ميمون بن قيس الوائلي (الأعشى) (نجد ؟-628م)
ألم تغتمِض عيناك ليلة أرمدا
|
وبت كما بات السّليم مسّهدا
|
وما ذاك مِن عِشقِ النّساءِ وإنّما
|
تناسيت قبل اليومِ خُلّة مهددا
|
ولكِن أرى الدّهر الذي هو خاتِر
|
إذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا
|
شباب وشيب وافتقار وثورة
|
فلله هذا الدّهرُ كيف ترددا
|
وما زلتُ أبغي المال مد أنا يافع
|
وليدا وكهلا حين شبتُ وأمردا
|
وأبتذِلُ لعِيس المراقيل تغتلي
|
مسافة
ما بين النّجيرِ فصرخدا
|
فإن تسألي عني فيا ربّ سائل
|
حفي عنِ الأعشى به حيثُ أصعدا
|
ألا أيهذا السّائلي أين يممت
|
فإنّ لها في أهلِ يثرب موعدا
|
فأمّا إذا ما أدلجت فترى لها
|
رقيبينِ جديا لا يغيبُ وفرقدا
|
وفيها إذا ما هجرت عجرفيّة
|
إذا خِلت حِرباء الظّهِيرة ِ أصيدا
|
أجدّت برجليها نجاء وراجعت
|
يداها خِنافا ليّنا غير أحردا
|
فآليتُ لا أرثي لها مِن كلالة
|
ولا من حفى حتى تزور محمّدا
|
متى ما تُناخي عند بابِ ابنِ هاشِم
|
تريحي ويلقي من فواصلهِ يدا
|
نبي يرى ما لاترون وذكرهُ
|
أغار لعمرِي في البِلادِ وأنجدا
|
لهُ صدقات ما تغبّ ونائل
|
وليس عطاءُ اليومِ مانعهُ غدا
|
أجِدِّك لم تسمع وصاة مُحمّد
|
نبيِّ الإلهِ حِين أوصى وأشهدا
|
إذا أنت لم ترحل بِزاد مِن التّقى
|
ولاقيت بعد الموتِ من قد تزوّدا
|
ندِمت على أن لا تكُون كمِثلِهِ
|
وأنك لم ترصد لما كان أرصدا
|
فإيّاك والميتاتِ لا تأكُلنّها
|
ولا تأخُذن سهما حديدا لتفصِدا
|
وذا النُّصُب المنصُوب لا تنسُكنّهُ
|
ولا تعبُدِ الأوثان والله فاعبُدا
|
وصلّ حينِ العشيّاتِ والضّحى
|
ولا تحمدِ الشّيطان والله فاحمدا
|
ولا السّائِلِ المحرُوم لا تترُكنّهُ
|
لعاقبة
ولا الأسير المقيّدا
|
ولا تسخرن من بائِس ذي ضرارة
|
ولا تحسبنّ المرء يوما مخلّدا
|
ولا تقربنّ جارة إنّ سِرّها
|
عليك حرام فانكِحن أو تأبّدا
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق