قصيدة البردة
شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري (مصر
1212 – 1296م)
أمن
تذكــــــر جيــــــران بذى ســــــلم
|
مزجت
دمعا جرى من مقلة بـــــدم
|
أم هبــــت الريـــــحُ مِن تلقاءِ كاظمــة
|
وأومض البرق في الظلماءِ من إِضم
|
فما
لعينيك إن قلت اكفُفا
همتـــــــــــــــا
|
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
|
أيحسب
الصب أن الحب
منكتـــــــــــم
|
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
|
لولا
الهوى لم ترق دمعا على
طـــــلل
|
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
|
فكيف
تنكر حبا بعد ما شـــــــــــــهدت
|
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
|
وأثبت
الوجد خطي عبرة
وضــــــــنى
|
مثل البهار على خديك والعنــــــــم
|
نعم
سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
|
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
|
يا
لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
|
مني إليك ولوأنصفت لم تلــــــــــمِ
|
عدتك
حالي لا سري بمســــــــــــــتتر
|
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم
|
محضتني
النصح لكن لست أســـــمعهُ
|
إن المحب عن العذال في صــــــممِ
|
إنى
اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
|
والشيب أبعد في نصح عن التهـــمِ
|
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
|
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم
|
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
|
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
|
لوكنت
أعلم أني ما
أوقــــــــــــــــــــره
|
كتمت سرا بدا لي منه بالكتــــــــمِ
|
من لي برِّد جماح من غوايتهـــــــــــــــا
|
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
|
فلا
ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
|
إن الطعام يقوي شهوة النهـــــــــم
|
والنفس
كالطفل إن تهملهُ شب علــــى
|
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
|
فاصرف
هواها وحاذر أن توليــــــــــه
|
إن الهوى ما تولى يصم أويصـــــم
|
وراعها
وهي في الأعمالِ ســــــــائمة
|
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
|
كم
حسنت لذة للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
|
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
|
واخش
الدسائس من جوع ومن شبع
|
فرب مخمصة شر من التخـــــــــــم
|
واستفرغ
الدمع من عين قد امتـــلأت
|
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
|
وخالف
النفس والشيطان واعصهمــا
|
وإن هما محضاك النصح فاتهِـــــم
|
ولا
تطع منهما خصما ولا حكمـــــــــا
|
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
|
أستغفر
الله من قول بلا عمـــــــــــــل
|
لقد نسبتُ به نسلا لذي عُقــــــــــُم
|
أمرتُك
الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
|
وما اســـــتقمت فما قولى
لك استقمِ
|
ولا
تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــة
|
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم
|
ظلمت
سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
|
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
|
وشد من
سغب أحشاءه وطــــــــــوى
|
تحت الحجارة كشحا متـــــرف الأدم
|
وراودته
الجبال الشم من ذهــــــــــب
|
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
|
وأكدت
زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
|
إن الضرورة لا تعدوعلى العصــــم
|
وكيف
تدعوإلى الدنيا ضرورة
مـــن
|
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
|
محمد
ســـــــــــــــيد الكونين
والثقليـن
|
والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
|
نبينا
الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــد
|
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
|
هوالحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
|
لكل هول من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
|
دعا
إلى الله
فالمستسكون بــــــــــــه
|
مستمسكون بحبل غير منفصـــــــــــم
|
فاق النبيين في خلق وفي خُلــــــــُق
|
ولم يدانوه في علم ولا كـــــــــــــــرم
|
وكلهم
من رسول الله ملتمـــــــــــس
|
غرفا من البحر أو رشفا من الديـــــمِ
|
وواقفون
لديه عند حدهـــــــــــــــــم
|
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
|
فهو
الذي تـــم معناه وصورتـــــــه
|
ثم اصطفاه حبيبا بارئُ
النســــــــــــم
|
منزه
عن شريك في محاســـــــــــنه
|
فجوهر الحسن فيه غير
منقســـــــــم
|
دع ما
ادعثه النصارى في نبيهـــــم
|
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكــــــم
|
وانسب
إلى ذاته ما شئت من شــرف
|
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
|
فإن
فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
|
حد فيعرب عنه ناطق بفــــــــــــــــــم
|
لو
ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــا
|
أحيا اسمه حين يدعى
دارس الرمــم
|
لم
يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
|
حرصا علينا فلم نرتب
ولم نهــــــــمِ
|
أعيا
الورى فهم معناه فليس يـــــرى
|
في القرب والبعد فيه غير
منفحـــــم
|
كالشمس
تظهر للعينين من بعُـــــــد
|
صغيرة وتكل الطرف من أمـــــــــــم
|
وكيف
يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
|
قوم نيام تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
|
فمبلغ
العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــر
|
وأنه خير خلق
الله كلهــــــــــــــــــمِ
|
وكل آي
أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
|
فإنما اتصلت
من نوره بهـــــــــــــم
|
فإنه
شمس فضل هم كواكبهـــــــــــا
|
يظهرن أنوارها
للناس في الظلـــــم
|
أكرم
بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــق
|
بالحسن مشتمل
بالبشر متســـــــــم
|
كالزهر
في ترف والبدر في شــــرف
|
والبحر في كرم والدهر
في همــــــم
|
كانه
وهو فرد من جلالتـــــــــــــــــه
|
في عسكر حين تلقاه
وفي حشــــــم
|
كأنما
اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدف
|
من معدني منطق منه ومبتســــــــم
|
لا طيب
يعدل تُربا ضم أعظمــــــــــهُ
|
طوبى لمنتشق منه وملتثــــــــــــــمِ
|
أبان
موالده عن طيب عنصـــــــــره
|
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم
|
يوم
تفرس فيه الفرس أنهـــــــــــــم
|
قد أنذروا بحلول البؤس والنقـــــــم
|
وبات
إيوان كسرى وهومنصــــدع
|
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم
|
والنار
خامدة الأنفاس من أســــــف
|
عليه والنهر ساهي العين من سـدم
|
وساء
ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
|
ورُد واردها بالغيظ
حين ظمــــــــي
|
كأن
بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
|
حزنا وبالماء ما
بالنار من ضــــرمِ
|
والجن
تهتف والأنوار ساطعـــــــــة
|
والحق يظهر من معنى ومن
كلــــم
|
عموا
وصموا فإعلان البشائر لـــــم
|
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــم
|
من بعد
ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــم
|
بأن دينهم المعوج لم يقــــــــــــــــمِ
|
وبعد
ما عاينوا في الأفق من شهـب
|
منقضة وفق ما في الأرض
من صنم
|
حتى
غدا عن طريق الوحى منهــزم
|
من الشياطين يقفوإثر منـــــــــهزم
|
كأنهم
هربا أبطال أبرهــــــــــــــــــة أو
|
عسكر بالحصى من راحتيه
رمـى
|
نبذا
به بعد تسبيح ببطنهمــــــــــــــا
|
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم
|
جاءت
لدعوته الأشجار ســــــاجدة
|
تمشى إليه على ساق بلا قــــــــــدم
|
كأنما
سطرت سطرا لما كتــــــــــبت
|
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم
|
مثل
الغمامة أنى سار سائـــــــــــرة
|
تقيه حر وطيس للهجير حـــــــــــم
|
أقسمت
بالقمر المنشق إن لــــــــــه
|
من قلبه نسبة مبرورة القســــــــــمِ
|
وما
حوى الغار من خير ومن كــرم
|
وكل طرف من الكفار عنه عــــــــم
|
فالصِّدقُ
في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
|
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم
|
ظنوا
الحمام وظنوا العنكبوت علــى
|
خير البرية
لم تنسج ولم تحــــــــــم
|
وقاية
الله أغنت عن مضاعفـــــــــة
|
من الدروع
وعن عال من الأطـــــُم
|
ما
سامنى الدهر ضيما واستجرت
|
به إلا ونلت جوارا
منه لم يضـــــــــــم
|
ولا
التمست غنى الدارين من يــــده
|
إلا استلمت الندى
من خير مســـتلم
|
لا
تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
|
قلبا إذا نامت العينان
لم ينــــــــــــم
|
وذاك
حين بلوغ من نبوتــــــــــــــه
|
فليس ينكر فيه
حال محتلـــــــــــــم
|
تبارك
الله ما وحي بمكتســــــــــــب
|
ولا نبي على
غيب بمتهـــــــــــــــم
|
كم
أبرأت وصبا باللمس راحتــــــــه
|
وأطلقت أربا
من ربقة اللمـــــــــــم
|
وأحيتِ
السنة الشهباء دعوتـــــــــه
|
حتى حكت غرة في
الأعصر الدهـم
|
بعارض
جاد أوخلت البطاح بهـــــا
|
سيب من اليم أوسيل من
العــــرمِ
|
دعني
ووصفي آيات
له ظهـــــــرت
|
ظهور نار القرى ليلا على علـــــم
|
فالدُّرُّ
يزداد حسنا وهومنتظــــــــــم
|
وليس ينقص قدرا غير منتظــــــم
|
فما
تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
|
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم
|
آيات
حق من الرحمن محدثــــــــــة
|
قديمة صفة الموصوف بالقــــــدم
|
لم
تقترن بزمان وهي تخبرنــــــــــا
|
عن المعادِ وعن عاد وعــــن إِرم
|
دامت
لدينا ففاقت كل معجــــــــــزة
|
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ
|
محكّمات
فما تبقين من شبــــــــــــه
|
لذى شقاق وما تبغين من حكــــم
|
ما
حوربت قط إلا عاد من حـــــــرب
|
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ
|
ردت
بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
|
رد الغيور يد الجاني عن الحـــرم
|
لها
معان كموج البحر في مــــــــدد
|
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
|
فما
تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
|
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ
|
قرت
بها عين قاريها فقلت
لـــــــــه
|
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم
|
إن
تتلها خيفة من حر نار لظـــــــى
|
أطفأت حر لظى من وردها الشــم
|
كأنها
الحوض تبيض الوجوه بـــــه
|
من العصاة
وقد جاؤوه كالحمـــــم
|
وكالصراط
وكالميزان معدلـــــــــــة
|
فالقسط من غيرها
في الناس لم يقم
|
لا
تعجبن لحسود راح ينكرهــــــــــا
|
تجاهلا وهوعين الحاذق
الفهـــــم
|
قد
تنكر العين ضوء الشمس من رمد
|
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم
|
يا خير
من يمم العافون ســــــــاحته
|
سعيا وفوق متون الأينق الرســــم
|
ومن
هوالآية الكبرى لمعتبــــــــــر
|
ومن هوالنعمةُ العظمى لمغتنـــــم
|
سريت
من حرم ليلا إلى حــــــــــرم
|
كما سرى البدر في داج من الظـلم
|
وبت
ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــة
|
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم
|
وقدمتك
جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
|
والرسل تقديم مخدوم على خـــــدم
|
وأنت
تخترق السبع الطباق بهــــــم
|
في مركب كنت فيه صاحب العلــــم
|
حتى
إذا لم تدع شأوا لمســـــــــتبق
|
من الدنوولا مرقى لمســــــــــــتنم
|
خفضت
كل مقام بالإضـــــــــــافة
إذ
|
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم
|
كيما
تفوز بوصل أي
مســـــــــــتتر
|
عن العيون وسر أي مكتتــــــــــــم
|
فحزت
كل فخار غير مشـــــــــــترك
|
وجزت كل مقام غير مزدحــــــــــم
|
وجل
مقدار ما وليت من رتــــــــــب
|
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ
|
بشرى
لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
|
من العناية ركنا غير منهــــــــــدم
|
لما دعا
الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
|
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم
|
راعت
قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
|
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ
|
ما زال
يلقاهمُ في كل معتـــــــــــرك
|
حتى حكوا بالقنا لحما على وضـم
|
ودوا
الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
|
أشلاء شالت مع العقبان والرخــم
|
تمضي
الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
|
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
|
كأنما
الدين ضيف حل ســــــــاحتهم
|
بكل قرم إلى لحم العدا قــــــــــــرم
|
يجر
بحر خميس فوق ســــــــــابحة
|
يرمى بموج من الأبطال ملتطـــــم
|
من كل
منتدب لله محتســـــــــــــــب
|
يسطوبمستأصل للكفر مصــــطلمِ
|
حتى
غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
|
من بعد غربتها موصولة الرحـــم
|
مكفولة
أبدا منهم بخــــــــــــــير أب
|
وخير بعل فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ
|
هم
الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
|
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم
|
وسل
حنينا وسل بدرا وسل أُحـــــدا
|
فصول حتف لهم أدهى من الوخم
|
المصدري
البيض حمرا بعد ما وردت
|
من العدا كل مسود من اللمــــمِ
|
والكاتبين
بسمر الخط ما تركـــــــت
|
أقلامهم حرف جسم غير منعجــمِ
|
شاكي
السلاح لهم سيما تميزهــــــم
|
والورد يمتاز بالسيما عن الســلم
|
تهدى
إليك رياح النصر نشرهـــــــم
|
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم
|
كأنهم
في ظهور الخيل نبت ربـــــــا
|
من شدة الحزمِ لا من شدة الحُزُم
|
طارت
قلوب العدا من بأسهم فرقـــا
|
فما تفرق بين البهمِ وألبُهــــــــــُمِ
|
ومن
تكن برسول الله نصــــــــــرته
|
إن تلقه الأسد فى آجامها
تجــــــمِ
|
ولن
ترى من ولي غير منتصـــــــر
|
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم
|
أحل
أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
|
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم
|
كم
جدلت كلمات الله من جــــــــــدل
|
فيه وكم خصم البرهان من خصـم
|
كفاك
بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزة
|
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم
|
خدمته
بمديح استقيل بـــــــــــــــــه
|
ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
|
إذ
قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
|
كأنني بهما هدي من النعـــــــــــــم
|
أطعت
غي الصبا في الحالتين
ومـــا
|
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم
|
فياخسارة
نفس في تجارتهــــــــــــا
|
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
|
ومن
يبع آجلا منه بعاجلـــــــــــــــهِ
|
يبِن له الغبنُ في بيع وفي ســــــلمِ
|
إن آت
ذنبا فما
عهدي بمنتقـــــــض
|
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم
|
فإن لي
ذمة منه بتســــــــــــــــميتي
|
محمدا وهوأوفى الخلق بالذمـــم
|
إن لم
يكن في معادي آخذا
بيــــــدى
|
فضلا وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ
|
حاشاه
أن يحرم الراجي
مكارمــــــه
|
أويرجع الجار منه غير محتــــرمِ
|
ومنذ
ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
|
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم
|
ولن
يفوت الغنى منه يدا تربــــــــت
|
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم
|
ولم
أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
|
يدا زهير بما أثنى على هــــــــــرمِ
|
يا
أكرم الخلق
ما لي من ألوذ بــــــه
|
سواك عند حلول الحادث العمـــــم
|
ولن
يضيق رسول الله
جاهك بــــــي
|
إذا الكريم تحلى باسم منتقــــــــــم
|
فإن من
جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
|
ومن علومك علم اللوح والقلـــــم
|
يا نفس
لا تقنطي من زلة عظمـــــت
|
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
|
لعل رحمة
ربي حين يقســـــــــــمها
|
تأتي على حسب العصيان في القسم
|
يارب
واجعل رجائي غير منعكـــس
|
لديك واجعل حسابي غير منخــــرم
|
والطف
بعبدك في الدارين إن لـــــه
|
صبرا
متى تدعه الأهوال ينهــــــزم
|
وائذن
لسحب صلاة منك دائمــــــــة
|
على النبي
بمنهل ومنســـــــــــــجم
|
ما
رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا
|
وأطرب العيس
حادي العيس بالنغم
|
ثم
الرضا عن أبي بكر وعن عمــــر
|
وعن علي وعن عثمان ذي
الكــرم
|
والآلِ
والصحبِ ثم التابعين فهــــــم
|
أهل التقى والنقا والحلم
والكـــــرمِ
|
يا رب
بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
|
واغفر لنا ما مضى يا واسع
الكرم
|
واغفر
إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
|
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
|
بجاه
من بيتـــــه في طيبـــــــة حرم
|
واسمُهُ قسم من أعظــــــم القســــم
|
وهذه
بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
|
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم
|
أبياتها
قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــة
|
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم
|
من
كتاب (خمسون
ألف بيت من الشعر) للدكتور
منصور أبوشريعة العبادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق