2014-07-25

قصائد السموأل بن عاديا


السموأل بن عاديا (الحجاز ؟-560م)


إذا المرءُ لم يُدنس مِن اللُؤمِ عِرضُهُ
فكُلُّ رِداء يرتديهِ جميلُ
وإِن هُو لم يحمِل على النفسِ ضيمها
فليس إِلى حُسنِ الثناءِ سبيلُ
تُعيِّرُنا أنّا قليل عديدُنا
فقُلتُ لها إِنّ الكِرام قليلُ
وما قلّ من كانت بقاياهُ مِثلنا
شباب تسامى لِلعُلى وكُهولُ
وما ضرّنا أنّا قليل وجارُنا
عزيز وجارُ الأكثرين ذليلُ
لنا جبل يحتلُّهُ من نُجيرُهُ
منيع يرُدُّ الطرف وهُو كليلُ
رسا أصلُهُ تحت الثرى وسما بِهِ
إِلى النجمِ فرع لا يُنالُ طويلُ
هُو الأبلقُ الفردُ الّذي شاع ذِكرُهُ
يعِزُّ على من رامهُ ويطولُ
وإِنّا لقوم لا نرى القتل سُبّة
إِذا ما رأتهُ عامِر وسلولُ
يُقرِّبُ حُبُّ الموتِ آجالنا لنا
وتكرهُهُ آجالُهُم فتطولُ
وما مات مِنّا سيِّد حتف أنفِهِ
ولا طُلّ مِنّا حيثُ كان قتيلُ
تسيلُ على حدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
وليست على غيرِ الظُباتِ تسيلُ
صفونا فلم نكدُر وأخلص سِرّنا
إِناث أطابت حملنا وفُحولُ
علونا إِلى خيرِ الظُهورِ وحطّنا
لِوقت إِلى خيرِ البُطونِ نُزولُ
فنحنُ كماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
كهام ولا فينا يُعدُّ بخيلُ
ونُنكِرُ إِن شِئنا على الناسِ قولهُم
ولا يُنكِرون القول حين نقولُ
إِذا سيِّد مِنّا خلا قام سيِّد
قؤُول لِما قال الكِرامُ فعُولُ
وما أُخمِدت نار لنا دون طارِق
ولا ذمّنا في النازِلين نزيلُ
وأيّامُنا مشهورة في عدُوِّنا
لها غُرر معلومة وحُجولُ
وأسيافُنا في كُلِّ شرق ومغرِب
بِها مِن قِراعِ الدارِعين فُلولُ
مُعوّدة ألّا تُسلّ نِصالُها
فتُغمد حتّى يُستباح قبيلُ
سلي إِن جهِلتِ الناس عنّا وعنهُمُ
فليس سواء عالِم وجهولُ
فإِنّ بني الريّانِ قطب لِقومِهِم
تدورُ رحاهُم حولهُم وتجولُ
 


وقال:


نطفة ما منيتُ يوم منيتُ
أمرت أمرها وفيها بريتُ
كنّها الله في مكان خفِيّ
وخفِيّ مكانُها لوخفِيتُ
ميت دهر قد كنتُ ثم حيِيتُ
وحياتي رهنُ بأن سأموتُ
إنّ حلمي إذا تغيب عني
فاعلمي أنني كبيرا رزيتُ
ضيقُ الصدرِ بالأمانة  لا
ينـقُصُ فقرِي أمانتِي ما بقِيتُ
رُبّ شتم سمِعتُه فتصاممـتُ
وغيّ تركتُه فكُفِيتُ
ليت شِعرِي وأشعُرنّ إذا ما
قربوها منشورة ودعيت
ألِي الفضلُ أم عليّ إذا حُوسبتُ
أنيّ على الحسابِ مقيتُ
وأتاني اليقينُ أني إذا متُّ
مِتُّ أو رمّ أعظُمِي مبعُوتُ
هل أقولنّ إذ تدارك ذنبي
وتذكى عليّ إني نهيتُ؟
أبِفضل من الملِيكِ ونُعمى
أم بذنبِ قدمتهُ فجزيتُ
ينفعُ الطيبُ القليلُ من الرزقِ
ولا ينفعُ الكثِيرُ الخبِيتُ
فاجعلن رِزقِي الحلال من الكسـبِ
وبِرّا سرِيرتِي ما حيِيتُ
وأتتنِي الأنباءُ عن مُلكِ داودُ
فقرت عيني بهِ ورضيتُ
ليس يعطى القويُّ فضلا من الرزق
ولا يحرمُ الضعيفُ الشخيتُ
بل لكلِّ من رزقهِ ما قضى اللهُ
وإن حّز أّنفه ا لمستميتُ


وقال:


إسلم سلمت ولا سليم على البلى
فني الرّجالُ ذوُوالقُوى ففنِيتُ
كيف السلامة ُ إن أرد تُ سلامة
والموتُ يطلُبُني ولستُ أفوتُ
وأقيلُ حيثُ أُرى فلا أخفى لهُ
ويرى فلا يعيا بحيثُ أبيتُ
ميتا خُلِقتُ ولم أكُن مِن قبلها
شيئا يموتُ فمُتُّ حيثُ حيِيتُ
وأموتُ اخرى بعدها ولأعلمن
إن كان ينفعُ أنّني سأموتُ


وقال:


عفا من آلِ فاطِمة  الخُبيتُ
إلى الإحرا مِ ليس بهنّ بيتُ
أعاذلتيّ قولكما عصيتُ
لنفسي إن رشدتُ وإن غويتُ
بنى لي عاديا حصنا حصينا
وعينا كلما شئتُ استقيتُ
طِمِرّا تزلقُ العِقبانُ عنهُ
إذا ما نابني ضيمُ أبيتُ
وأوصى عاديا قِدما بأن لا
تهدم يا سموألُ ما بنيتُ
وبيت قد بنيتُ بغيرِ طِين
ولا خشب ومجد قد أتيتُ
وجيشِ فيدجى الظلماء مجرِ
يؤمُّ بلاد ملك قد هديتُ
وذنب قد عفوتُ لغير باع
ولا واع وعنهُ قد عفوتُ
فإن أهلِك فقد أبليتُ عُذرا
وقضّيتُ اللُّبانة  واشتفيتُ
وأصرفُ عن قوارص تجتديني
ولوأني أشاء بها جزيتُ
فأحمي الجار في الجُلّى فيُمسي
عزيزا لا يرامُ إذا حميتُ
وفيتُ بأدرع الكنديّ  إني
إذا ما خان أقوام وفيتُ
وقالوا: إنّهُ كنز رغِيب
فلا واللهِ أعذرُ ما مشيتُ
ولولا أن يقال حبا عنيسُ إلى
بعض البيوتِ لقد حبوتُ
وقُبّة ِ حاصِن أدخلتُ رأسي
ومعصمها الموشم قد لويتُ
وداهِية  يظلُّ النّاسُ منها
قِياما بالمحارِفِ قد كفيتُ


وقال:


إنّ امرأ أمِن الحوادث جاهِل
يرجو الخلود كضارب بقداح
من بعدِ عاديّ الدهورِ ومآرب
ومقاوِل بِيضِ الوجوه صِباحِ
مرت عليهم آفة ُ فكأنها
عفت على آثارهم بمتاحِ
ياليت شعري حين أندبُ هالكا
ماذا تؤبنني به أنواحيِ
أيقلن لا تبعد فربّ كريهة
فرجتها بشجاعة  وسماحِ
ومغيرة  شعواء يخشى درؤها
يوما رددتُ سلاحها بسلاحي
ولرُبّ مُشعلة  يشُبُّ وقُودُها
أطفأتُ حرّ رِماحِها برِماحي
وكتِيبة  أدنيتُها لِكتِيبة
ومُضاغِن صبّحتُ شرّ صباح
وإذا عمدتُ لصخرة  أسهلتها
أدعوبأفلح مرة  ورباحِ
لا تبعدنّ فكُلُّ حيّ هالِك
لا بدّ من تلفِ فبن بفلاحِ
ولقد أخذتُ الحقّ غير مخاصم
ولقد بذ لتُ الحقّ غير ملاحِ
ولقد ضربتُ بفضلِ مالي حقهُ
عند الشتاءِ وهبة ِ الأرواحِ


وقال:


أصبحتُ أفني عاديا وبقِيتُ
لم يبق غير حُشاشتي وأمُوتُ
ولقد لبِستُ على الزّمان جديدة
ولبِستُ إخوان الصّبى فبلِيتُ
غلب العزى عمّن أرى فتبِعتُه
وخدعتُ عما في يدي فأسيتُ
ومسالِك يسّرتُها فتركتُها
ومواعظ علمتها فنسيتُ


وقال:


أعاذلتي ألا لا تعذليني
فكم من أمرِ عاذلة  عصيتُ
دعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى
ولا تغوي زعمتِ كما غويتُ
أعاذل قد أطلتِ اللوم حتى
لوانِّي مُنته لقدِ انتهيت
وصفراءِ المعاصمِ قد دعتني
إلى وصل فقلتُ لها أبيتُ
وزِقّ قد جررتُ إلى النّدامى
وزِق قد شرِبتُ وقد سقيت
وحتى لو يكونُ فتى أُناس
بكى من عذلِ عاذلة  بكيتُ
ألا يا بيتُ بالعلياءِ بيتُ
ولولا حبُّ أهلك ما أتيتُ
ألا يا بيتُ أهلُك أوعدوني
كأنّي كلّ ذنبِهِمِ جنيت
إذا ما فاتني لحمُ غريضُ
ضربتُ ذراع بكري فاشتويتُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق