمحا كريما أجازي من يجازيني
|
والله لو كرهت كفي
مصاحبتي
|
لقلت إذ كرهت قربي لها بيني
|
عنترة بن شداد (نجد ؟-601م)
يا عَبلُ أينَ من
المَنيَّة ِ مَهْربي
|
إن كانَ ربي في
السَّماءِ قَضاها
|
وأَغُضُّ طرفي ما
بدَتْ لي جارَتي
|
حتى يُواري جارتي
مأْواها
|
إني امرؤٌ سَمْحُ
الخليقة ِ ماجدٌ
|
لا أتبعُ النفسَ
اللَّجوجَ هواها
|
لا يحْمِلُ الحِقْدَ
مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
|
ولا ينالُ العلى من
طبعهُ الغضبُ
|
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
|
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
|
خَدَمْتُ أُناساً
وَاتَّخَذْتُ أقارباً
|
لِعَوْنِي وَلَكِنْ
أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
|
يُنادُونني في السِّلم
يا بْنَ زَبيبة ٍ
|
وعندَ صدامِ الخيلِ يا
ابنَ الأطايبِ
|
ولولا الهوى ما ذلَّ
مثلي لمثلهم
|
ولا خَضعتْ أُسدُ
الفَلا للثَّعالبِ
|
ستذكرني قومي إذا
الخيلُ أصبحتْ
|
تجولُ بها الفرسانُ
بينَ المضاربِ
|
إذا قنعَ الفتى بذميمِ
عيشِ
|
وَكانَ وَراءَ سَجْفٍ
كالبَنات
|
وَلمْ يَهْجُمْ على
أُسْدِ المنَايا
|
وَلمْ يَطْعَنْ
صُدُورَ الصَّافِنات
|
ولم يقرِ الضيوفَ إذا
أتوهُ
|
وَلَمْ يُرْوِ
السُّيُوفَ منَ الكُماة ِ
|
ولمْ يبلغْ بضربِ
الهامِ مجداً
|
ولمْ يكُ صابراً في
النائباتِ
|
فَقُلْ للنَّاعياتِ
إذا بكَتهُ
|
أَلا فاقْصِرْنَ
نَدْبَ النَّادِباتِ
|
إذا كشف الزّمانُ لك
القِناعا
|
ومدّ إليك صرفُ الدّهر
باعا
|
فلا تخش المنية وإقتحمها
|
ودافع ما استطعت لها
دفاعا
|
ولا تختر فراشا من
حرير
|
ولا تبكِ المنازل
والبقاعا
|
وحولك نِسوة يندُبن حزنا
|
ويهتكن البراقع
واللقاعا
|
يقولُ لك الطبيبُ دواك
عندي
|
إذا ما جسّ كفك
والذراعا
|
ولو عرف الطّبيبُ دواء
داء
|
يرُدّ الموت ما قاسى
النّزاعا
|
وفي يوم المصانع قد
تركنا
|
لنا بفعالنا خبرا
مشاعا
|
أقمنا بالذوابل سُوق
حرب
|
وصيّرنا النفوس لها
متاعا
|
حصاني كان دلاّل
المنايا
|
فخاض غُبارها وشرى
وباعا
|
وسيفي كان في الهيجا
طبيبا
|
يداوي رأس من يشكو الصداعا
|
أنا العبدُ الّذي
خُبّرت عنهُ
|
وقد عاينتني فدعِ
السّماعا
|
ولوأرسلتُ رُمحي مع
جبان
|
لكان بهيبتي يلقى
السِّباعا
|
ملأتُ الأرض خوفا من
حُسامِي
|
وخصمي لم يجد فيها
اتساعا
|
إذا الأبطالُ فرّت خوف
بأسي
|
ترى الأقطار باعا أوذراعا
|
إذا كان أمرُ الله
أمرا يُقدّر
|
فكيف يفرُّ المرءُ منه
ويحذرُ
|
ومن ذا يردُّ الموت أو
يدفعُ القضا
|
وضربتُهُ محتُومة ليس تعثرُ
|
لقد هان عِندي الدّهرُ
لمّا عرفتُهُ
|
وإني بما تأتي
المُلمّاتُ أخبرُ
|
وليس سباعُ البرّ مثل
ضِباعِهِ
|
ولا كلُّ من خاض
العجاجة عنترُ
|
علقمة بن عبدة بن قيس (الفحل)(العراق ؟ - 603م)
والجودُ نافِية لِلمالِ مُهلِكة
|
والبُخلُ مبق لأهليه ومذمومُ
|
والمالُ صوفُ قرار
يلعبون بهِ
|
على نِقادتهِ واف ومجلومُ
|
والحمدُ لا يُشترى
إلاّ لهُ ثمن
|
مِمّا تضِنُّ بهِ
النُّفوسُ معلومُ
|
والجهلُ ذوعرض لا يُسترادُ لهُ
|
والحِلمُ آونة في النّاسِ معدومُ
|
ومُطعمُ الغُنمِ يوم
الغُنم مُطعمُه
|
أنّى توجّه والمحرومُ محرومُ
|
ومن تعرّض لِلغربانِ يزجُرُها
|
على سلامتهِ لابُدّ مشؤومُ
|
وكلُّ بيت وإن طالت إقامتُه
|
على دعائِمِه لا بُدّ مهدُومُ
|
فإن تسألوني بالنِّساء فإنّني
|
بصير بأدواءِ النِّساء
طبيبُ
|
إذا شاب رأسُ المرءِ أو قلّ مالهُ
|
فليس له من وُدِّهِنّ
نصيبُ
|
يُرِدن ثراء المالِ
حيثُ علِمنهُ
|
وشرخُ الشّباب عندهُنّ عجيبُ
|
زهير بن أبي سلمى المزني (نجد ؟-609م)
ثمانِين حولا
لا أبا لكِ يسأمِ
|
سئِمتُ تكالِيف
الحياةِ ومن يعِش
|
ولكِنّني عن عِلمِ ما فِي غد عمِ
|
وأعلمُ ما فِي
اليومِ والأمسِ قبلهُ
|
تُمِتهُ ومِن تُخطِئ يُعمّر فيهرمِ
|
رأيتُ المنايا
خبط عشواء من تُصِب
|
يُضرّس بِأنياب
ويُوطأ بِمنسِمِ
|
ومن لم يُصانِع
في أمُور كثِيرة
|
يفِرهُ ومن لا
يتّقِ الشّتم يُشتمِ
|
ومن يجعلِ المعروف
مِن دُونِ عِرضِهِ
|
على قومِهِ يُستعن
عنهُ ويُذممِ
|
ومن يكُ ذا فضل
فيبخل بفضلِهِ
|
إِلى مُطمئِنِّ
البِرِّ لا يتجمجمِ
|
ومن يُوفِ لا يُذمم ومن يُهد قلبُهُ
|
وإِن يرق أسباب
السّماءِ بِسُلّمِ
|
ومن هاب أسباب
المنايا ينلنهُ
|
يكُن حمدُهُ ذمّا عليهِ ويندمِ
|
ومن يجعلِ المعرُوف
في غيرِ أهلِهِ
|
يُطيعُ العواِلي
رُكِّبت كلّ لهذمِ
|
ومن يعضِ أطراف
الزِّجاج فإِنّهُ
|
يُهدّم ومن
لا يظلمِ النّاس يُظلمِ
|
ومن لم يذُد
عن حوضِهِ بِسِلاِحهِ
|
ومن لم يُكرِّم
نفسهُ لم يكرّمِ
|
ومن يغترِب
يحسِب عدُوّا صدِيقهُ
|
وإِن خالها تخفى
على النّاسِ تُعلمِ
|
ومهما تكُن
عِند امرِىءِ مِن خلِيقة
|
زِيادتُهُ أو
نقصُهُ فِي التّكلّمِ
|
وكائن ترى من صامِت لك مُعجِب
|
فلم يبق إِلا
صورةُ اللّحمِ والدّمِ
|
لسانُ الفتى نِصف ونِصف فؤادُهُ
|
وإِنّ الفتى
بعد السّفاهةِ يحلُمِ
|
وإِنّ سفاه الشّيخِ
لا حِلم بعدهُ
|
ومن أكثر التّسآل
يوما سيُحرمِ
|
سألنا فأعطيتُم
وعُدنا فعُدتُم
|
ألا ليت شعري هل يرى
الناسُ ما أرى
|
من الأمرِ أو يبدو لهم
ما بدا لِيا
|
بدا لي أن النّاس تفنى
نُفُوسُهُم
|
وأموالهم ولا أرى
الدهر فانيا
|
وإنِّي متى أهبط من
الأرضِ تلعة
|
أجد أثرا قبلي جديدا
وعافيا
|
أراني إذا ما بتُّ
بتُّ على هوى
|
فثمّ إذا أصبحتُ
أصبحتُ غاديا
|
إلى حُفرة أُهدى إليها مُقِيمة
|
يحُثّ إليها سائِق من
ورائِيا
|
كأني وقد خلفتُ تسعين
حجة
|
خلعتُ بها عن منكبيّ
ردائيا
|
بدا لي أنّ اللّه حقّ
فزادني
|
إلى الحقّ تقوى اللّهِ
ما كان بادِيا
|
بدا لي أني لستُ
مُدرِك ما مضى
|
ولا سابِقا شيئا إذا
كان جائِيا
|
وما إن أرى نفسي تقيها
كريمتي
|
وما إن تقي نفسي
كريمة ماليا
|
ألا لا أرى على
الحوادثِ باقِيا
|
ولا خالِدا إلاّ
الجِبال الرّواسِيا
|
وإلاّ السّماء
والبِلاد وربّنا
|
وأيّامنا معدُودة واللّيالِيا
|
أراني إذا ما شئتُ
لاقيتُ آية
|
تذكرني بعض الذي كنتُ
ناسيا
|
ألم تر أنّ الله أهلك
تبعا
|
وأهلك لقمان بن عاد
وعاديا
|
وأهلك ذا القرنينِ من
قبلِ ما ترى
|
وفرعون أردى جندهُ
والنجاشيا
|
ألا لا أرى ذا
إمّة أصبحت بِهِ
|
فتترُكُهُ الأيّامُ
وهي كما هيا
|
مِن الشّرّ لو أنّ
امرأ كان ناجِيا
|
من العيشِ لوأنّ أمرأ
كان ناجيا
|
الحصين بن حمام الفزاري(نجد ؟ - 612م)
لعمرُك ما لام اِمرءا
مِثلُ نفسِهِ
|
كفى لاِمرِئ إِن زلّ
بِالنفسِ لائِما
|
تأخّرتُ أستبقي الحياة
فلم أجِد
|
لِنفسي حياة مِثل أن
أتقدّما
|
فلستُ بِمُبتاعِ الحياةِ
بِسُبّة
|
ولا مُبتغ مِن رهبةِ
الموتِ سُلّما
|
ولكِن خُذوني أيّ يوم قدرتُمُ
|
عليّ فحُزّوا الرأس أن
أتكلّما
|
فلم يبق مِن ذاك إِلا
التُقى
|
ونفس
تُعالِجُ أبطالها
|
أُمور مِن اللهِ فوق
السماءِ
|
مقاديرُ تنزِلُ أنزالها
|
أعوذُ بِربّي مِن
المُخزِيات
|
يوم ترى النفسُ أعمالها
|
وخفّ الموازينُ
بِالكافِرين
|
وزُلزِلتِ
الأرضُ زِلزالها
|
ونادى مُناد بِأهلِ
القُبورِ
|
فهبّوا لِتُبرِز أثقالها
|
وسُعِّرتِ النارُ فيها
العذابُ
|
وكان
السلاسِلُ أغلالها
|
أبوطالب بن عبد المطلب (الحجاز 540-619م)
وأن سبيل الرُّشدِ
يُعلمُ في غد
|
وأن نعيم الدِّهرِ ليس
بدائمِ
|
فلا تسفهن أحلامُكم في
محمّد
|
ولا تتبعوا أمر
الغُواة ِ الأشائمِ
|
تمنِّيتُمُ أن تقتلوهُ
وإنّما
|
أمانِيُّكم هذي
كأحلامِ نائمِ
|
فإنّكم واللهِ لا
تقتلونهُ
|
ولمّا تروا قطف اللّحى
والغلاصِمِ
|
ولم تُبصروا الأحياءُ
منكُم ملاحما
|
تحومُ عليها الطّيرُ
بعد ملاحمِ
|
وتدّعوا بأرحام أواصر
بيننا
|
وقد قطع الأرحام وقعُ
الصّوارمِ
|
وتسموبخيل بعد خيل
يحثُّها
|
إلى الرّوعِ أبناءُ
الكُهولِ القماقمِ
|
من البيضِ مفضال أبيّ
على العدا
|
تمكّن في الفرعينِ في
حيِّ هاشمِ
|
أمين محبّ في العبادِ
مسوّم
|
بخاتمِ ربّ قاهر
للخواتمِ
|
يرى الناسُ بُرهانا
عليهِ وهيبة
|
وما جاهلُ أمرا كآخر
عالِمِ
|
نبيّ أناهُ الوحيُ من
عند رِّبهِ
|
ومن قال: لا يقرع بها سِنّ نادم
|
تُطيفُ به جُرثومة هاشمية
|
تُذبِّبُ عنهُ كلّ عات
وظالمِ
|
إنّ الأمين محمدا في
قومهِ
|
عِندي يفوق منازل
الأولادِ
|
لمّا تعلّق بالزِّمامِ
ضممتُهُ
|
والعِيسُ قد قلّصن
بالأزوادِ
|
فارفضّ مِن عينيّ دمع
ذارف
|
مثلُ الجُمانِ مُفرّق
ببدادِ
|
راعيتُ فيهِ
قرابة موصولة
|
وحفظتُ فيهِ
وصيّة الأجدادِ
|
ودعوتُهُ للسّيرِ بين
عُمومة
|
بِيضِ الوجوهِ مصالت
أمجادِ
|
ساروا لأبعدِ
طيّة معلومة
|
فلقد تُباعدُ طيّة ُ
المُرتادِ
|
حتى إذا ما القومُ
بصرى عاينوا
|
لاقوا على شرف من
المِرصادِ
|
حبرا فأخبرهُم حديثا
صادقا
|
عنهُ وردّ معاشر
الحُسّادِ
|
قوم يهود قد رأوا ما
قد رأوا
|
ظِلّ الغمامة ِ ثاغِري
الأكبادِ
|
ثاروا لقتلِ محمد
فنهاهُمُو
|
عنهُ وجاهد أحسن
التّجهادِ
|
وثنى بحِيراء ذريرا
فانثنى
|
في القومِ بعد تجادُل
وتعادي
|
ونهى دريسا فانتهى
لمّا نُهي
|
عن قولِ حِبر ناطق
بِسدادِ
|
سقى الله رهطا هُمو بالحُجونِ
|
قِيام وقد هجع
النُّوّمُ
|
قضوا ما قضوا في دُجى
ليلهم
|
ومُستوسِنُ الناسِ لا
يعلمُ
|
بهاليلُ غُرّ لهمُ
سورة
|
يُداوى بها الأبلحُ
المُجرِمُ
|
كشِبهِ المقاولِ عند
الحُجون
|
بل هُم أعزُّ وهُم
أعظمُ
|
لدى رجُل مُرشِد
أمرُهُ
|
إلى الحقِّ يدعو ويستعصِمُ
|
فلولا حِذاري نثا
سُبّة
|
يشيدُ بها الحاسِدُ
المُفعمُ
|
ورهبة عار على أسرتي
|
إذا ما أتى أرضنا
الموسِمُ
|
لتابعتُه غير ذي مِرية
|
ولو سِيء ذُو الرّأيِ
والمحرمُ
|
كقولِ قُصيِّ ألا
أقصروا
|
ولا تركبوا ما بهِ المأثمُ
|
فإنّا بمكة قِدما لنا
|
بها العزُّ والخطرُ
الأعظمُ
|
ومن يكُ فيها له عزّة
|
حديثا فعزّتُنا
الأقدمُ
|
ونحنُ ببطحائها
الراسبون
|
والقائدون ومن يحكمُ
|
نشأنا وكنّا قليلا بها
|
نُجيرُ وكنّا بها
نُطعمُ
|
إذا عضّ أزمُ السنينِ
الأنام
|
وحبّ القُتار بها
المُعدِمُ
|
نماني شيبة ُ ساقي
الحجيجِ
|
ومجدُ منيفُ الذُّرى
مُعلمُ
|
أوس بن حجر التميمي (نجد
530-620م)
فإنّي رأيتُ النّاس
إلاّ أقلّهُم
|
خِفاف العُهودِ
يُكثِرُون التنقّلا
|
بني أُمِّ ذي المالِ
الكثيرِ يرونهُ
|
وإن كان عبدا سيّد
الأمرِ جحفلا
|
وهُم لمقلّ المالِ
أولادُ علّة وإن
|
كان محضا في العُمومة
ِ مُخولا
|
وليس أخوك الدائمُ
العهدِ بالذي
|
يذمُّك إن ولّى
ويُرضيك مقبلا
|
ولكنه النّائي ما دمت
آمِنا
|
وصاحبُك الأدنى إذا
الأمرُ أعضلا
|
قيس بن الخطيم الأوسي(الحجاز
؟ -620م)
إذا جاوز الإثنين
سرّ فإنّهُ
|
بِنشر وتكثيرِ
الحدِيثِ قمِينُ
|
وإن ضيّع الإخوانُ
سِرّا فإنّني
|
كتُوم لأسرارِ
العشِيرِ أمينُ
|
فذلك ما قد تعلمِين
وإنّني
|
مقرّ بِسوداء الفُؤادِ
كنِينُ
|
سلي من نديمي في
النّدامى ومألفي
|
ومن هو لي عند الصّفاء
خدينُ
|
وأيّ أخي حرب إذا هي
شمرت
|
ومدرهِ خصم بعد ذاك
أكونُ
|
وهل يحذرُ الجارُ
الغريبُ فجيعتي
|
وخوني وبعضُ
المُقرِفين خؤونُ
|
وما لمعت عيني لِغِرّة
ِ جارة
|
ولا ودّعت بالذّمّ حين
تبينُ
|
أبى الذّمّ نمتني
جدودهم
|
لجلد على ريبِ
الخُطوبِ متِينُ
|
أمرُّ على الباغي
ويغلظُ جانبي
|
وذو القصدِ
أحلو لهُ وألينُ
|
وإنّي لأعتامُ الرّجال
بِخُلّتي
|
أُولي الرّأيِ في
الأحداثِ حِين تحِينُ
|
من يكُ غافلا لم يلق
بؤسا
|
يُنِخ يوما بساحتهِ
القضاءُ
|
تناولُهُ بناتُ
الدّهرِ حتّى
|
تثلِّمهُ كما انثلم
الإناء
|
وكلُّ شديدة نزلت بحيّ
|
سيأتي بعد شدّتها رخاء
|
فقُل للمُتّقي عرض
المنايا
|
توقّ وليس ينفعُك
اتّقاء
|
فلا يعطى الحريصُ
غنى لحرص
|
وقد ينمي لذي العجزِ
الثّراء
|
غنيُّ النّفسِ ما
استغنى غنيّ
|
وفقرُ النّفسِ ما
عمِرت شقاء
|
بعضُ القولِ ليس لهُ عِياج
|
كمخضِ الماء ليس له إتاءُ
|
يصُوغُ لك اللّسانُ
على هواهُ
|
ويفضحُ أكثر القِيلِ البلاء
|
وما بعضُ الإقامة ِ في دِيار
|
يكونُ بها الفتى إلاّ عناء
|
ولم أر كامرِىء يدنو لِخسف
|
لهُ في الأرضِ سير وانتواء
|
وبعضُ خلائقِ الأقوامِ داء
|
كداء الكشحِ ليس لهُ شفاء
|
ألا من مبلغُ الشّعراء عنّي
|
فلا ظُلم لديّ ولا ابتِداء
|
ولستُ بعابطِ الأكفاء ظلما
|
وعندي للملمّاتِ اجتزاء
|
يحبُّ المرءُ أن يلقى مناهُ
|
وبأبى الله إلاّ ما يشاء
|
وليس بنافع ذا البخلِ مال
|
ولا مُزر بِصاحِبهِ السّخاءُ
|
وبعضُ الدّاء مُلتمس شِفاهُ
|
وداءُ النُّوكِ ليس
لهُ شفاءُ
|
يودُّ المرءُ ما تعدُ الليّالي
|
وكان فناؤهن له فناءُ
|
كذاك الدّهرُ يصرِفُ حالتيهِ
|
ويعقبُ طلعة الصُّبحِ المساءُ
|
فإنّ الضّغط قد يحوِي وِعاء
|
ويترُكُهُ إذا فرغ الوِعاءُ
|
أمية بن أبي الصلت الثقفي (الحجاز ؟ - 626م)
غذوتك مولودا وعُلتُك يافعا
|
تُعلُّ
بما أُحني عليك وتنهلُ
|
اذا ليلة نابتك بالشكو لم أبِت
|
لشكواك
إلاّ ساهرا أتململُ
|
كأنيّ أنا المطروق دونك بالذي
|
طُرقت به دوني فعيناي تهمُلُ
|
تخاف الردى نفسي عليك وإنني
|
لأعلمُ
إن الموت حتم مؤجلُ
|
فلمّا بلغت السن والغاية التي
|
إليها مدى ما كنتُ فيك أُؤملُ
|
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
|
كأنّك أنت المنعمُ المتفضلُ
|
فليتك إذ لم ترع حقّ أبوتي
|
فعلت كما الجار المجاور يفعلُ
|
زعمت بأني قد كبرت وعبتني
|
و لم يمضِ لي في السن ستون كُمّلُ
|
وسميتني باسم المفنّدِ رأيُه
|
وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقلُ
|
تراقب مني عثرة أو تنالـها
|
هبِلت وهذا منك رأي مضللُ
|
وإنّك إذ تبقي لجامي موائلا
|
برأيك شابّا مرة لمغفّلُ
|
وما صولة الحِقِّ الضئيل وخطرُهُ
|
إذا خطرت يوما قساورُ بُزّلُ
|
تراه مُعِدّا للخلاف كأنه
|
بِردّ على أهل الصواب موكلُ
|
ولكنّ من لا يلق أمرا ينوبه
|
بِعُدّتِهِ ينزِل به وهو أعزلُ
|
جزى اللـهُ الأجلُّ المرء نوحا
|
جزاء البِرّ ليس لـه كِذابُ
|
بما حملت سفينتُهُ وأنجت
|
غداة أتاهمُ الموتُ القُلابُ
|
وفيها من أرومته عيال
|
لديه لا الظِّماءُ ولا السّغابُ
|
وإذ هم لا لبوس لـهم تقيهم
|
وإذ صمُّ السِّلام لـهم رِطابُ
|
عشية أرسل الطوفان تجري
|
وفاض الماءُ ليس لـه جِرابُ
|
على أمواجِ أخضر ذي حبيك
|
كأنّ سُعار زاخره الـهضابُ
|
وأُرسلت الحمامة بعد سبع
|
تدُلُّ على المهالك لا تهابُ
|
تلمّسُ هل ترى في الأرض عينا
|
وغايته بها الماء العبابُ
|
فجاءت بعدما ركضت بِقِطف
|
عليه الثأطُ والطينُ الكُثابُ
|
فلمّا فرّشوا الآيات صاغوا
|
لـها طوقا كم عُقِد السِّخابُ
|
إذا ماتت تورِّثُه بنيها
|
وإن تُقتل فليس لـها استلابُ
|
بآيةِ قام ينطق كل شيء
|
وخان
أمانة الديك الغرابُ
|
كذي الأفعى يربيها لديه
|
وذي الجنيّ أرسلـها تُسابُ
|
فلا رب المنية يأمننها
|
ولا الجنيُّ أصبح يُستتابُ
|
بإذن اللـه فاشتدت قواهم
|
على ملكين وهي لـهم وثابُ
|
وفيها من عباد اللـه قوم
|
ملائكُ ذُلِّلوا وهُمُ صِعابُ
|
سراةُ صلابة خلقاء صيغت
|
تُزِلّ الشمس ليس لـها إيابُ
|
وأعلاق الكواكب مرسلات
|
تردّدُ والرياحُ لـها ركابُ
|
واعلاط النجوم معلقات
|
كحبل القِرقِ غايتها النِّصابُ
|
غيوث تلتقي الأرحامُ فيها
|
تُحِلُّ بها الطّروقةُ واللِّجابُ
|
وترذى الناب والجمعاء فيه
|
بوحش الأصمتينِ لـه ذبابُ
|
ميمون بن قيس الوائلي (الأعشى) (نجد ؟-628م)
فآليتُ لا أرثي لها
مِن كلالة
|
ولا من حفى حتى تزور محمّدا
|
متى ما تُناخي عند
بابِ ابنِ هاشِم
|
تريحي ويلقي من
فواصلهِ يدا
|
نبي يرى ما لاترون
وذكرهُ
|
أغار لعمرِي في
البِلادِ وأنجدا
|
لهُ صدقات ما تغبّ
ونائل
|
وليس عطاءُ اليومِ
مانعهُ غدا
|
أجِدِّك لم تسمع
وصاة مُحمّد
|
نبيِّ الإلهِ حِين
أوصى وأشهدا
|
إذا أنت لم ترحل بِزاد
مِن التّقى
|
ولاقيت بعد الموتِ من
قد تزوّدا
|
ندِمت على أن لا تكُون
كمِثلِهِ
|
وأنك لم ترصد لما كان
أرصدا
|
فإيّاك والميتاتِ لا
تأكُلنّها
|
ولا تأخُذن سهما حديدا
لتفصِدا
|
وذا النُّصُب المنصُوب
لا تنسُكنّهُ
|
ولا تعبُدِ الأوثان
والله فاعبُدا
|
وصلّ حينِ العشيّاتِ
والضّحى
|
ولا تحمدِ الشّيطان
والله فاحمدا
|
ولا السّائِلِ
المحرُوم لا تترُكنّهُ
|
لعاقبة ولا الأسير المقيّدا
|
ولا تسخرن من بائِس ذي
ضرارة
|
ولا تحسبنّ المرء يوما
مخلّدا
|
ولا تقربنّ جارة إنّ سِرّها
|
عليك حرام فانكِحن أو
تأبّدا
|
لبيد بن ربيعة العامري (نجد ؟ - 661م)
ومُغذمِر لِحُقُوقِها
هضّامُها
|
وُمقسِّم يُعطِي
العشِيرة حقّها
|
سمح كسُوبُ رغائِب
غنّامُها
|
فضلا وذُو كرم يُعِينُ
على النّدى
|
ولِكُلِّ قوم سُنّة
وإِمامُها
|
مِن معشر سنّت لهُم آباؤهُم
|
إِذ لا يميل مع الهوى أحلامُها
|
لا يطبعُون ولا يبُورُ فعالُهُم
|
قسم الخلائِق بيننا علاُمها
|
فاقنع بما قسم الملِيكُ فإِنّما
|
أوفى بِأوفرِ حظّنا قسّامُها
|
وإِذا الأمانةُ قُسِّمت
في معشر
|
فسما إِليهِ كهلُها وغُلامُها
|
فبني لنا بيتا رفِيعا سمكُهُ
|
وهُمُ فوارِسُها وهُم
حُكّامُها
|
وهُمُ السّعادةُ اذا
العشيرةُ أُفظِعت
|
والُمرمِلاتِ إِذا تطاول عامُها
|
وهُمُ ربيع للمُجاوِرِ
فِيهِمُ
|
أو أن يميل مع العدُو لِئامُها
|
وهُمُ العشِيرةُ أن يُبطِّىء
حاسِد
|
إنّ تقوى ربِّنا خيرُ
نفل
|
وبإذنِ اللّهِ ريثي
وعجل
|
أحمدُ الله فلا نِدّ
لهُ
|
بيديهِ الخيرُ ما شاء
فعل
|
من هداهُ سُبُل الخيرِ
اهتدى
|
ناعِم البالِ ومن شاء
أضلّ
|
فإذا جُوزيت قرضا
فاجزِهِ
|
إنّما يجزي الفتى ليس
الجمل
|
أعمِلِ العِيس على
عِلاّتِها
|
إنّما يُنجِحُ أصحابُ
العمل
|
وإذا رُمت رحِيلا
فارتحِل
|
واعصِ ما يأمُرُ توصِيمُ الكسل
|
واكذِبِ النّفس إذا
حدّثتها
|
إنّ صدق النّفسِ يُزري
بالأمل
|
غير أن لا تكذبِنها في
التُّقى
|
واخزُها بالبرِّ للّهِ الأجلّ
|
ألا تسألانِ المرء
ماذا يُحاوِلُ
|
أنحب فيُقضى أم ضلال
وباطِلُ
|
حبائِلُهُ
مبثُوثة بسبيلهِ
|
ويفنى إذا ما أخطأتهُ
الحبائِلُ
|
إذا المرءُ أسرى
ليلة ظنّ أنهُ
|
قضى عملا والمرء ما
عاش عامِلُ
|
فقُولا لهُ إن كان
يقسِمُ أمرهُ
|
ألمّا يعِظك الدّهرُ
أُمُّك هابلُ
|
فتعلم أن لا أنت
مُدرِكُ ما مضى
|
ولا أنت ممّا تحذرُ
النّفسُ وائِلُ
|
فإن أنت لم تصدُقك
نفسُك فانتسب
|
لعلّك تهديك القُرُونُ
الأوائِلُ
|
فإن لم تجِد مِن دونِ
عدنان باقيا
|
ودون معدّ فلتزعك
العواذِلُ
|
أرى الناس لا يدرُون
ما قدرُ أمرِهم
|
بلى كلُّ ذي لُبّ إلى اللّهِ واسِلُ
|
ألا كُلُّ شيء ما خلا
اللّهُ باطِلُ
|
وكلُّ نعيم لا
محالة زائِلُ
|
وكلُّ أُناس سوف
تدخُلُ بينهُم
|
دُويهة تصفرُّ مِنها الأنامِلُ
|
وكلُّ امرىء يوما سيعلمُ سعيهُ
|
إذا كُشِّفت عند
الإلهِ المحاصِلُ
|
بلينا وما تبلى
النجومُ الطّوالِعُ
|
وتبقى الجِبالُ بعدنا
والمصانِعُ
|
وقد كنتُ في أكنافِ
جارِ مضنّة
|
ففارقني جار بأربد
نافِعُ
|
فلا جزِع إن فرّق الدّهرُ
بيننا
|
وكُلُّ فتى يوما بهِ الدّهرُ فاجِعُ
|
فلا أنا يأتيني طريف
بِفرحة
|
ولا أنا مِمّا أحدث
الدّهرُ جازِعُ
|
وما النّاسُ إلاّ
كالدّيارِ وأهلها
|
بِها يوم حلُّوها
وغدوا بلاقِعُ
|
وما المرءُ إلاّ
كالشِّهابِ وضوئِهِ
|
يحورُ رمادا بعد إذ
هُو ساطِعُ
|
وما البِرُّ إلاّ
مُضمرات من التُّقى
|
وما المالُ إلاّ
مُعمرات ودائِعُ
|
وما المالُ والأهلُون
إلاّ وديعة
|
ولابُدّ يوما أن تُردّ
الودائِعُ
|
ويمضُون أرسالا
ونخلُفُ بعدهم
|
كما ضمّ أُخرى
التّالياتِ المُشايِعُ
|
وما الناسُ إلاّ
عاملانِ فعامِل
|
يتبِّرُ ما يبني وآخرُ
رافِعُ
|
فمِنهُم سعيد آخِذ
لنصِيبِهِ
|
ومِنهُم شقيّ بالمعيشة
ِ قانِعُ
|
أليس ورائي إن تراخت
منيّتي
|
لُزُومُ العصا تُحنى
عليها الأصابعُ
|
أخبّرُ أخبار القرونِ
التي مضت
|
أدب كأنّي كُلّما قمتُ
راكعُ
|
فأصبحتُ مثل السيفِ
غير جفنهُ
|
تقادُمُ عهدِ القينِ
والنّصلُ قاطعُ
|
فلا تبعدن إنّ
المنية موعد
|
عليك فدان للطُّلُوعِ
وطالِعُ
|
أعاذل ما يُدريكِ إلاّ
تظنيّا
|
إذا ارتحل الفتيانُ من
هو راجعُ
|
تُبكِّي على إثرِ
الشّبابِ الذي مضى
|
ألا إنّ أخدان
الشّبابِ الرّعارِعُ
|
أتجزعُ مِمّا أحدث
الدّهرُ بالفتى
|
وأيُّ كريم لم تُصِبهُ
القوارِعُ
|
لعمرُك ما تدري الضّوارِبُ
بالحصى
|
ولا زاجِراتُ الطّيرِ
ما اللّهُ صانِعُ
|
سلُوهُنّ إن كذّبتموني
متى الفتى
|
يذوقُ المنايا أو متى
الغيثُ واقِعُ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق