أبوفراس الحارث بن سعيد الحمداني
(الشام 932 – 967م)
الدِّينُ مُخْتَرَمٌ وَالحَقّ
مُهْتَضَمُ
|
وفي ءآلِ رسولِ اللهِ مقتسمُ
|
والناسُ عندكَ لا ناسُ فيحفظهمْ
|
سومُ الرعاة ِ ولا شاءٌ
ولا نعمُ
|
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ أرّقَني
|
قلبٌ
تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ
|
وعزمةٌ لا ينامُ الليلَ صاحبها
|
إلاّ على ظَفَرٍ في طَيّهِ كَرَمُ
|
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ
|
والدرعُ والرمحُ والصمامة ُ الخذمُ
|
وَكُلُّ مَائِرَةِ الضّبْعَينِ
مَسْرَحُها
|
رمثُ الجزيرة ِ والخذرافُ والغنمُ
|
وفتيةٌ قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا
|
يوماً ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا
|
يا للرجالِ! أما للهِ منتصفٌ
|
من الطّغاة ِ؟ أما للدّينِ مُنتَقِمُ؟!
|
بنو عليٍّ رعايا في ديارهمُ
|
وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ
وَالخدَمُ!
|
محلؤونَ فأصفى شربهمْ وشلٌ
|
عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ
|
فَالأرْضُ إلاّ عَلى مُلاّكِها سَعَة
|
والمالُ إلاَّ أربابهِ ديمُ
|
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي
ظَلَمُوا
|
وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا
|
للمتقينَ منَ الدنيا
عواقبها
|
وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ
|
لا يطغينَّ بني العباسِ ملكهمُ
|
بنوعليٍّ مواليهم وإنْ زعموا
|
أتفخرونَ عليهمْ لا أبا لكمُ
|
حتى كأنَّ رسولَ اللهِ جدكمُ
|
وَمَا تَوَازَنَ يَوْماً بَينَكُمْ
شَرَفٌ
|
وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ في مَوْطِنٍ
قَدَمُ
|
ولا لكمْ مثلهمْ في المجدِ
متصلٌ
|
وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ
|
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ
|
ولا
نفيلتكمْ منْ أمهمْ أممُ
|
قامَ النبيُّ بها يومَ الغديرِ لهمْ
|
واللهُ يشهدُ والأملاكُ والأممُ
|
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها
|
باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ
|
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ
|
لا يعرفونَ ولاةَ الحقِّ أيهم
|
تاللهِ
ماجهلَ الأقوامُ موضعها
|
لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي
عَلِمُوا
|
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُوالعَبّاسِ
إرْثَهُمُ
|
وما لهمْ قدمٌ فيها
ولا قِدمُ
|
لا يذكرونَ إذا ما معشرٌ ذكروا
|
ولا يحكمُ في أمرٍ
لهمْ حكمُ
|
ولا رآهمْ أبوبكرٍ وصاحبهُ
|
أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها وَما
زَعموا
|
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ
|
أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا
|
أمَّـا
عليَّ فقدْ أدنى قرابتكم
|
عندَ الولاية إنْ لمْ تكفرِ النعمُ
|
هلْ جاحدٌ يا بني العباسِ نعمتهُ
|
أبُوكُمُ أمْ عُبَيْدُ الله أمْ قُثَمُ
|
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني حسنٍ
|
أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ
|
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ
|
ولا يمينٌ ولا قربى ولا ذممُ
|
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا
سَبَبٍ
|
للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ؟
|
هلا كففتمْ عنِ " الديباجِ "
سوطكمُ
|
وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ؟
|
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ
|
عَنِ السّيَاطِ! فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ؟
|
ما نَالَ منهم بَنوحَرْبٍ وَإن عظُمَتْ
|
تِلكَ الجَرَائِرُ إلاّ دُونَ
نَيْلِكُمُ
|
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ
وَاضِحَة ٍ
|
وكمْ دمٍ لـرسولِ اللهِ عندكمُ
|
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ وفي
|
أظفاركمْ منْ بنيهِ الطاهرينَ دمُ
|
هيهاتَ لا قربت قربى ولا رحمُ
|
يَوْماً إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ
|
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ
رَحِماً
|
وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ
رَحِمُ
|
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها
|
غدرُ الرشيدِ بـيحيى كيفَ ينكتمُ
|
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ
وَلا
|
مأمونكمْ كـالرضا إنْ أنصف الحكم
|
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ
وَانكشَفتْ
|
عنِ "ابن ِفاطمة َ "الأقوالُ
والتهمُ
|
باؤوا بقتلِ الرضا
منْ بعدِ بيعتهِ
|
وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا
|
يا عصبة ً شقيتْ من بعدما سعدتْ
|
ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا !
|
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ وَإنْ
بليَتْ
|
بجانبِ "الطفِّ " تلكَ
الأعظمُ الرممُ
|
لا عنْ أبي مسلمٍ في نصحهِ صفحوا
|
وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ
وَالقَسَمُ
|
ولا الأمانُ لأزدِ " الموصل"
اعتمدوا
|
فيهِ الوفاءَ ولا عنْ عمهمْ حلموا
|
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ
مألُكة ً:
|
لاتدَّعوا ملكها ! ملاَّكها العجمُ !
|
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في
مَنَابِرِكُمْ
|
وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ مُحتكِمُ؟
|
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ
عَلَمٌ
|
وفي الخلافِ عليكمْ يخفقُ العلمُ
|
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ إنْ سُئلوا
|
يَوْمَ السّؤالِ وَعَمّالِينَ إن علِموا
|
لا يغضبونَ لغيرِ اللهِ إنْ غضبوا
|
وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا
|
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ
أبَداً
|
وفي بيوتكمْ الأوتارُ والنغمُ
|
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ
|
وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ
|
ولا تبيتُ لهمْ خنثى تنادمهمْ
|
ولا يرى لهمُ قردٌ لهُ حشمُ
|
الرّكنُ وَالبيتُ وَالأستارُ
مَنزِلُهُمْ
|
وَزَمزَمٌ وَالصَّفَا والحِجرُ
والحَرَمُ
|
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ أينَما ذُكرُوا
|
لأنهمْ للورى كهفٌ ومعتصمُ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق