2013-08-27

ابو فراس الحمداني يمدح آل البيت ويهجو خلفاء العباسيين


أبوفراس الحارث بن سعيد الحمداني

(الشام 932 – 967م)


الدِّينُ مُخْتَرَمٌ وَالحَقّ مُهْتَضَمُ
وفي ءآلِ رسولِ اللهِ مقتسمُ
والناسُ عندكَ لا ناسُ  فيحفظهمْ
سومُ الرعاة ِ  ولا شاءٌ  ولا نعمُ
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ أرّقَني
قلبٌ  تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ‍
وعزمةٌ  لا ينامُ الليلَ صاحبها
إلاّ على ظَفَرٍ في طَيّهِ كَرَمُ
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ
والدرعُ والرمحُ  والصمامة ُ الخذمُ
وَكُلُّ مَائِرَةِ الضّبْعَينِ مَسْرَحُها
رمثُ الجزيرة ِ  والخذرافُ والغنمُ
وفتيةٌ  قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا
يوماً  ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا
يا للرجالِ! أما ‍‍‍‍‍‍‍للهِ منتصفٌ
من الطّغاة ِ؟ أما للدّينِ مُنتَقِمُ؟!
بنو عليٍّ  رعايا في ديارهمُ
وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ وَالخدَمُ!
محلؤونَ  فأصفى شربهمْ وشلٌ
عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ
فَالأرْضُ إلاّ عَلى مُلاّكِها سَعَة
والمالُ  إلاّ‍َ أربابهِ  ديمُ
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي ظَلَمُوا
وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا
للمتقينَ  منَ الدنيا  عواقبها
وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ
لا يطغينَّ  بني العباسِ ملكهمُ
بنوعليٍّ  مواليهم وإنْ زعموا
أتفخرونَ عليهمْ لا أبا لكمُ
حتى كأنَّ  رسولَ اللهِ جدكمُ
وَمَا تَوَازَنَ يَوْماً بَينَكُمْ شَرَفٌ
وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ في مَوْطِنٍ قَدَمُ
ولا لكمْ مثلهمْ  في المجدِ  متصلٌ
وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ
ولا  نفيلتكمْ  منْ أمهمْ أممُ
قامَ النبيُّ بها يومَ الغديرِ لهمْ
واللهُ يشهدُ والأملاكُ  والأممُ
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها
باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ
لا يعرفونَ ولاةَ الحقِّ أيهم
تاللهِ  ماجهلَ الأقوامُ موضعها
لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي عَلِمُوا
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُوالعَبّاسِ إرْثَهُمُ
وما لهمْ قدمٌ  فيها  ولا قِدمُ
لا يذكرونَ  إذا ما معشرٌ ذكروا
ولا يحكمُ  في أمرٍ  لهمْ حكمُ
ولا رآهمْ  أبوبكرٍ وصاحبهُ
أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها وَما زَعموا
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ
أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا
أمَّـا  عليَّ  فقدْ أدنى قرابتكم
عندَ الولاية  إنْ لمْ تكفرِ النعمُ
هلْ جاحدٌ  يا بني العباسِ نعمتهُ
أبُوكُمُ أمْ عُبَيْدُ الله أمْ قُثَمُ
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني حسنٍ
أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ
ولا يمينٌ ولا قربى  ولا ذممُ
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا سَبَبٍ
للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ؟
هلا كففتمْ عنِ " الديباجِ " سوطكمُ
وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ؟
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ
عَنِ السّيَاطِ! فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ؟
ما نَالَ منهم بَنوحَرْبٍ وَإن عظُمَتْ
تِلكَ الجَرَائِرُ إلاّ دُونَ نَيْلِكُمُ
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ وَاضِحَة ٍ
وكمْ دمٍ لـرسولِ اللهِ  عندكمُ
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ  وفي
أظفاركمْ  منْ بنيهِ الطاهرينَ  دمُ
هيهاتَ لا قربت قربى  ولا رحمُ
يَوْماً إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِماً
وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ رَحِمُ
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها
غدرُ الرشيدِ بـيحيى كيفَ ينكتمُ
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ وَلا
مأمونكمْ كـالرضا إنْ أنصف الحكم
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ وَانكشَفتْ
عنِ "ابن ِفاطمة َ "الأقوالُ والتهمُ
باؤوا بقتلِ  الرضا  منْ بعدِ بيعتهِ
وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا
يا عصبة ً شقيتْ من بعدما سعدتْ
ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا !
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ وَإنْ بليَتْ
بجانبِ "الطفِّ " تلكَ الأعظمُ الرممُ
لا عنْ أبي مسلمٍ في نصحهِ صفحوا
وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ
ولا الأمانُ لأزدِ " الموصل" اعتمدوا
فيهِ الوفاءَ ولا عنْ عمهمْ حلموا
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ مألُكة ً:
لاتدَّعوا ملكها ! ملاَّكها العجمُ !
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في مَنَابِرِكُمْ
وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ مُحتكِمُ؟
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ عَلَمٌ
وفي الخلافِ  عليكمْ يخفقُ العلمُ
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ إنْ سُئلوا
يَوْمَ السّؤالِ وَعَمّالِينَ إن علِموا
لا يغضبونَ لغيرِ اللهِ إنْ غضبوا
وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ أبَداً
وفي بيوتكمْ الأوتارُ  والنغمُ
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ
وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ
ولا تبيتُ لهمْ خنثى  تنادمهمْ
ولا يرى لهمُ قردٌ  لهُ حشمُ
الرّكنُ وَالبيتُ وَالأستارُ مَنزِلُهُمْ
وَزَمزَمٌ وَالصَّفَا والحِجرُ والحَرَمُ
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ أينَما ذُكرُوا
لأنهمْ للورى كهفٌ  ومعتصمُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق