حكم شعراء الجاهلية-1
من كتاب (خمسون ألف بيت من الشعر)
من كتاب (خمسون ألف بيت من الشعر)
الدكتور منصور أبوشريعة
العبادي
الكتاب متوفر على الموقع التالي
مالك بن فهم الأزدي (اليمن ؟ - 321م)
فيا عجبا
لمن ربّيتُ طِفلا
|
أُلقِّمُه
بأطرافِ البنانِ
|
جزاهُ
الله من ولد جزاء
|
سُليمة
إِنّهُ شرا جزاني
|
أُعلِّمُه
الرماية كُلّ يوم
|
فلمّا
اشتدّ ساعِدهُ رماني
|
وكم
علمتُه نظم القوافي
|
فلما قال
قافية هجاني
|
أعلّمه
الفُتُوّة كل وقت
|
فلمّا طرّ
شارِبُه جفاني
|
رمى عيني
بِسهم أشقذيّ
|
حديد
شفرتاهُ لهذمانِ
|
توخّاني
بِقدح شكّ قلبي
|
دقيق قد
برته الراحتان
|
فأهوى
سهمه كالبرقِ حتىّ
|
أصاب به
الفؤاد وما أتّقاني
|
فلا ظفرتِ
يداهُ حين يرمي
|
وشُلّت
منه حامِلةُ البنانِ
|
فبكوا يا
بنيّ عليّ حولا
|
ورثُّوني
وجازوا من رماني
|
لقيط بن يعمر الإيادي (العراق ؟-380م)
أبلغ إيادا وخلّل في
سراتهم
|
إني أرى الرأي إن لم
أعص قد نصعا
|
لا الحرثُ يشغلُهم بل
لا يرون لهم
|
من دون بيضتِكم رِيّا
ولا شِبعا
|
وأنتمُ تحرثون الأرض
عن سفه
|
في كل معتمل تبغون
مزدرعا
|
يا لهف نفسي إن كانت
أموركم
|
شتى ّوأُحكِم أمر
الناس فاجتمعا
|
اشروا تلادكم في حرز
أنفسكم
|
وحِرز نسوتكم لا
تهلكوا هلعا
|
ولا يدع بعضُكم بعضا
لنائبة
|
كما تركتم بأعلى
بيشة النخعا
|
وتُلقحون حِيال الشّول
آونة
|
وتنتجون بدار القلعة ِ
الرُّبعا
|
اذكوا العيون وراء السرحِ
واحترسوا
|
حتى ترى الخيل من
تعدائها رُجُعا
|
فإن غُلبتم على ضنّ
بداركم
|
فقد لقيتم بأمرِ حازم
فزعا
|
لا تلهكم إبلُ ليست
لكم إبلُ
|
إن العدو بعظم منكم
قرعا
|
هيهات لا مال من زرع
ولا إبل
|
يُرجى لغابركم إن
أنفكم جُدِعا
|
لا تثمروا المال
للأعداء إنهم
|
إن يظفروا يحتووكم
والتّلاد معا
|
والله ما انفكت
الأموال مذ أبدُ
|
لأهلها أن أصيبوا
مرة تبعا
|
يا قومُ إنّ لكم من
عزّ أوّلكم
|
إرثا قد أشفقت أن
يُودي فينقطعا
|
ومايرُدُّ عليكم عزُّ
أوّلكم
|
أن ضاع آخره أو ذلّ
فاتضعا
|
فلا تغرنكم دنيا ولا
طمعُ
|
لن تنعشوا بزماع ذلك
الطمعا
|
يا قومُ بيضتكم لا
تفجعنّ بها
|
إني أخافُ عليها
الأزلم الجذعا
|
يا قومُ لا تأمنوا إن
كنتمُ غُيُرا
|
على نسائكم كسرى وما
جمعا
|
هو الجلاء الذي يجتثُّ
أصلكم
|
فمن رأى مثل ذا رأيا
ومن سمعا
|
قوموا قياما على أمشاط
أرجلكم
|
ثم افزعوا قد ينال
الأمن من فزعا
|
فقلدوا أمركم لله دركم
|
رحب الذراع بأمر الحرب
مضطلعا
|
لا مترفا إن رخاءُ
العيش ساعده
|
ولا إذا عضّ مكروهُ به
خشعا
|
مُسهّدُ النوم تعنيه
ثغوركم
|
يروم منها إلى الأعداء
مُطّلعا
|
ما انفك يحلب درّ
الدهر أشطره
|
يكون مُتّبعا طورا
ومُتبِعا
|
وليس يشغله مال
يثمّرُهُ
|
عنكم ولا ولد يبغى له
الرفعا
|
حتى استمرت على شزر
مريرته
|
مستحكم السنِ لا قمحا
ولا ضرعا
|
أحيحة بن الجلاح الأوسي (الحجاز ؟- 498م)
صحوتُ عنِ الصِبا
والدهرُ غولُ
|
ونفسُ المرءِ آمِنة
قتولُ
|
ولو أنّي أشاءُ نعِمتُ حالا
|
وباكرني صبوح أو نشيلُ
|
ولاعبني على الأنماطِ لُعس
|
على أفواهِهِنّ
الزنجبيلُ
|
ولكِنّي جعلتُ إِزاء مالي
|
فأقلل بعد ذلك أو أنيل
|
فهل مِن كاهِن أوذي إِله
|
إِذا ما حان مِن ربّ
أُفولُ
|
يُراهِنُني فيُرهِنُني بنيهِ
|
وأُرهِنُهُ بنِيّ بِما أقولُ
|
وما يدري الفقيرُ متى غِناهُ
|
وما يدري الغنِيُّ متى يُعيلُ
|
وما تدري وإِن ألقحت شولا
|
أتُلقحُ بعد ذلِك أم تحيلُ
|
وما تدري إِذا ذمّرت سقبا
|
لِغيرِك أم يكونُ لك الفصيلُ
|
وما تدري وإِن أجمعت أمرا
|
بِأيِّ الأرضِ
يُدرِكُك المقيلُ
|
لعمرُ أبيك ما يُغني مقامي
|
مِن الفِتيانِ أنجيهِ
حُفولُ
|
يرومُ ولا يُعلِّصُ مُشمعِلّا
|
عنِ العوراءِ مضجعُهُ ثقيلُ
|
تبوع لِلحليلةِ حيثُ كانت
|
كما يعتادُ لقحتهُ الفصيلُ
|
وقد علِمت بنو عمرو
بِأنّي
|
مِن السرواتِ أعدلُ ما يميلُ
|
وما مِن أُخوة كثُروا وطابوا
|
بِناشِئة لِأمّهمُ الهبولُ
|
ستُشكِلُ أو يُفارِقُها بِنوها
|
سريعا أو يهِمُّ بِهِم قبيلُ
|
تفهّم أيُّها الرجُلُ الجهولُ
|
ولا يذهب بِك الرأيُ الوبيلُ
|
فإِنّ الجهل محمِلُهُ خفيف
|
وإِنّ الحِلم محمِلُهُ ثقيلُ
|
وإِنّي لصرّام ولم يُخلِقِ الهوى
|
جميل فِراقي حين تبدو الشرايِعُ
|
وإِنّي لأستبقي إِذا العُسرُ مسّني
|
بشاشة نفسي حين تُبلى المنافِعُ
|
وأعفي عن قومي ولو شِئتُ نوّلوا
|
إِذا ما تشكّى
المُلحِفُ المُتضارِعُ
|
مخافة أن أقلى إِذا
شِئتُ سائِلا
|
وتُرجِعني نحو
الرِجالِ المطامِعُ
|
فأسمع مِنّا أو أُشرِّف مُنعِما
|
وكُلُّ مُصادي نِعمة مُتواضِعُ
|
وأُعرِضُ عن أشياء لو شِئتُ
نِلتُها
|
حياء إِذا ماكان فيها مقاذِعُ
|
ولا أدفعُ اِبن العمِّ يمشي على شفا
|
ولو بلغتني مِن أذاهُ الجنادِعُ
|
ولكِن أُواسيهِ وأنسى ذُنوبهُ
|
لِتُرجِعهُ يوما إِليّ الرواجِعُ
|
وأُفرِشُهُ مالي
وأحفظُ عيبهُ
|
لِيسمع إِنّي لا أُجازِهِ سامِعُ
|
وحسبُك مِن جهل وسورِ صنيعة
|
مُعاداة ذي القُربى
وإِن قيل قاطِعُ
|
فأسلِم عناك الأهل
تسلم صُدورُهُم
|
ولا بُدّ يوما أن
يروعك رايِعُ
|
فتبلوهُ ما سلّفت حتّى يرُدّهُ
|
إِليك الجوازي وافِرا والصنايِعُ
|
فإِن تُبلِ عفوا يُعف
عنك وإِن تكُن
|
تُقارِعُ بِالأُخرى
تُصِبك القوارِعُ
|
ولا تبتدِع حربا
تُطيقُ اِجتِنابها
|
فيلحمك الناس الحُروبُ البدايِعُ
|
المهلهل بن ربيعة التغلبي (نجد ؟-531م)
لِكُلِّ أُناس مِن
معدّ عِمارة
|
عروض إِليها يلجؤون وجانِبُ
|
لُكيز لها البحرانِ والسيفُ كُلُّهُ
|
وإِن يأتِها بأس مِن الهِندِ كارِبُ
|
تطاير عن أعجازِ حوش كأنّها
|
جهام أراق ماءهُ فهو آئِبُ
|
وبكر لها ظهر العِراقِ وإِن تشأ
|
يحُل دونها مِن
اليمامةِ حاجِبُ
|
وصارت تميم بين قُفّ ورملة
|
لها مِن حِبال مُنتأى ومذاهِبُ
|
وكلب لها خبت فرملةُ عالِج
|
إِلى الحرّةِ الرجلاءِ
حيثُ تُحارِبُ
|
وغسّانُ حيّ عِزُّهُم
في سِواهُمُ
|
يُجالِدُ عنهُم مِقنب وكتائِبُ
|
وبهراءُ حيّ قد علِمنا مكانهُم
|
لهُم شرك حول
الرُصافةِ لاحِبُ
|
وغارت إِياد في
السوادِ ودونها
|
برازيقُ عُجم تبتغي من تُضارِبُ
|
ولخم مُلوكُ الناسِ
يُجبى إِليهِمُ
|
إِذا قال مِنهُم قائِل
فهو واجِبُ
|
ونحنُ أُناس لا حِجاز بِأرضِنا
|
مع الغيثِ ما نُلقى
ومن هُو
غالِبُ
|
ترى رائِداتِ الخيلِ
حول بُيوتِنا
|
كمِعزى الحِجازِ
أعجزتها الزرائِبُ
|
أمرؤ القيس الكندي (نجد 496-544م)
اجارتنا إن الخطوب
تنوب
|
وإني مقيم ما أقام
عسيب
|
اجارتنا انا غريبان ها
هنا
|
وكل غريب للغريب نسيب
|
فأن تصلينا فالقرابة
بيننا
|
وان تصرمينا فالغريب
غريب
|
اجارتنا مافات ليس
يؤؤب
|
وما هو آت في الزمان
قريب
|
وليس غريبا من تناءت
دياره
|
ولكن من وارى التراب
غريب
|
أراهُنّ لا يُحبِبن من
قلّ مالُهُ
|
ولا من رأين الشيب فيه
وقوّسا
|
وما خفتُ تبريح الحياة
كما أرى
|
تضِيقُ ذِرِاعي أن
أقوم فألبسا
|
فلو أنها نفس تموتُ
جميعة
|
ولكِنّها نفس تساقطُ
أنفُسا
|
وبدلت قرحا داميا بعد
صحة
|
فيا لك من نعمى تحوّلن
أبؤسا
|
لقد طمح الطّمّاحُ من
بُعد أرضِهِ
|
ليلبسني من دائه ما
تلبسا
|
ألا إن بعد العُدم
للمرء قنوة
|
وبعد المشيبِ طول عُمر
وملبسا
|
أقبلتُ مُقتصِدا وراجعني
|
حلمي وسدد للتقى فعلي
|
والله أنجحُ ما طلبتُ بِهِ
|
والبرّ خير حقيبة ِ الرحل
|
ومِن الطّرِيقة ِ
جائِر وهُدى
|
قصدُ السبيل ومنه ذو دخل
|
إني لأصرمُ من يصارمني
|
وأجد وصل من ابتغى وصلي
|
وأخِي إخاء ذِي
مُحافظة
|
سهل الخليقة ِ ماجدِ الأصل
|
حلو إذا ما جئتُ قال ألا
|
في الرحبِ أنت ومنزل السهل
|
ثابت بن أوس الأزدي (الشنفرى) (اليمن ؟-554م)
وفي الأرض منأى للكريم
عن الأذى
|
وفيها لمن خاف القِلى مُتعزّلُ
|
لعمرُك ما بالأرض ضيق على أمرئ
|
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقلُ
|
وإن مدت الأيدي إلى
الزاد لم أكن
|
بأعجلهم إذ أجشعُ القومِ أعجل
|
وما ذاك إلا بسطة عن
تفضل
|
عليهِم وكان الأفضل المتفضِّلُ
|
وإني كفاني فقدُ من
ليس جازيا
|
بِحُسنى ولا في قربه مُتعلّلُ
|
ولستُ بمهيافِ يُعشِّى سوامهُ
|
مُجدعة سُقبانها وهي بُهّلُ
|
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ
بعرسِهِ
|
يُطالعها في شأنه كيف
يفعلُ
|
ولا خرِق هيق كأن فُؤادهُ
|
يظلُّ به المكّاءُ
يعلو ويسفُلُ
|
ولا خالفِ داريّة مُتغزِّل
|
يروحُ ويغدو
داهنا يتكحلُ
|
ولستُ بِعلّ شرُّهُ
دُون خيرهِ
|
ألفّ إذا ما رُعته اهتاج أعزلُ
|
أُدِيمُ مِطال الجوعِ
حتى أُمِيتهُ
|
وأضربُ عنه الذِّكر
صفحا فأذهلُ
|
وأستفُّ تُرب الأرضِ
كي لا يرى لهُ
|
عليّ من الطّولِ
امرُؤ مُتطوِّلُ
|
ولولا اجتناب
الذأم لم يُلف مشرب
|
يُعاش به إلا لديِّ
ومأكلُ
|
ولكنّ نفسا مُرة لا
تقيمُ بي
|
على الضيم إلا ريثما أتحولُ
|
وأطوِي على الخُمص
الحوايا كما
|
انطوت خُيُوطةُ ماريّ
تُغارُ وتفتلُ
|
وأغدو على القوتِ
الزهيدِ كما غدا
|
أزلُّ تهاداه
التّنائِفُ أطحلُ
|
فإني لمولى الصبر أجتابُ بزّه
|
على مِثل قلب
السِّمع والحزم أنعلُ
|
وأُعدمُ أحيانا وأُغنى
وإنما
|
ينالُ الغِنى ذو البُعدةِ
المتبذِّلُ
|
فلا جزع من خِلة
مُتكشِّف
|
ولا مرِح تحت الغِنى
أتخيلُ
|
ولا تزدهي الأجهال
حِلمي ولا أُرى
|
سؤولا بأعقاب
الأقاويلِ أُنمِلُ
|
السموأل بن عاديا (الحجاز ؟-560م)
إذا المرءُ لم يُدنس
مِن اللُؤمِ عِرضُهُ
|
فكُلُّ رِداء يرتديهِ
جميلُ
|
وإِن هُو لم يحمِل على
النفسِ ضيمها
|
فليس إِلى حُسنِ
الثناءِ سبيلُ
|
تُعيِّرُنا أنّا قليل
عديدُنا
|
فقُلتُ لها إِنّ
الكِرام قليلُ
|
وما قلّ من كانت
بقاياهُ مِثلنا
|
شباب تسامى لِلعُلى
وكُهولُ
|
وما ضرّنا أنّا قليل
وجارُنا
|
عزيز وجارُ الأكثرين
ذليلُ
|
لنا جبل يحتلُّهُ من
نُجيرُهُ
|
منيع يرُدُّ الطرف
وهُو كليلُ
|
رسا أصلُهُ تحت الثرى
وسما بِهِ
|
إِلى النجمِ فرع لا
يُنالُ طويلُ
|
هُو الأبلقُ الفردُ
الّذي شاع ذِكرُهُ
|
يعِزُّ على من رامهُ
ويطولُ
|
وإِنّا لقوم لا نرى
القتل سُبّة
|
إِذا ما رأتهُ عامِر
وسلولُ
|
يُقرِّبُ حُبُّ الموتِ
آجالنا لنا
|
وتكرهُهُ آجالُهُم فتطولُ
|
وما مات مِنّا سيِّد
حتف أنفِهِ
|
ولا طُلّ مِنّا حيثُ
كان قتيلُ
|
تسيلُ على حدِّ
الظُباتِ نُفوسُنا
|
وليست على غيرِ
الظُباتِ تسيلُ
|
صفونا فلم نكدُر وأخلص
سِرّنا
|
إِناث أطابت حملنا
وفُحولُ
|
علونا إِلى خيرِ
الظُهورِ وحطّنا
|
لِوقت إِلى خيرِ
البُطونِ نُزولُ
|
فنحنُ كماءِ المُزنِ
ما في نِصابِنا
|
كهام ولا فينا يُعدُّ
بخيلُ
|
ونُنكِرُ إِن شِئنا
على الناسِ قولهُم
|
ولا يُنكِرون القول
حين نقولُ
|
إِذا سيِّد مِنّا خلا
قام سيِّد
|
قؤُول لِما قال
الكِرامُ فعُولُ
|
وما أُخمِدت نار لنا
دون طارِق
|
ولا ذمّنا في
النازِلين نزيلُ
|
وأيّامُنا مشهورة في
عدُوِّنا
|
لها غُرر معلومة
وحُجولُ
|
وأسيافُنا في كُلِّ
شرق ومغرِب
|
بِها مِن قِراعِ
الدارِعين فُلولُ
|
مُعوّدة ألّا تُسلّ
نِصالُها
|
فتُغمد حتّى يُستباح
قبيلُ
|
سلي إِن جهِلتِ الناس
عنّا وعنهُمُ
|
فليس سواء عالِم
وجهولُ
|
فإِنّ بني الريّانِ
قطب لِقومِهِم
|
تدورُ رحاهُم حولهُم
وتجولُ
|
نطفة ما منيتُ يوم
منيتُ
|
أمرت أمرها وفيها
بريتُ
|
كنّها الله في مكان
خفِيّ
|
وخفِيّ مكانُها
لوخفِيتُ
|
ميت دهر قد كنتُ ثم
حيِيتُ
|
وحياتي رهنُ بأن
سأموتُ
|
إنّ حلمي إذا تغيب عني
|
فاعلمي أنني كبيرا
رزيتُ
|
ضيقُ الصدرِ
بالأمانة لا
|
ينـقُصُ فقرِي أمانتِي
ما بقِيتُ
|
رُبّ شتم سمِعتُه
فتصاممـتُ
|
وغيّ تركتُه فكُفِيتُ
|
ليت شِعرِي وأشعُرنّ
إذا ما
|
قربوها منشورة ودعيت
|
ألِي الفضلُ أم عليّ
إذا حُوسبتُ
|
أنيّ على الحسابِ
مقيتُ
|
وأتاني اليقينُ أني
إذا متُّ
|
مِتُّ أو رمّ أعظُمِي
مبعُوتُ
|
هل أقولنّ إذ تدارك
ذنبي
|
وتذكى عليّ إني نهيتُ؟
|
أبِفضل من الملِيكِ
ونُعمى
|
أم بذنبِ قدمتهُ
فجزيتُ
|
ينفعُ الطيبُ القليلُ
من الرزقِ
|
ولا ينفعُ الكثِيرُ
الخبِيتُ
|
فاجعلن رِزقِي الحلال
من الكسـبِ
|
وبِرّا سرِيرتِي ما
حيِيتُ
|
وأتتنِي الأنباءُ عن
مُلكِ داودُ
|
فقرت عيني بهِ ورضيتُ
|
ليس يعطى القويُّ فضلا
من الرزق
|
ولا يحرمُ الضعيفُ
الشخيتُ
|
بل لكلِّ من رزقهِ ما
قضى اللهُ
|
وإن حّز أّنفه ا
لمستميتُ
|
طرفة بن العبد البكري (البحرين
539-564م)
أرى قبر نحّام بخيل بِماله
|
كقبرِ غوِيِّ في
البطالةِ
مُفسِدِ
|
ترى جشوتينِ من تُراب عليهما
|
صفائحُ صُمِّ من صفيح مُنضّدِ
|
أرى الموت يعتامُ الكِرام ويصطفي
|
عقِيلة مالِ الفاِحشِ اُلمتشدِّدِ
|
أرى العيش كنزا ناقصا كلّ ليلة
|
وما تنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ ينفدِ
|
لعمرُك إِنّ الموت ما أخطأ الفتى
|
لكالطّولِ اُلمرخى وثِنياهُ بِاليدِ
|
وظُلمُ ذوي القُربى أشدُّ مضاضة
|
على المرءِ مِن وقعِ الُحسامِ الُمهنّدِ
|
ستُبدِي لك الأيّامُ ما كُنت جاهِلا
|
ويأتِيك بالأخبارِ من لم تُزوِّدِ
|
ويأتِيك بالأخبارِ من لم تبع لهُ
|
بتاتا ولم تضرِب لهُ وقت موعدِ
|
ما تنظُرون بِحقّ
وردة فيكُمُ
|
صغُر البنون ورهطُ
وردة غُيّبُ
|
قد يبعثُ الأمر العظِيم
صغيرُهُ
|
حتى تظلّ له الدماءُ
تصبّبُ
|
والظُّلمُ فرّق بين
حبّي وائِل
|
بكر تُساقيها المنايا
تغلبُ
|
قد يُوردُ الظُّلمُ
المبيِّنُ آجنا
|
مِلحا يُخالطُ
بالذعافِ ويُقشبُ
|
وقِرافُ من لا يستفيقُ
دعارة
|
يُعدي كما يُعدي
الصّحيح الأجربُ
|
والإثُم داء ليس يُرجى
بُرؤُهُ
|
والبُّر بُرء ليس فيه
معطبُ
|
والصّدقُ يألفُهُ
الكريمُ المرتجى
|
والكذبُ يألفه الدّنئُ
الأخيبُ
|
ولقد بدا لي أنّه
سيغُولُني
|
ما
غال"عادا"والقُرون فاشعبوا
|
أدُّوا الحُقوق تفِر
لكم أعراضُكم
|
إِنّ الكريم إذا
يُحرّبُ يغضبُ
|
إذا كنت في حاجة مرسلا
|
فأرسِل حكِيما ولا
تُوصِهِ
|
وإن ناصح منك يوما دنا
|
فلا تنأ عنه ولا
تُقصهِ
|
وإن بابُ أمر عليك
التوى
|
فشاوِر لبيبا ولاتعصهِ
|
وذو الحقِّ لا تنتقِص
حقّهُ
|
فإِنّ القطيعة في
نقصِهِ
|
ولا تذكُرِ الدّهر في
مجلِس
|
حديثا إذا أنت لم
تُحصهِ
|
ونُصّ الحديث إلى
أهلِهِ
|
فإن الوثيقة في نصهِ
|
ولاتحرصنّ فرُبّ امرئ
|
حريص مُضاع على
حِرصِهِ
|
وكم مِن فتى ساقِط عقلُهُ
|
وقد يُعجبُ الناسُ من
شخصِهِ
|
وآخر تحسبهُ أنوكا
|
ويأتِيك بالأمرِ مِن
فصّهِ
|
لبِستُ اللّيالي
فأفنينني
|
وسربلني الدهرُ في
قُمصهِ
|
وأعلمُ علما ليس
بالظنِّ أنّهُ
|
إذا ذلّ مولى المرءِ
فهو ذليلُ
|
وإنّ لِسان المرء ما
لم تكُن لهُ
|
حصاة على عوراتِهِ لدلِيلُ
|
وإنّ امرأ لم يعفُ
يوما فُكاهة
|
لمن لم يرد سوءا بها
لجهولُ
|
تعارفُ أرواحُ
الرّجالِ إذا التقوا
|
فمنهُم عدُو يُتّقى
وخليلُ
|
الأفوه الأودي(اليمن ؟ - 570م)
فينا
معاشِرُ لم يبنوا لِقِومِهِمُ
|
وإِنّ بني قومِهِم ما أفسدوا عادوا
|
لا
يرشُدون ولن يرعوا لِمُرشِدِهم
|
فالغيُّ مِنهُم معا والجهلُ ميعادُ
|
كانوا
كمِثلِ لُقيم في عشيرتِهِ
|
إذ أُهلِكت بِالّذي قد قدّمت عادُ
|
أو
بعده كِقُدار حين تابعهُ
|
على الغِوايةِ أقوام فقد بادوا
|
والبيتُ
لا يُبتنى إِلّا لهُ عمد
|
ولا عِماد إِذا لم تُرس أوتادُ
|
فإِن
تجمّع أوتاد وأعمِدة
|
وساكِن بلغوا الأمر الّذي كادوا
|
وإِن
تجمّع أقوام ذوو حسب
|
اِصطاد أمرهُمُ بِالرُشدِ مُصطادُ
|
لا
يصلُحُ الناسُ فوضى لا سراة
|
لهم ولا سراة إِذا جُهّالُهُم
سادوا
|
تُلفى
الأُمورُ بِأهلِ الرُشدِ ما
|
صلحت
فإِن تولّوا فبِالأشرارِ تنقادُ
|
إِذا
تولّى سراةُ القومِ أمرهُمُ
|
نما على ذاك أمرُ القومِ فاِزدادوا
|
أمارةُ
الغيِّ أن تلقى الجميع لدى ال
|
إِبرامِ لِلأمرِ والأذنابُ أكتادُ
|
كيف
الرشادُ إِذا ما كُنت في نفر
|
لهُم عنِ الرُشدِ أغلال وأقيادُ
|
أعطوا
غُواتهمُ جهلا مقادتهُم
|
فكُلُّهُم في حِبالِ الغيِّ مُنقادُ
|
حان
الرحيلُ إِلى قوم وإِن بعُدوا
|
فيهِم صلاح لِمُرتاد وإِرشادُ
|
فسوف
أجعلُ بُعد الأرضِ دونكُمُ
|
وإِن دنت رحِم مِنكُم وميلادُ
|
إِنّ
النجاة إِذا ما كُنت ذا بصر
|
مِن أجّةِ الغيِّ إِبعاد فإِبعادُ
|
والخيرُ
تزدادُ مِنهُ ما لقيت بِهِ
|
والشرُّ يكفيك مِنهُ قلّ ما زادُ
|
أَلا
عَلِّلاني وَاِعلَما أَنَّني غَرَر
|
وَما خِلتُ
يُجديني الشَفاقُ وَلا الحَذَر
|
وَما خِلتُ
يُجديني أَساتي وَقَد بَدَت
|
مَفاصِلُ
أَوصالي وَقَد شَخَصَ البَصَر
|
وَجاءَ
نِساءُ الحَيِّ مِن غَيرِ أَمرَةٍ
|
زَفيفاً
كَما زَفَّت إِلى العَطَنِ البَقَر
|
وَجاؤوا
بِماءٍ بارِدٍ وَبِغِسلَةٍ
|
فَيا لَكَ
مِن غُسلٍ سَيتبَعُهُ عِبَر
|
فَنائِحَةٌ
تَبكي وَلِلنَوحِ دَرسَةٌ
|
وأَمرٌ لَها
يَبدو وَأَمرٌ لَها يُسَر
|
وَمِنهُنَّ
مَن قَد شَقَّقَ الخَمشُ وَجهَها
|
مُسَلِّبَةً
قَد مَسَّ أَحشاءَها العِبَر
|
فَرَمّوا
لَهُ أَثوابَهُ وَتفَجَّعوا
|
ورَنَّ مُرِنّاتٌ وَثارَ بِه النَفَر
|
إِلى
حُفرَةٍ يَأوي إِلَيها بِسَعيِهِ
|
فَذَلِكَ
بَيتُ الحَقِّ لا الصوفُ وَالشَعَر
|
وَهالوا
عَلَيه التُربَ رَطباً وَيابِساً
|
أَلا كُلُّ
شَيءٍ ما سِوى تِلكَ يُجتَبَر
|
وَقالَ
الَّذينَ قَد شَجَوتُ وَساءَهُم
|
مَكاني وَما
يُغني التَأَمُّلُ وَالنَظَر
|
قِفوا
ساعَةً فَاِسَتمتِعوا مِن أَخيكُمُ
|
بِقُربٍ
وَذِكرٍ صالِحٍ حينَ يُدَّكَر
|
هدبة بن الخشرم (الحجاز ؟-574م)
طرِبت وأنت أحيانا طروبُ
|
وكيف وقد تعلّاك
المشيبُ
|
يُجِدّ النأيُ ذِكركِ
في فؤادي
|
إِذا ذهِلت عنِ النأي القُلوبُ
|
يؤرِّقُني اكتِئابُ
أبي نُمير
|
فقلبي مِن كآبتِهِ
كئيبُ
|
فقُلتُ لهُ هداك اللهُ مهلا
|
وخيرُ القولِ ذو
اللُّبِّ المُصيبُ
|
عسى الكربُ الّذي
أمسيتُ فيهِ
|
يكونُ وراءهُ فرج
قريبُ
|
فيأمن خائِف ويُفكّ عان
|
ويأتي أهلهُ النائي الغريبُ
|
ألا ليت الرياح مُسخّرات
|
بِحاجتِنا تُباكِرُ
أوتؤوبُ
|
فتُخبِرنا الشمالُ
إِذا أتتنا
|
وتُخبِر أهلنا عنّا الجنُوبُ
|
فإِنّا قد حللنا دار بلوى
|
فتُخطِئُنا المنايا
أوتُصِيبُ
|
فإِن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولّى
|
فإِنّ غدا لِناظِرِهِ
قريبُ
|
وقد علِمت سُليمى أنّ عودي
|
على الحدثانِ ذو أيد صليبُ
|
وأنّ خليقتي كرم وأنّي
|
إِذا أبدت نواجِذها
الحروبُ
|
أُعينُ على مكارِمها وأغشى
|
مكارِهها إِذا كعّ
الهيوبُ
|
وأنّي في العظائِمِ ذو
غناء
|
وأُدعى لِلفعالِ
فأستجيبُ
|
وأنّي لا يخافُ الغدر جاري
|
ولا يخشى غوائِلي
الغريبُ
|
وكم مِن صاحِب قد بان عنّي
|
رُميتُ بِفقدِهِ وهو الحبيبُ
|
فلم أُبدِ الّذي تحنوا ضُلوعي
|
عليهِ وإِنّني لأنا
الكئيبُ
|
مخافة أن يراني مُستكينا
|
عدو أو يُساء بِهِ
قريبُ
|
ويشمت كاشِح ويظُنّ أنّي
|
جزوع عِند نائِبة
تنوبُ
|
على أنّ المنيّة قد توافي
|
لِوقت والنوائِبُ قد تنوبُ
|
ألا علِّلاني قبل نوحِ النوائِحِ
|
وقبل اطِّلاعِ النفسِ
بين الجوانِحِ
|
وقبل غد يا لهف نفسي على غد
|
إِذا راح أصحابي ولستُ بِرائِحِ
|
إِذا راح أصحابي
بِفيضِ دُموعِهِم
|
وغُودِرتُ في لحد عليّ صفائِحي
|
يقولون هل أصلحتُمُ لأخيكُمُ
|
وما الرمسُ في الأرضِ القِواءِ بِصالِحِ
|
يقولون لا تبعُد وهُم يدفِنونني
|
وليس مكانُ البُعدِ
إِلا ضرائِحي
|
ولِلدّهرِ في أهلِ
الفتى وتِلادِهِ
|
نصيب كقسمِ اللحمِ أو هو أبرحُ
|
وحِبّ إِلى الإِنسانِ
ما طال عُمرهُ
|
وإِن كان يُشقى في
الحياةِ ويُقبحُ
|
تغُرُّهُم الدُنيا
وتأميلُ عيشها
|
ألا إِنّما الدُنيا
غُرور مُترِّحُ
|
وآخِرُ ما شيء يعولُك والّذي
|
تقادم تنساهُ وإِن كان يُفرِحُ
|
وفيما مضى مِن سالِفِ
الدهرِ لِلفتى
|
بلاء وفيما بعدهُ مُتمنّحُ
|
قليل مِن الفِتيانِ من
هو صابِر
|
مُثيب بِحقِّ الدهرِ
فيما يُروِّحُ
|
على أنّ عِرفانا إِذا
لم يكُن لهُم
|
يدانِ بِما لم يملِكوا
أن يُزحزحوا
|
حاتم بن عبدالله الطائي (نجد ؟-577م)
أماوي! قد طال التجنب
والهجر
|
وقد عذرتني من طلابكم
العذرُ
|
أماوي! إن المال غاد
ورائح
|
ويبقى من المال الآحاديث والذكرُ
|
أماوي! إني لا أقول
لسائل
|
إذا جاء يوما حلّ في
مالِنا نزرُ
|
أماوي! إما مانع فمبين
|
وإما عطاء لا ينهنهه
الزجرُ
|
أماوي! ما يغني
الثراءُ عن الفتى
|
إذا حشرجت نفس وضاق
بها الصدرُ
|
إذا أنا دلاني الذين
أحبهم
|
لِملحُودة زُلج جوانبُها غُبرُ
|
وراحوا عجلا ينفصون
أكفهم
|
يقولون قد دمّى
أنامِلنا الحفرُ
|
أماوي! إن يصبح صداي
بقفرة
|
من الأرض لا ماء هناك
ولا خمرُ
|
ترى أن ما أهلكت لم يك ضرني
|
وأنّ يدي ممّا بخِلتُ
بهِ صفرُ
|
أماوي! إني رب واحد
أمه
|
أجرت فلا قتل عليه ولا
أسرُ
|
وقد علِم الأقوامُ لو
أنّ حاتِما
|
أراد ثراء المال كان
له وفرُ
|
وإني لا آلو بكال ضيعة
|
فأوّلُهُ زاد وآخِرُهُ
ذُخرُ
|
يُفكّ بهِ العاني
ويُؤكلُ طيّبا
|
وما إن تعريه القداح
ولا الخمرُ
|
ولا أظلِمُ ابن العمّ
إن كان إخوتي
|
شهودا وقد أودى بإخوته الدهرُ
|
عُنينا زمانا
بالتّصعلُكِ والغِنى
|
كما الدهر في أيامه
العسر واليسرُ
|
كسينا صرُوف الدّهرِ
لِينا وغِلظة
|
وكلا سقاناه بكأسيهما
الدهرُ
|
فما زادنا بأوا على ذي
قرابة
|
غِنانا ولا أزرى
بأحسابِنا الفقرُ
|
فقِدما عصيتُ
العاذِلاتِ وسُلّطت
|
على مُصطفى مالي
أنامِلِي العشرُ
|
وما ضرّ جارا يا
ابنة القومِ
|
فاعلمي يُجاوِرُني ألا
يكون لهُ سِترُ
|
بعينيّ عن جاراتِ قومي
غفلة
|
وفي السّمعِ مني عن
حديثِهِمِ وقرُ
|
وعاذلة هبت بليل
تلومني
|
وقد غاب عيوق الثريا
فعردا
|
تلومُ على إعطائي
المال ضِلّة
|
إذا ضنّ بالمالِ
البخيلُ وصرّدا
|
تقولُ ألا أمسِك عليك
فإنّني
|
أرى المال عند
الممسكين معبّدا
|
ذريني وحالي إنّ مالكِ
وافِر
|
وكل امرئ جار على ما
تعودا
|
أعاذل! لا آلوك إلا
خليقني
|
فلا تجعلي فوقي
لِسانكِ مِبردا
|
ذرِيني يكُن مالي
لعِرضِي جُنّة
|
يقي المالُ عِرضِي قبل
أن يتبدّدا
|
أرِيني جوادا مات هزلا
لعلّني
|
أرى ما ترين أو بخيلا
مُخلّدا
|
وإلاّ فكُفّي بعض
لومكِ واجعلي
|
إلى رأي من تلحين رأيك
مسندا
|
ألم تعلمي أني إذا
الضيف نابني
|
وعزّ القِرى أقري السديف المُسرهدا
|
أسودُ سادات
العشيرة عارفا
|
ومن دونِ قومي في
الشدائد مِذودا
|
وألفى لأعراض العشيرة حافظا
|
وحقِّهِمِ حتى أكون
المُسوّدا
|
يقولون لي: أهلكت مالك
فاقتصد
|
وما كنتُ لولا ما
تقولون سيّدا
|
كلوا الآن من رزق
الإله وأيسروا
|
فإنّ على الرّحمانِ
رِزقكُمُ غدا
|
سأذخرُ من مالي دلاصا
وسابحا
|
وأسمر خطيا وعضبا
مهندا
|
وذالك يكفيني من المال
كله
|
مصوفا إذا ما كان عندي
متلدا
|
هل الدهرُ إلا اليوم
أو أمسِ أو غدُ
|
كذاك الزّمانُ بيننا
يتردّدُ
|
يردُ علينا ليلة بعد
يومها
|
فلا نحنُ ما نبقى ولا الدّهرُ ينفدُ
|
لنا أجل إما تناهى
إمامه
|
فنحن على آثاره نتوردُ
|
فأقسمت لا أمشي إلى سر
جارة
|
مدى الدهر ما دام
الحمام يغردُ
|
ولا أشتري مالا بِغدر
علِمتُهُ
|
ألا كلّ مال خالط
الغدرُ أنكدُ
|
إذا كان بعضُ المالِ
ربّا لأهلِهِ
|
فإنّي بحمدِ اللّهِ
مالي مُعبّدُ
|
يُفّكّ بهِ العاني
ويُؤكلُ طيّبا
|
ويُعطى إذا منّ البخيلُ المُطرّدُ
|
إذا ما البخيل الخب
أخمد ناره
|
أقولُ لمن يصلى بناري
أوقِدوا
|
توسّع قليلا أو يكُن
ثمّ حسبُنا
|
وموقدها الباري أعف
وأحمدُ
|
كذاك أُمورُ النّاسِ
راض دنِيّة
|
وسام إلى فرعِ العُلا
مُتورِّدُ
|
فمِنهُم جواد قد تلفّتُّ
حولهُ
|
ومنهُم لئيم دائمُ
الطّرفِ أقودُ
|
وداع دعاني دعوة فأجبته
|
وهل يدع الداعين إلا
المبلّدُ؟
|
مهلا نوار اقلي اللوم
والعذلا
|
ولا تقولي لشيء فات ما
فعلا
|
ولا تقولي لمال كنت
مهلكه مهلا
|
وإن كنت أعطي الجن
والخبلا
|
يرى البخيل سيل المال
واحدة
|
إن الجواد يرى في ماله سيلا
|
إن البخيل إذا ما مات
يتبعه
|
سُوءُ الثّناءِ ويحوي
الوارِثُ الإبِلا
|
فاصدق حديثك إن المرء
يتبعه
|
ما كان يبني إذا ما
نعشُهُ حُمِلا
|
ليت البخيل يراهُ
النّاسُ كُلُّهُمُ
|
كما يراهم فلا
يقرى إذا نزلا
|
لا تعذليني على مال
وصلت بهِ
|
رحما وخير سبيل المال
ما وصلا
|
يسعى الفتى وحِمامُ الموتِ يُدرِكُهُ
|
وكلُّ يوم يُدنّي
للفتى الأجلا
|
إني لأعلم أني سوف
يدركني
|
يومي وأصبح عن دنياي
مشتغلا
|
وما مِن شيمتي شتمُ
ابنِ عمّي
|
وما أنا مُخلِف من
يرتجيني
|
سأمنحُهُ على
العِلاّتِ حتى
|
أرى ماوِيّ أن لا يشتكيني
|
وكلمةِ حاسد من غير
جرم
|
سمِعتُ وقلتُ مرّي
فانقِذيني
|
وعابُوها عليّ فلم
تعِبني
|
ولم يعرق لها يوما
جبيني
|
وذي وجهين يلقاني طلقا
|
وليس إذا تغيّب
يأتسيني
|
نظرتُ بعينه فكففت
عنهُ
|
محافظة على حسبي وديني
|
فلُوميني إذا لم أقرِ
ضيفا
|
وأُكرِم مُكرِمي
وأُهِن مُهيني
|
أما والذي لا يعلم الغيب
غيرهُ
|
ويحيي العظام البيض
وهي رميمُ
|
لقد كنتُ أطوي البطن
والزاد يشتهى
|
مخافة يوما أن يقال لئيمُ
|
وما كان بي ما كان
والليل ملبس
|
رواق له فوق الإكام
بهيمُ
|
ألُفّ بحِلسِي الزّاد
من دونِ صُحبتي
|
وقد آب نجم واستقلّ
نُجُومُ
|
ألا لا تلُوماني على
ما تقدّما
|
كفى بصُرُوفِ الدّهرِ
للمرءِ مُحكِما
|
فإنّكُما لا ما مضى
تُدرِكانِهِ
|
ولستُ على ما فاتني
مُتندّما
|
فنفسك أكرِمها فإنّك
إن تهُن
|
عليك فلن تلفي لك
الدهر مكرما
|
أهِن للّذي تهوى
التّلاد فإنّهُ
|
إذا مُتّ كان المالُ
نهبا مُقسّما
|
ولا تشقين فيه فيسعد
وارث
|
بهِ حين تخشى أغبر
اللّونِ مُظلِما
|
يُقسّمُهُ غُنما ويشري
كرامة
|
وقد صِرت في خط من
الأرض أعظُما
|
قليل بهِ ما يحمدنّك
وارِث
|
إذا ساق مما كنت تجمع
مغنما
|
تحمل عن الذنين واستبق
ودهمُ
|
ولن تستطع الحلم حتى
تحلما
|
متى ترقِ أضغان
العشيرة ِ بالأنا
|
وكفّ الأذى يُحسم لك
الداء محسما
|
وما ابتعثتني في هواي
لجاجة
|
إذا لم أجِد فيها
إمامي مُقدّما
|
إذا شِئت ناويت امرأ
السّوءِ ما نزا
|
إليك ولاطمت اللّئيم
المُلطّما
|
وذو اللب
والتقوى حقيق إذا رأى
|
ذو طبع الأخلاق أن
يتكرّما
|
فجاور كريما واقتدح من
زنادهِ
|
وأسنِد إليهِ إن تطاول
سُلّما
|
وعوراء قد أعرضت عنها
فلم
|
يضر وذي أود قومته
فتقوما
|
وأغفِرُ عوراء الكريمِ
ادّخارهُ
|
وأصفح عن شتم اللئيم
تكرّما
|
ولا أخذِلُ
المولى وإن كان خاذِلا
|
ولا أشتمُ ابن العمّ
إن كان مُفحما
|
ولا زادني عنهُ غِنائي
تباعُدا
|
وإن كان ذا نقص من
المال مصرما
|
وإني لأقري الضّيف قبل
سؤالِهِ
|
وأطعن قدما والأسنة
ترعفُ
|
وإني لأخزى أن ترى بي
بطنة
|
وجارات بيتي طاويات
ونحفُ
|
وإني لأُغشِي أبعد
الحيّ جفنتي
|
إذا حرك الأطناب نكباء
حرجفُ
|
وإني أرمي بالعداوة
أهلها
|
وإنّي بالأعداءِ لا
أتنكّفُ
|
وإنّي لأُعطي سائلي
ولرُبّما
|
أُكلّفُ ما لا أستطيعُ
فأكلفُ
|
وإنّي لمذموم إذا قيل
حاتِم
|
نبا نبوة إن الكريم يعنفُ
|
سآبى وتأبى بي أُصُول كريمة
|
وآباء صدق
بالمودة شرِّفوا
|
وأجعل مالي دون عرضي
إنني
|
كذلِكُمُ مِمّا أُفيدُ
وأُتلِفُ
|
وأغفِرُ إن زلّت
بمولاي نعلة
|
ولا خير في
المولى وإذا كان يقرفُ
|
سأنصره إن كان للحق
نابعا
|
وإن جار لم يكثُر عليّ
التّعطّفُ
|
وإن ظلموه قمت بالسيف
دونه
|
لأنصره إن الضيف
الضعيف يؤنّفُ
|
وإنّي وإن طال
الثّواءُ لميّت
|
ويعطِمُني ماوِيّ بيت
مُسقّفُ
|
وإنّي لمجزِيّ بِما
أنا كاسِب
|
وكل امرئ رهن بما هو متلفُ
|
وإنا نهين المال في
غير ظنة
|
وما يشتكينا في السنين
ضريرها
|
إذا ما بخيل الناس هرت
كلابه
|
وشق على الضيف الضعيف
عقورها
|
فإنّي جبانُ الكلبِ
بيتي مُوطّأ
|
أجود إذا مالالنفس شح
ضميرها
|
وإن كلابي قد أهرت
وعودت
|
قليل على من يعتريني
هريرُها
|
وما تستكى قدري إذا
الناس امحلت
|
أوثقها طورا وطورا
اميرها
|
وأبرزُ قدري بالفضاء
قليلها
|
يرى غير مضمون به
وكثيرها
|
وإبلي رهن أن يكون
كريمها
|
عقِيرا أمام البيتِ
حين أُثِيرُها
|
أُشاوِرُ نفس الجُودِ
حتى تُطيعني
|
وأترُكُ نفس البُخلِ
لا أستشيرُها
|
وليس على ناري حجاب
يكنها
|
لمستوبص ليلا ولكن
أنيرها
|
فلا وأبيك ما يظلّ ابن
جارتي
|
يطوفُ حوالي قِدرِنا
ما يطورُها
|
وما تشتكيني جارتي غير
أنها
|
إذا غاب عنها بعلها لا
أزورها
|
سيبلغها خيري ويرجع
بعلها
|
إليها ولم يقصر عليّ
ستورها
|
المتلمس الضبعي (البحرين ؟-580م)
إِنّ الهوان حِمارُ
القومِ يعرِفُهُ
|
والحُرُّ يُنكِرُهُ
والرّسلةُ الأُجُدُ
|
كونوا كبكر كما قد كان
أوّلُكُم
|
ولا تكونوا كعبدِ
القيسِ إِذ قعدوا
|
يُعطون ما سُئِلوا
والخطُّ منزِلُهُم
|
كما أكبّ على ذِي
بطنِهِ الفهدُ
|
ولن يُقيم على خسف
يُسامُ بِهِ
|
إِلاّ الأذلاّنِ عيرُ
الأهلِ والوتِدُ
|
هذا على الخسفِ مربوط
بِرُمّتهِ
|
وذا يُشجُّ فما يرثي
لهُ أحدُ
|
فإِن أقمتُم على ضيم
يُرادُ بِكُم
|
فإِنّ رحلي لكُم وال
ومُعتمدُ
|
كونوا كسامة إِذا شعف
منازِلُهُ
|
إِذ قِيل جيش وجيش
حافِظ رصدُ
|
شدّ المطيّة بِالأنساعِ
فاِنحرفت
|
عُرض التنوفةِ حتّى
مسّها النجدُ
|
وفي البِلادِ إِذا ما
خِفت نائِرة
|
مشهورة عن وُلاةِ
السوءِ مُبتعدُ
|
وأعلمُ عِلم حقّ غير ظنّ
|
وتقوى اللهِ مِن خيرِ
العتادِ
|
لحِفظُ المالِ أيسرُ
مِن بُغاهُ
|
وسير في البِلادِ
بِغيرِ زادِ
|
وإِصلاحُ القليلِ
يزيدُ فيهِ
|
ولا يبقى الكثيرُ مع
الفسادِ
|
العائذ بن محصن العبدي (المثقب)(البحرين
553-587م)
أفاطمُ! قبل بينكِ
متِّعينى
|
ومنعكِ ما سألتكِ أن
تبينى
|
فلا تعِدي مواعِد
كاذِبات
|
تمر بها رياحُ الصيفِ
دوني
|
فإنِّى لو تخالفني
شمالى
|
خلافكِ ما وصلتُ بها
يميني
|
إذا لقطعتُها ولقُلتُ:
بِيني
|
كذلك أجتوى من يجتويني
|
إلى عمرو ومن عمرو
أتتني
|
أخى النّجداتِ والحلمِ
الرّصينِ
|
فإمّا أن تكون أخى
بحقِّ
|
فأعرِف منك غثِّي من
سميني
|
وإلاّ فاطّرحني
واتخذنى
|
عدُوّا أتّقيك
وتتّقيني
|
وما أدري إذا يمّمتُ
وجها
|
أُريدُ الخير أيُّهُما
يليني
|
أألخيرُ الذي أنا أبتغيهِ
|
أمِ الشّرُّ الذي هو يبتغيني
|
لا تقولنّ إِذا ما لم
تُرِد
|
أن تُتِمّ الوعد في
شيء نعم
|
حسن قولُ نعم مِن بعدِ
لا
|
وقبيح قولُ لا بعد نعم
|
إِنّ لا بعد نعم
فاحِشة
|
فبِلا فاِبدأ إِذا
خِفت الندم
|
فإِذا قُلت نعم
فاِصبِر لها
|
بِنجاحِ الوعدِ إِنّ
الخُلف ذم
|
واِعلم أنّ الذمّ نقص
لِلفتى
|
ومتى لا يتّقِ الذمّ
يُذم
|
أُكرِمُ الجار وأرعى
حقّهُ
|
إِنّ عِرفان الفتى
الحقّ كرم
|
أنا بيتي مِن معدّ في
الذُرى
|
ولِي الهامةُ والفرعُ
الأشم
|
لا تراني راتِعا في
مجلِس
|
في لُحومِ الناسِ
كالسبعِ الضرِم
|
إِنّ شرّ الناسِ من
يكشِرُ لي
|
حين يلقاني وإِن غِبتُ
شتم
|
وكلام سيِّئ قد وقرت
|
عنهُ أُذُناي وما بي
مِن صمم
|
فتعزّيتُ خشاة أن يرى
|
جاهِل أنّي كما كان
زعم
|
ولبعضُ الصفحِ
والإِعراضِ عن
|
ذي الخنا أبقى وإِن
كان ظلم
|
أجعلُ المال لِعِرضي
جُنّة
|
إِنّ خير المالِ ما
أدّى الذِّمم
|
شأس
بن نهار العبدي (الممزق) (البحرين ؟ -
؟)
هَل لِلفَتى
مِن بَناتِ الدَّهرِ مِن واقِ
|
أَم هَل
لَهُ مِن حِمَامِ المَوتِ مِن رَاقِ
|
قَد
رَجَّلُونِيَ وَما رُجِّلتُ مِن شَعَثٍ
|
وأَلبَسُونِي ثِياباً غَيرَ أَخلاقِ
|
ورَفَعوني
وَقالوا أَيُّما رَجُلٍ
|
وأَدرَجوني كَأَنِّي طَيُّ مِخراقِ
|
وَأَرسَلوا
فِتيَةً مِن خَيرِهِم حَسَباً
|
لِيُسنِدوا
في ضَريحِ التُّربِ أَطبَاقي
|
هَوِّن
عَلَيكَ وَلا تَولَع بِإِشفاق
|
فَإِنَّما
مالُنا لِلوارِثِ الباقي
|
كَأَنَّني
قَد رَماني الدَّهرُ عَن عُرُض
|
بِنافِذاتٍ بِلا ريشٍ وَأَفواقِ
|
عدي بن زيد العبادي التميمي (العراق ؟-587م)
أتعرِفُ رسم الدارِ
مِن أُمِّ معبدِ
|
نعم ورماك الشوقُ قبل
التجلُّدِ
|
أعاذِل ما أدنى الرشاد
مِن الفتى
|
وأبعدهُ مِنهُ إِذا لم
يُسدّدِ
|
أعاذِل قد لاقيت ما
يزعُ الفتى
|
وطابقت في الحِجلينِ
مشي المُقيّدِ
|
أعاذِل ما يُدريكِ أنّ
منِيّتي إلى
|
ساعة في اليومِ أو في ضُحى غدِ
|
أعاذِل من يُكتب لِهُ
الموتُ يلقهُ
|
كِفاحا ومن يُكتب لهُ
الفوزُ يسعدِ
|
أعاذِل إِنّ الجهل مِن
لذّةِ الفتى
|
وإِنّ المنايا
لِلرِجالِ بِمرصدِ
|
فذرني فمالي غير ما
أُمضِ إِن مضى
|
أمامِي مِن مالي إِذا
خفّ عُوّدي
|
وحُمّت لِميقات إِليّ
منِيّتي
|
وغودِرتُ قد وُسِّدتُ
أو لم أُوسِّدِ
|
ولِلوارِثِ الباقي مِن
المالِ فاِترُكي
|
عِتابي فإِنّي مُصلِح
غيرُ مُفسِدِ
|
أعاذِل من لا يُصلِحِ
النفس خالِيا
|
عنِ اللُبِّ لا يُرشد
لِقولِ المُفنِّدِ
|
كفى زاجِرا لِلمرءِ
أيّامُ دهرِهِ
|
تروحُ لهُ
بِالواعِظاتِ وتغتدي
|
بليتُ وأبليتُ الرِجال
وأصبحت
|
سِنون طِوال قد أتت
دون مولِدي
|
فلستُ بِمن يخشى
حوادِث تعتري
|
رِجالا فبادوا بعد
بُؤس وأسعُدِ
|
فنفسك فاِحفظها عنِ
الغيِّ والردى
|
متى تُغوِها يغو الّذي
بِك يهتدي
|
وإِن كانتِ النعماءُ
عِندك لِاِمرِئ
|
فمثِّل بِها واِجزِ
المُطالِب واِردُدِ
|
إِذا ما اِمرُؤ لم يرج
منك مودّة
|
فلا ترجُها مِنهُ ولا
دفع مشهدِ
|
وعدِّ سواء القولِ
واِعلم بِأنّهُ إذا
|
لم يبِن في اليومِ
يصرِمك في الغدِ
|
وإِن أنت فاكهت
الرِجال فلا تجِم
|
وقُل مِثل ما قالوا
ولا تترددِ
|
إِذا أنت نازعت
الرِجال نوالهُم
|
فعِفّ ولا تطلُب بِجهد
فتنكدِ
|
عسى سائِل ذو حاجة إِن
منعتهُ
|
مِن اليومِ سُؤلا أن
يسُرّك في غدِ
|
ستُدرِكُ مِن ذي
الفُحشِ حقّك كُلّهُ
|
بِحِلمِك في رِفق ولم
تتشدّدِ
|
وساِسِ أمر لم يسُسهُ
آب لهُ
|
ورائِمِ أسبابِ الّتي
لم تُعوّدِ
|
وراجي أُمور جمّة لا
ينالُها
|
ستشعبُهُ عنها شعوب
لِمُلحِدِ
|
ووارِثِ مجد لم ينلهُ
وماجِد
|
أصاب بِمجد طارِف غيرِ
مُتلِدِ
|
فلا تقعُدن عن سعيِ ما
قد ورِثتهُ
|
وما اِسطعت مِن خير
لِنفسِك فاِزددِ
|
إِذا ما رأيت الشرّ
يبعثُ أهلهُ
|
وقام جُناةُ الشرِّ بِالشرِّ فاِقعُدِ
|
وبِالعدلِ فاِنطِق إِن
نطقت ولا تجُر
|
وذا الذمِّ فاِذمُمهُ
وذا الحمدِ فاِحمدِ
|
ولا تلحُ إِلّا من
ألام ولا تلُم
|
وبِالبذلِ مِن شكوى
صديقك فاقتدِ
|
عنِ المرءِ لا تسأل
وسل عن قرينِهِ
|
فكُلُّ قرين
بِالمُقارِنِ مُقتدِ
|
وفي الخلقِ إِذلال
لِمن كان باخِلا
|
ضنينا ومن يبخل يذِلّ
ويُزهدِ
|
أفادتني الأيّامُ
والدهرُ إِنّهُ
|
ودادي لِمن لا يحفظُ
الوِدِّ مُفسِدي
|
ولاقيتُ لذّاتِ الغِنى
وأصابني
|
قوارِعُ من يصبِر
عليها يُخلّدِ
|
إِذا ما كرِهت الخلّة
السوء لِاِمرِئ
|
فلا تغشها واِخلِد
سِواها بِمِخلدِ
|
إِذا أنت لم تنفع
بِوُدِّك أهلهُ
|
ولم تنكِ بِالهيجا
عدُوّك فاِبعُدِ
|
ومن لا يكُن ذا ناصِر
عِند حقِّهِ
|
يُغلّب عليهِ ذو النصيرِ
ويعتدِ
|
وفي كثرةِ الأيدي عنِ
الظُلمِ زاجِر
|
إِذا خطرت أيدي
الرِجالِ بِمشهدِ
|
ولِلمرءِ ذي الميسورِ
خيرُ مغبّة
|
مِن المرءِ ذي
المعسورةِ المُتردِّدِ
|
سأكسِبُ مجدا أوتقوم
نوائِح
|
عليّ بِليل مُبدِياتِ
التبلُّدِ
|
ينُحن على ميت وأعلنّ
رنّة
|
تُؤرِّقُ عيني كُلِّ
باك ومُسعدِ
|
أين أهلُ الدِيارِ من
قومِ نوح
|
ثُمّ عاد مِن بعدِهِم
وثمودُ
|
بينما هُم على
الأسِرّةِ والأنماط
|
أفضت إِلى التُرابِ
الجُلودُ
|
والأطِبّاءُ بعدهُم
لحِقوهُم
|
ضلّ عنهُم سعوطُهُم
واللدودُ
|
وصحيح أضحى يعودُ
مريضا
|
وهو أدنى لِلموتِ
مِمّن يعودُ
|
ثُمّ لم ينقضِ الحديثُ
ولكِن
|
بعد ذا كُلِّهِ وذاك
الوعيدُ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق