2015-03-26

إسحاق نيوتن ومعتقداته الدينية المتوافقة مع القرآن


إسحاق نيوتن ومعتقداته الدينية المتوافقة مع القرآن

الدكتور منصور أبوشريعة العبادي \جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

 

ولد إسحاق نيوتن في 25 ديسمبر 1642 في مقاطعة لينكونشير وذلك  بعد وفاة والده بثلاثة أشهر وعندما بلغ الثالثة من عمره تزوجت أمه تاركةً ابنها في رعاية جدته لأمه. وفي عمر الثانية عشر التحق نيوتن بمدرسة الملك في جرانتهام ولكنه تركها بعد ثلاث سنوات ليعود إلى مزرعة أبيه حيث وجد أمه قد ترملت من جديد ووجدها قد خططت لجعله مزارعًا كأبيه. ولحسن الحظ أن أحد المعلمين في مدرسة الملك أقنع أمه بإعادته إلى المدرسة فاستطاع بذلك نيوتن أن يكمل تعليمه المدرسي. وفي يونيو 1661 تم قبوله في كلية الثالوث بكامبريدج ليدرس فيها الفلسفة كتعاليم أرسطو وتعاليم الفلاسفة الحديثين كرينيه ديكارت والفلك وخاصة دراسات نيكولاس كوبرنيكوس وجاليليو جاليلي ويوهانس كيبلر إلى جانب الرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم. وقد حصل نيوتن على درجته العلمية الأولى في أغسطس 1665م قبل أن تغلق الجامعة أبوابها لمدة عامين كإجراء احترازي مؤقت ضد الطاعون العظيم. لقد أمضى نيوتن هذين العامين في منزله وقام بوضع الأسس لمعظم نظرياته في الرياضيات وحساب التفاضل والتكامل  والبصريات وقانون الجاذبية. قال نيوتن عن إنجازاته في هذين العامين وهو في عمر  الثالثة والعشرين  (في بداية عام 1665م اكتشفت طريقة المتسلسلات التقريبية وقاعدة تحويل معادلة ذات الحدين لأي أس إلى مثل هذه المتسلسلات (نظرية ذات الحدين). وفي مايو لنفس السنة اكتشفت طريقة مماسات غريقوري وسليوسس وفي نوفمبر اكتشفت حساب التفاضل. وفي يناير العام التالي اكتشفت نظرية الألوان وفي مايو  اكتشفت حساب التكامل وفي نفس السنة بدأت التفكير  في الجاذبية التي تمتد إلى مدار القمر وقارنت القوة المطلوبة لحفظ القمر في مداره مع قوة الجاذبية على سطح الأرض فوجدتهما متقاربتان إلى حد كبير. كل هذا كان في عامي 1665م 1666م حيث كنت في  عنفوان عمري للإختراع والتفكير في الرياضيات والفلسفة أكثر من أي وقت آخر.  ).

وفي عام 1667 عاد نيوتن إلى كامبردج وزامل كلية الثالوث وكانت زمالة الكلية تتطلب أن يترسم طالبي الزمالة ككهنة وهو ما كان نيوتن يتجنبه لعدم اتفاق ذلك مع آرائه الدينية. ولحسن حظ نيوتن أنه لم يكن هناك موعد نهائي محدد لأداء ذلك ويمكن تأجيل الأمر إلى أجل غير مسمى ولكن  المشكلة ظهرت عندما انتخب نيوتن لوظيفة أستاذ لوكاسي للرياضيات المرموقة فكان لابد له من الرسامة ليحصل على تلك الوظيفة إلا أنه تمكن من الحصول على إذن خاص من تشارلز الثاني ملك إنجلترا لاستثنائه من ذلك. وقد تم إنتخاب نيوتن عضوا في برلمان إنجلترا عامي 1689-1690 وعام 1701م. وفي عام 1696 تولي نيوتن منصب مدير دار سك العملة الملكية  حيث قام بإصلاح وإعادة سك عملة إنجلترا ثم أصبح نيوتن رئيس نفس الدار  وهو المنصب الذي شغله نيوتن حتى وفاته مما دعاه للاستقالة من وظيفته الجامعية في كامبريدج عام 1701.  وفي عام 1703تم إختيار نيوتن رئيسا للجمعية الملكية وزميلاً للأكاديمية الفرنسية للعلوم. وفي أبريل 1705م منحته الملكة آن لقب سير خلال زيارتها لكلية الثالوث في كامبريدج وبهذا أصبح نيوتن ثاني عالم يحصل على هذا اللقب بعد السير فرانسيس بيكون.

وتوفي نيوتن أثناء نومه في لندن يوم 20 مارس 1727 (31 مارس 1727 وفق التقويم الحديث)  عن خمسة وثمانين عاما ودفن في دير وستمنستر  ولكونه أعزب فقد أنفق الكثير من ثروته على أقاربه خلال السنوات الأخيرة من حياته. ومن الجدير بالذكر  أن نيوتن قد رفض تلقينه التعاليم المقدسة وهو على فراش الموت بسبب عدم إقتناعه بعقيدة الثالوث. وقد تبين للدارسين في الآونة الأخيرة بعد دراسة أوراق نيوتن اللاهوتية أن نيوتن كان موحدا وليس ثالوثيا  ويرى في عبادة المسيح كإله بأنها عبادة أصنام وأنها الخطيئة الكبرى. يقول المؤرخ ستيفن سنوبيلين عن نيوتن " كان إسحاق نيوتن مهرطقًا لكنه لم يسبق له أن أعلن على الملأ قناعاته الدينية المتطرفة فقد أخفى أفكاره بدقة جعلت العلماء لا يزالون يتناقشون حول معتقداته الشخصية." كما أكد سنوبيلين أن نيوتن كان على الأقل متعاطفًا مع طائفة السوسينيين  وهو من المحتمل آريوسيا وبالتأكيد لا ثالوثيا.). وقد كتب على قبر نيوتن العبارات التالية (هنا يرقد إسحق نيوتن الفارس الذي بقوة خارقة في عقله اكتشف أولا حركات وأشكال الكواكب ومسارات المذنبات ومد وجزر المحيطات. وهو الذي بحث بمثابرة مختلف  تصرفات أشعة الضوء وخصائص الألوان الناتجة عنها. إنه مفسر  مجتهد وفطن ومخلص للطبيعة والعصور القديمة والكتب المقدسة. أثبت بفلسفته عظمة الله وأظهر بتصرفاته بساطة الإنجيل. فليفتخر  بني البشر بوجود مثل هذا الشخص العظيم الذي زيّن الجنس البشري! ولد في 25 ديسمبر 1642، وتوفي في 20 مارس 1727م).

 

إسهامات نيوتن العلمية

لقد كانت إسهامات نيوتن في مجال الرياضيات السبب الرئيسي لشهرته في الأوساط العلمية رغم صغر سنه فقد تمكن في عام 1665م وهو في السنة الأخيرة من دراسته الجامعية الأولى وهو لم يتجاوز سن  الثانية والعشرين من اكتشاف نظرية ذات الحدين العامة.  وقد عمل نيوتن في معظم فروع الرياضيات وتمكن من حل كثير من المسائل الرياضية  فيها كمنحنيات الأسطح المكعبية ونظرية الفروق المحدودة ورموز الكسور والمتسلسلات اللانهائية.  أما أهم إنجازاته في الرياضيات فهو  إكتشافه لحساب التفاضل والتكامل في عام 1666م ولكنه لم يقم بنشره إلا بعد عشرين عاما مما أدى إلى الخلاف الشهير بينه وبين عالم الرياضيات الشهير غوتفريد لايبنتس حول أحقية كل منهما في اكتشاف حساب التفاضل والتكامل . فقد نشر  لايبنتس أبحاثه في حساب التفاضل والتكامل في عام 1684م بينما لم يقم نيوتن بنشر أبحاثه حول هذا الموضوع بشكل مباشر إلا أنه سبق وأن استخدمه في إشتقاق مدارات الكواكب في كتاب نيوتن الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية. ولذلك فقد قام نيوتن  باتهام لايبنتس بسرقة الفكرة منه إلا أن العلماء أجمعوا على أن كل منهما قد  اكتشف حساب التفاضل والتكامل بشكل مستقل. وفي عام 1669م تم تعيين نيوتن أستاذ لوكاسي للرياضيات في جامعة كامبردج  ولم يتجاوز عمره ستة وعشرين عاما بناء على توصية من عالم الرياضيات إسحاق بارو الذي كان يشغل نفس الكرسي ففي رسالة بعث بها بارو  إلى عالم الرياضيات جون كولينز في أغسطس 1669، قال: «من أعمال السيد نيوتن، وهو زميل في كليتنا، وهو صغير جدا ... لكنه عبقري فوق العادة وماهر في مثل هذه الأمور.».  

أما إسهامات نيوتن في علم البصريات فلا تقل أهمية عن إسهاماته في الرياضيات فقد درس انكسار الضوء وأوضح أن الموشور المشتت يمكنه تحليل الضوء الأبيض إلى ألوان الطيف المرئي وأنه باستخدام عدسة وموشور آخر يمكن إعادة تجميع الطيف متعدد الألوان إلى الضوء الأبيض. كما بيّن أن خصائص الضوء الملون لا تتغير عند الانعكاس أو التشتت أو الانتقال وهذا ما يعرف باسم نظرية نيوتن للألوان.  واستنتج نيوتن كذلك أن عدسات التلسكوبات أو المقاريب  تعمل على  تشتيت الضوء إلى ألوان أو ما يسمى بالزيغ اللوني. ولحل هذه المشكلة تمكن من تصميم وتصنيع أول مقراب عاكس باستخدام مرآة تعمل كعدسة شيئية أو ما يعرف اليوم باسم مقراب نيوتن. شرحها باستفاضة في كتابه البصريات.  وقد اقترح نيوتن النظرية الجسيمية للضوء والذي ثبت بطلانها فيما بعد حيث كان يعتقد أن الضوء يتكون من جسيمات وليس موجات وذلك لكي يتمكن من تفسير الظواهر الضوئية المختلفة كالإنعكاس والإنكسار . وفي عام 1704 نشر نيوتن كتابه البصريات والذي شرح فيه نظريته عن الضوء وبقية مساهماته في هذا المجال.

أما أهم إسهامات نيوتن التي لم يسبق لأحد أن فكر بها وذاعت شهرته بسببها  فهي أولا إكتشافه لقانون الجذب العام حيث وجد أن الأجسام تتجاذب بقوة تتناسب طرديا مح حصل ضرب كتلها وعكسيا مع مربع المسافة بينها. وباستخدام هذا القانون تمكن نيوتن من إثبات قوانين كيبلر  التجريبية الثلاث المتعلقة بمدارات الكواكب حول الشمس وحدد كذلك مسارات المذنبات وفسر ظاهرة المد والجزر ووضع نموذج واضح حول مركزية الشمس في النظام الشمسي.  أما ثانيها فهي وضعه لقوانين الحركة الثلاث والتي تربط حركة الأجسام مع القوى المؤثرة عليها فالقانون الأول ينص على أن الأجسام تبقى في نفس الحالة الحركية ما لم تؤثر عليها قوى خارجية أما الثاني فينص على أن الأجسام تتسارع بمقدار يتناسب طرديا مع محصلة القوى المؤثرة عليها وعكسيا مع كتلتها  وأما الثالث فينص على أن لكل فعل يوجد رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه. إن هذه القوانين إلى جانب استخدامها في تفسير حركة الأجرام السماوية ساعدت على إحداث الكثير من التطويرات في الصناعة وخاصة في عمل الآلات الميكانيكية والمركبات المتحلركة والطائرات والمقذوفات والصواريخ  وغيرها. لقد نشر نيوتن جميع عمله في هذا المجال في كتابه المسمى  الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية وذلك في عام  1687م  بتشجيع ودعم مادي من العالم إدموند هالي.

أما الإسهامات الأخرى لنيوتن والتي يجهلها كثير من الناس فهي في مجال الأديان والكتب المقدسة فقد كتب في هذا المجال أكثر مما كتب في العلوم الطبيعية ويقدر العلماء مقدار ما كتبه من مقالات بمليوني ونصف مليون كلمة. لقد درس نيوتن الكتاب المقدس وكتابات آباء الكنيسة بنفس الطريقة العلمية التي درس فيها العلوم الطبيعية ولذلك قام بنقد  كثير من نصوصها  التي أبرزها "وصف تاريخي لتحريفين مهمين للكتاب المقدس" والذي يتعلق بعقيدة الثالوث. وكتب كذلك مجموعة من المخطوطات التي عرف فيها الدين الصحيح وكذلك تعريف الإلحاد وعبادات الوثنيين. وأمضى الكثير من حياته في دراسة النبؤات المذكورة في الكتب المقدسة  ومحاولة فك شيفرة الكتب المقدسة حيث كان يعتقد أنها تحوي على رسائل مخفية بين سطورها. ومن خلال دراسة تحليلية ومستفيضة لرؤيا دانيال تنبأ بعودة اليهود إلى فلسطين في القرن العشرين وتنبأ بأن العالم لن ينتهي قبل عام 2060م وقام بحساب تاريخ صلب المسيح فوجده في 3 أبريل 33م . أما أكثر المواضيع التي درسها بعمق والتي أدت إلى تغيير بعض معتقداته فهي ما يسمى بعقيدة الثالوث فقد  جاء في مقالة بعنوان اسحق نيوتن والثالوث (أكثر المواضيع التي جلبت إهتمامه هي علاقة الله والمسيح أو الأب والإبن وفوق كل ذلك الثالوث فقد مال بذلك إلى ما تعتبره الكنيسة هرطقة. لقد أنكر بشدة هذه العقيدة الأساسية أن تدرس في الكنيسة: ثلاث أشخاص في ألوهية واحدة مقدسة وغير منقسمة!  وأنكر ألوهية عيسى والروح القدس.).

(The topics that most absorbed his interest were the relation of Yahweh and Christ, the Father and the Son, and most of all, De Trinitate, Of he Trinity. Here he swerved into what the Church would call heresy. He abjured this central dogma being taught by the Church: three persons in one Godhead, holy and undivided. He denied the divinity of Yahshua and of the Holy Spirit.”6)

أقوال العلماء عن نيوتن

لا زال نيوتن يحافظ على لقب أعظم علماء الكون في جميع استطلاعات الرأي التي أجريت من قبل العلماء وكاد عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين أن ينتزع هذا اللقب في فترة من الفترات لإسهاماته العلمية التي لا تقل أهمية عن إسهامات نيوتن ولكن لم يكتب له الحظ.  ولم تقتصر شهرة نيوتن على مكانته بين العلماء بل نافس على الشهرة مع أعظم عظماء التاريخ  فقد حل في المركز الثاني بعد رسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حل في المركز الأول ومتقدما على سيدنا المسيح عيسى عليه السلام الذي حل في المركز الثالث وذلك في كتاب  المائة: ترتيب أعظم الأشخاص تأثيرا في التاريخ (The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History) للكاتب الأمريكي ميشيل هارت(Michael Hart) والذي نشر في عام 1978م.

قال نيوتن عن نفسه بكل تواضع وبمعرفة أكيدة لما في هذا الكون من أسرار  (لا أعرف كيف سأبدوا  للعالم ولكن لنفسي أبدوا كطفل يلعب على شاطئ البحر وأسلي نفسي بين فينة وأخرى بالعثور على حصاة ملساء أو صدفة أجمل من المعتاد بينما المحيط الكبير للحقيقة ممتد أمامي غير مكتشف كليا ).

(I do not know what I may appear to the world, but to myself I seem to have been only like a boy playing on the seashore, and diverting myself in now and then finding a smoother pebble or prettier shell than ordinary, whilst the great ocean of truth lay all undiscovered before me.)

قال عنه الرياضي المشهور لايبنتس على الرغم من الخلاف المشهور بينه وبين نيوتن حول أحقية كل منهما باكتشاف حساب التفاضل والتكامل عندما سئل عن نيوتن من قبل ملكة بروسيا (لو جمعنا ما أنجزه علماء الرياضيات منذ بدء الخليقة إلى عصر نيوتن لكان ما أنجزه نيوتن يساوي النصف وهو النصف الأفضل ولقداستشرت جميع علماء أوروبا حول مسائل صعبة فلم يجيبونني أما نيوتن فكان يجيبني من أول بريد ويقول أفعل كذا وكذا فيكون الحل )

(When Sir A. Fountaine was at Berlin with Leibnitz in 1701, and at supper with the Queen of Prussia, she asked Leibnitz his opinion of Sir Isaac Newton. Leibnitz said that taking mathematicians from the beginning of the world to the time when Sir Isaac lived, what he had done was much the better half; and added that he had consulted all the learned in Europe upon some difficult points without having any satisfaction, and that when he applied to Sir Isaac, he wrote him in answer by the first post, to do so and so, and then he would find it. Gottfried Wilhelm Leibniz (1701) anecdote from John Conduitt's manuscript, as quoted by Sir David Brewster, Memoirs of the Life, Writings, and Discoveries of Sir Isaac Newton (1855) Vol.2))

وقال عنه عالم الرياضيات جوزيف لاجرنج (نيوتن كان أعظم نابغة  سبق أن وجد وكذلك كان الأوفر حظا حيث لا يمكننا العثور  على نظام للعالم أكثر من مرة لنكتشفه )

(Newton was the greatest genius that ever existed, and the most fortunate, for we cannot find more than once a system of the world to establish.  Joseph Louis Lagrange, quoted by F. R. Moulton: An Introduction to Astronomy (New York, 1906), p. 199).

وقال عنه  جون كينز (إن موهبته المميزة كانت في قدرته على الإبقاء بشكل متواصل في عقله على مسألة عقلية بحتة حتي يتمكن من حلها. وأعتقد أن نيوتن كان بإمكانه الاحتفاظ بمسألة في رأسه لساعات وأيام وأسابيع حتى تسلم له أسرارها. وبوصفه رياضيا خارقا فبإمكانه تشكيلها كما تريد لأغراض عرضها ولكن بديهته هي التي كانت سامية وفوق عادية. )

(His peculiar gift was the power of holding continuously in his mind a purely mental problem until he had seen straight through it. I believe that Newton could hold a problem in his head for hours and days and weeks until it surrendered to him its secret. Then being a supreme mathematical technician he could dress it up, how you will, for the purposes of exposition, but it was his intuition that was pre-eminently extraordinary. John Maynard Keynes, "Newton the Man," in The Royal Society Newton Tercentenary Celebrations (1947))

وقال عنه ألبرت أينشتاين (حتي يتمكن من وضع نظامه في شكل رياضي كان على نيوتن إيجاد مفهوم حساب التفاضل وكتابة قوانين الحركة في شكل معادلات تفاضلية كاملة وهذا هو  أعظم تقدم في التفكير أتيح لشخص واحد  أن يعمله)

(In order to put his system into mathematical form at all, Newton had to devise the concept of differential quotients and propound the laws of motion in the form of total differential equations—perhaps the greatest advance in thought that a single individual was ever privileged to make.  Albert Einstein, "Clerk Maxwell's Influence on the Evolution of the Idea of Physical Reality" Essays in Science (1934))

وقال ديفد بريوستر عنه (لو لم يتميز السير اسحاق نيوتن كرياضي وفيلسوف طبيعي لكان له سمعة عالية كعالم أديان).

If Sir Isaac Newton had not been distinguished as a mathematician and a natural philosopher, he would have enjoyed a high reputation as a theologian.  Sir. David Brewster, Memoirs of the Life, Writings, and Discoveries of Sir Isaac Newton, Vol. 2

وقال عنه الفيلسوف جون لوك (لقد كان نيوتن رجلا قيما ليس فقط لكونه يمتلك قدرات عجيبة في الرياضيات بل في اللاهوت كذلك وعلمه الغزير في الكتب المقدسة وأعرف  قلائل يماثلونه ).

(Newton was really a very valuable man, not onely for his wonderfull skill in Mathematicks but in divinity too and his great knowledge in the scriptures where in I know few his equals.  John Locke, quoted in The Cambridge Companion to Newton (edited by I. Bernard Cohen, George E. Smith))

وقال عنه جون برات (ربما يمتلك السير اسحق نيوتن أعظم عقل علمي لكل الأزمان فقد تقبل الكتب كتاب دانيال والوحي كإلهام من الله وهي توصيف دقيق ومفصل لتاريخ الممالك المهيمنة في العالم وتتنبأ عن القدوم الأول والثاني للمسيح. لقد فهم أن الكتب المقدسة أخبرت أن الكنيسة الحقيقية للمسيح عيسى قد ضاعت وهو ينتظر ثلاثة أحداث  مستقبلية منفصلة وهي إصلاح الإنجيل وإعادة بناء الكنيسة الحقيقية وظهور المملكة العالمية الجديدة بقيادة المخلص نفسه والتي ستحطم كل ممالك العالم كما يسحق الحجر الصنم إلى فتات.  لقد رأى أن الهدف من هذه النبؤات ليس لإشباع فضول الناس حول المستقبل بل كشهادة على علم الله المسبق بعد أن تتحقق في الأيام الأخيرة.  )

Sir Isaac Newton, having perhaps the greatest scientific mind of all time, accepted the books of Book of Daniel and Revelation as revelations from God, being very detailed and accurate representations of the history of the world's dominating kingdoms, and prophesying both the first and second coming of Christ. He understood that the scriptures taught that the true Church of Jesus Christ had been lost, and he awaited three separate future events: 1) the restoration of the gospel by an angel, 2) the re-establishment of the true church, and 3) the rise of a new world kingdom led by the Savior himself, which will crush the kingdoms of the world as the stone pulverized the statue to powder. He saw the whole purpose of these revelations is not to satisfy man's curiosity about the future, but to be a testimony of the foreknowledge of God after they are all fulfilled in the last days. John P. Pratt, in "Sir Isaac Newton Interprets Daniel's Prophecies" in Meridian Magazine (11 August 2004)

نيوتن ومعجزات الله في الكون

لقد سخر نيوتن علمه لكشف معجزات الله في هذا الكون وإقناع البشر بوجود الله حيث قال (عندما كتبت مقالاتي حول نظامنا كانت عيني على المبادئ التي قد تعمل على إقناع البشر بوجود الله ولا يوجد ما يفرحني أكثر  من أن أجد أنها مناسبة لهذا الغرض).     

(When I wrote my treatise about our Systeme I had an eye upon such Principles as might work with considering men for the beliefe of a Deity and nothing can rejoyce me more then to find it useful for that purpose.)

وقال نيوتن أيضا (هذا النظام البالغ الجمال للشمس والكواكب والشهب لا يمكن أن يصدر إلا عن تقدير وإرادة موجود ذكي.  وإذا كانت هذه النجوم مراكز لأنظمة مماثلة وأنها قد تكونت بنفس هذا المبدع  فمن المفترض أنها تخضع لسلطان الواحد خاصة أن ضوء هذه النجوم الثابتة له نفس طبيعة ضوء الشمس ومن كل نظام ينفذ الضوء من بقية الأنظمة. ولكي لا تقع أنظمة النجوم الثابتة بسبب جاذبيتها فقد وضع هذه الأنظمة على مسافات هائلة فيما بينها. هذا الموجود يحكم كل الأشياء ليس كروح لهذا العالم ولكن كسيد فوق الجميع وبسبب سيادته يجب أن يدعى بإلإله السيد أو الحاكم الكوني وهذا الإله الأسمى أبدي ولا نهائي وتام الكمال)

(This most beautiful system of the sun, planets, and comets, could only proceed from the counsel and dominion of an intelligent Being. And if the fixed Stars are the centers of other like systems, these being form'd by the like wise counsel, must be all subject to the dominion of One; especially, since the light of the fixed Stars is of the same nature with the light of the Sun, and from every system light passes into all the other systems. And lest the systems of the fixed Stars should, by their gravity, fall on each other mutually, he hath placed those Systems at immense distances one from another. This Being governs all things, not as the soul of the world, but as Lord over all; and on account of his dominion he is wont to be called "Lord God" παντοκρατωρ [pantokratōr], or "Universal Ruler". [...] The Supreme God is a Being eternal, infinite, [and] absolutely perfect.[6])

وهذه النظرة الثاقبة لموجودات هذا الكون تذكرنا بقوله تعالى  عن مثل هؤلاء العلماء  (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)) آل عمران.

ويقول عن الإلحاد (إن الإلحاد من الحماقة والكراهة للبشرية بحيث لا يوجد لها كثير من الداعين. فهل من الصدفة أن تمتلك الطيور والحيوانات والبشر  أشكال يتماثل جانبها الأيمن مع الأيسر  ولها عينان على جانبي وجوهها وأذنان على جانبي رأسها وأنف بفتحتين وليس أكثر  بين العينين وفم واحد تحت الأنف وإما رجلين أماميتين أو جناحين أو ذراعين على الكتفين ورجلين على الوركين واحدة في كل جانب وليس أكثر, ولذلك فإن هذا التماثل في أشكالها الخارجية لا ينشأ إلا من تقدير وتدبير منشئ. ونجد كذلك أن أعين جميع المخلوقات الحية شفافة وهي الجزء الوحيد الشفاف في الجسم فلها طبقة شفافة صلبة (القرنية) وفي داخلها سائل شفاف وعدسات بلورية في وسطها وكذلك بؤبؤ  أمام العدسات وجميعها قد تم تشكيلها وتثبيتها لغرض الرؤيا بحيث لا يمكن لأي فنان أن يقلدها. هل تعرف الصدفة العمياء أن هناك ضوء وما مقدار إنكساره ومن ثم تصميم أعين جميع المخلوقات بهذه الطريقة العجيبة لكي يستفاد منه. إن مثل هذه وغيرها من العبر كانت وستبقى سائدة مع البشر لكي يؤمنوا بأن هناك كينونة خلقت كل الأشياء وأن كل الأشياء خاضعة له ولذلك يجب أن يخشى.)    

(Atheism is so senseless & odious to mankind that it never had many professors. Can it be by accident that all birds beasts & men have their right side & left side alike shaped (except in their bowells) & just two eyes & no more on either side the face & just two ears on either side the head & a nose with two holes & no more between the eyes & one mouth under the nose & either two fore leggs or two wings or two arms on the sholders & two leggs on the hipps one on either side & no more? Whence arises this uniformity in all their outward shapes but from the counsel & contrivance of an Author? Whence is it that the eyes of all sorts of living creatures are transparent to the very bottom & the only transparent members in the body, having on the outside an hard transparent skin, & within transparent juyces with a crystalline Lens in the middle & a pupil before the Lens all of them so truly shaped & fitted for vision, that no Artist can mend them? Did blind chance know that there was light & what was its refraction & fit the eys of all creatures after the most curious manner to make use of it? These & such like considerations always have & ever will prevail with man kind to beleive that there is a being who made all things & has all things in his power & who is therfore to be feared.)

وقال أيضا (في غياب أي دليل آخر فإن إبهام اليد يقنعني بوجود الله)

(In default of any other proof, the thumb would convince me of the existence of a God)

وقول نيوتن هذا يوافق قوله تعالى (إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)) الجاثية وقوله تعالى (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)) الذاريات.

وقال نيوتن (من تمام مصنوعات الله أنها جميعها  قد عملت بمنتهى البساطة، إنه إله النظام وليس الفوضى)

(It is the perfection of God's works that they are all done with the greatest simplicity. He is the God of order and not of confusion)

وهذا يوافق قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)) النمل.

وقال نيوتن (لقد خلق الله كل الأشياء بالعدد والوزن والقياس)

(God created everything by number, weight and measure.)

وهذا يوافق قوله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)) القمر وقوله تعالى (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)) الفرقان.

ويصف جون كينز في كتابه "نيوتن الرجل" نظرة نيوتن لهذا الكون بقوله (لقد نظر إلى جميع الكون وجميع ما فيه كلغز أو كسر  يمكن قراءته باستخدام التفكير الخالص لتأكيد الدلائل الخفية التي وضعها الله للعالم ويسمح ككونه كنز للفلاسفة للتفتيش عنه لصالح البشرية. ويعتقد أن هذه الدلائل يمكن أن يوجد بعضها في السموات ومكونات العناصر  وبعضها  في الكتب والآثار  التي توارثناها في سلسلة متصلة تعود إلى التنزيلات الخفية الأصلية للبابليين.  )

He looked on the whole universe and all that is in it as a riddle, as a secret which could be read by applying pure thought to certain evidence, certain mystic clues which God had laid about the world to allow a sort of philosopher's treasure hunt to the esoteric brotherhood. He believed that these clues were to be found partly in the evidence of the heavens and in the constitution of elements[...], but also partly in certain papers and traditions handed down by the brethren in an unbroken chain back to the original cryptic revelation in Babylonia. John Maynard Keynes, "Newton the Man," in The Royal Society Newton Tercentenary Celebrations, 15–19 July 1946

صفات الله كما يراها نيوتن

من السهل على العقل البشري أن يستدل على وجود الله عز وجل من خلال النظر إلى مخلوقات هذا الكون والتقين من أنها لها خالق أو صانع يتصف بالعلم والقدرة لما فيها من بديع الصنع. ولكن من الصعب عليه أن يحدد بشكل دقيق صفات هذا الخالق فالذي يشاهد ما يصنعه البشر من أجهزة ومعدات يعلم أن لها صانع بشري يتصف بالعلم والقدرة ولكن لا يمكنه أن يدعي بأن هذا الصانع قادر على تصنيع أي شيء وأنه يعلم كل شيء. ولهذا أرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل لتعريف الناس بالله وبأسمائه وصفاته وكذلك الكيفية التي يعبد بها والتشريعات التي تنظم لهم شوؤن حياتهم على الوجه الأكمل.  ومما يثير العجب أن يصف نيوتن الله عز وجل بنفس الأوصاف التي جاءت في القرأن الكريم علما بأن التوراة والإنجيل لم تأتي على ذكر  كثير من صفات الله عز وجل بل إن بعض نصوصها قامت بتشويه كثير من صفات الله عز وجل, فعلى سبيل المثال جاء في التوراة

قال نيوتن في تعريف الإله الحقيقي (هذا الموجود يحكم كل الأشياء ليس كروح لهذا العالم ولكن كسيد فوق الجميع وبسبب سيادته يجب أن يدعى بإلإله السيد أو الحاكم الكوني. حيث أن كلمة الإله كلمة نسبية بالنسبة للعبيد والألوهية هي سلطان الله ليس على نفسه كما يتصور أولئك  الذين ربهم الخيالي بأنه روح العالم بل على عبيده.  وهذا الإله الأسمى أبدي ولا نهائي وتام الكمال فالموجود مهما كان تاما بدون سلطان لا يمكن أن يدعى بالإله السيد. فنحن نقول إلهي إلاهك إله إسرائيل إله الآلهة ورب الأرباب ولكن لا نقول سرمدي وسرمديك وسرمدي إسرائيل وسرمدي الآلهة ولا نقول لانهائي وتمامي فهذه الألقاب لا تنسب للعبيد, إن كلمة إله قد تعني الرب ولكن ليس كل رب إله. إن سلطة الموجود الروحاني هي التي تجعله إله فالسلطة الحقيقة أو الوهمية هي التي تجعل الإله حقيقي أو وهمي.    ).

(This Being governs all things, not as the soul of the world, but as Lord over all: And on account of his dominion he is wont to be called Lord God παντοκρáτωρ or Universal Ruler. For God is a relative word, and has a respect to servants; and Deity is the dominion of God, not over his own body, as those imagine who fancy God to be the soul of the world, but over servants. The supreme God is a Being eternal, infinite, absolutely perfect; but a being, however perfect, without dominion, cannot be said to be Lord God; for we say, my God, your God, the God of Israel, the God of Gods, and Lord of Lords; but we do not say, my Eternal, your Eternal, the Eternal of Israel, the Eternal of Gods; we do not say, my Infinite, or my Perfect: These are titles which have no respect to servants. The word God usually signifies Lord; but every lord is not a God. It is the dominion of a spiritual being which constitutes a God; a true, supreme or imaginary dominion makes a true, supreme or imaginary God.)

ويكمل نيوتن تعريفه لصفات الله فيقول (ومن هذا السلطان الحقيقي لله يترتب أن يكون الإله الحقيقي موجودا حيا وخبيرا وقويا ومن كمالاته الأخرى أنه الأسمى أو الأعلى . إنه أبدي ولانهائي موجود في كل مكان قادر على كل شيء أي أن حياته تمتد من الأزل إلى الأبد ووجوده من ما لانهائية إلى ما لانهاية وهو يحكم جميع الأشياء ويعلم كل الأشياء التي كانت وستكون . إنه ليس الأبدية أو اللانهائية بل هو الأبدي اللانهائي وإنه ليس الزمان أو المكان بل هو الباقي والحاضر . فهو الباقي إلى الأبد وهو موجود في كل مكان وبوجوده دائما وفي كل مكان فهو خالق المكان والزمان. والله هو نفسه دائما وفي كل مكان وهو موجود في كل مكان ليس مثاليا فقط بل جوهريا حيث أن المثالية لا تدوم بدون جوهر.  ).

(And from his true dominion it follows, that the true God is a Living, Intelligent and Powerful Being; and from his other perfections, that he is Supreme or most Perfect. He is Eternal and Infinite, Omnipotent and Omniscient; that is, his duration reaches from Eternity to Eternity; his presence from Infinity to Infinity; he governs all things, and knows all things that are or can be done. He is not Eternity or Infinity, but Eternal and Infinite; he is not Duration or Space, but he endures and is present. He endures for ever, and is every where present; and by existing always and every where, he constitutes Duration and Space. God is the same God, always and every where. He is omnipresent, not virtually only, but also substantially; for virtue cannot subsist without substance.)

ويكمل نيوتن بضرب الأمثلة التي توضح بعض صفات الله عز وجل  (وفيه توجد وتتحرك كل الأشياء دون أن يؤثر أحدهما على الآخر فالله لا يعاني من حركة الأجسام والأجسام لا تواجه مقاومة من وجود الله في كل مكان. ولذلك أيضا هو كل التماثل كل البصر كل السمع كل العقل كل الأيدي كل القوة  للإدراك والفهم والفعل ولكن بشكل ليس أبدا كالبشر أو الأجسام بل بشكل غير معروفا لنا كليا. وكما أن الأعمى ليس ليه أي فكرة عن الألوان فنحن كذلك ليس لدينا أي فكرة عن الطريقة التي يدرك ويفهم بها الله الحكيم الأشياء. هو كليا يخلوا من الأجسام والأشكال المجسمة ولهذا لا يمكن أن يرى أو يسمع أو يلمس ولا ينبغي أن يعبد من خلال التشبيه لأي شيء مجسم. نحن نملك أفكار عن صفاته ولكن لا نعلم ما هي المادة الحقيقية له.  ففي الأجسام نحن نرى أشكالها وألوانها ونسمع أصواتها ونلمس سطوحها الخارجية ونشم روائحها ونتذوق مذاقاتها أما مادتها الداخلية فنحن لا نعلم عنها شيئا لا بحواسنا ولا بتصوراتنا العقلية ولذلك فبالأحرى أن لا يكون عندنا أي فكرة عن جوهر الله. نحن نعرف الله فقط من خلال حكمته وتدبيره الأكمل للأشياء والمسببات النهائية ونحن نجله لكمالاته ونوقره  تقديرا لسلطانه. فنحن نوقره كعبيد له فالله بدون سلطان وعناية ومسبب نهائي ليس إلا قدر وطبيعة.فالضرورة الغيبية العمياء والتي هي بالتأكيد نفسها دائما وفي كل مكان لا تنتج أي تغيير في الأشياء.  فهل هذا التنوع في الأشياء الطبيعية والتي نجدها مناسبة لكل الأزمان والأمكنة يمكن أن ينشأ من غير شيء أمن من أفكار ومشيئة كينونة لا بد موجودة.  فعلى سبيل المجاز يقال أن الله يرى ويتكلم ويضحكك ويحب ويكره ويرغب ويعطي ويأخذ ويفرح ويغضب ويقاتل ويشكل ويعمل ويبني. فتصوراتنا عن الله مأخوذة من أحوال البشر من خلال التشبيه رغم أنه ليس تاما ولكن فيه بعض الشبه. وهكذا فكل ما يخص الله يتحدث عنه من مظاهر الأشياء وهي بالفعل تنتمي للفلسفة الطبيعية. )

 (In him are all things contained and moved; yet neither affects the other: God suffers nothing from the motion of bodies; bodies find no resistance from the omnipresence of God. Whence also he is all similar, all eye, all ear, all brain, all arm, all power to perceive, to understand, and to act; but in a manner not at all human, in a manner not at all corporeal, in a manner utterly unknown to us. As a blind man has no idea of colours, so have we no idea of the manner by which the all-wise God perceives and understands all things. He is utterly void of all body and bodily figure, and can therefore neither be seen, nor heard, nor touched; nor ought to be worshipped under the representation of any corporeal thing. We have ideas of his attributes, but what the real substance of any thing is, we know not. In bodies we see only their figures and colours, we hear only the sounds, we touch only their outward surfaces, we smell only the smells, and taste the favours; but their inward substances are not to be known, either by our senses, or by any reflex act of our minds; much less then have we any idea of the substance of God. We know him only by his most wise and excellent contrivances of things, and final causes; we admire him for his perfections; but we reverence and adore him on account of his dominion. For we adore him as his servants; and a God without dominion, providence, and final causes, is nothing else but Fate and Nature. Blind metaphysical necessity, which is certainly the same always and every where, could produce no variety of things. All that diversity of natural things which we find, suited to different times and places, could arise from nothing but the ideas and will of a Being necessarily existing. But by way of allegory, God is said to see, to speak, to laugh, to love, to hate, to desire, to give, to receive, to rejoice, to be angry, to fight, to frame, to work, to build. For all our notions of God are taken from the ways of mankind, by a certain similitude which, though not perfect, has some likeness however. And thus much concerning God; to discourse of whom from the appearances of things, does certainly belong to Natural Philosophy.)

لقد جاء هذا الوصف للذات الإلهية مطابقا لما جاء في الآيات القرآنية كما في قوله تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) الحشر وقوله تعالى (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)) الأنعام وقوله تعالى (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)) الحديد وقوله تعالى (فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)) الشورى وقوله تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)) يونس.

إن تحديد نيوتن لصفات الله نجدها متطابقة مع الوصف الذي  أورده  أبو حامد الغزالي في كتابه قواعد العقائد (المعرف إياهم أنه في ذاته واحد لا شريك له فرد لا مثيل له صمد لا ضد له منفرد لا ند له وأنه واحد قديم لا أول له أزلي لا بداية له مستمر الوجود لا آخر له أبدي لا نهاية له قيوم لا انقطاع له دائم لا انصرام له لم يزل ولا يزال موصوفا بنعوت الجلال لا يقضى عليه بالانقضاء والانفصال بتصرم الآباد وانقراض الآجال بل  هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وأنه ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر وأنه لا يماثل الأجسام لا في التقدير ولا في قبول الانقسام وأنه ليس بجوهر ولا تحله الجواهر ولا بعرض ولا تحله الأعراض بل لا يماثل موجودا ولا يماثله موجود ليس كمثله شيء  ولا هو مثل شيء وأنه لا يحده المقدار ولا تحويه الأقطار ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السماوات وأنه مستو على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش والسماء وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء كما لا تزيده بعدا عن الأرض والثرى بل هو رفيع الدرجات عن العرش والسماء كما أنه رفيع الدرجات عن الأرض والثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد إذ لا يماثل قربه قرب الأجسام كما لا تماثل ذاته ذات الأجسام وأنه لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن يحده زمان بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان وأنه بائن عن خلقه بصفاته ليس في ذاته سواه ولا في سواه ذاته وأنه مقدس عن التغيير والانتقال لا تحله الحوادث ولا تعتريه العوارض بل لا يزال في نعوت جلاله منزها عن الزوال وفي صفات كماله مستغنيا عن زيادة الاستكمال وأنه في ذاته معلوم الوجود بالعقول مرئي الذات بالأبصار نعمة منه ولطفا بالأبرار في دار القرار وإتماما منه للنعيم بالنظر إلى وجهه الكريم وأنه تعالى حي قادر جبار قاهر لا يعتريه قصور ولا عجز ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يعارضه فناء ولا موت وأنه ذو الملك والملكوت والعزة والجبروت له السلطان والقهر والخلق والأمر والسماوات مطويات بيمينه والخلائق مقهورون في قبضته وأنه المنفرد بالخلق والاختراع المتوحد بالإيجاد والإبداع خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم لا يشذ عن قبضته مقدور ولا يعزب عن قدرته تصاريف الأمور لا تحصى مقدوراته ولا تتناهى معلوماته وأنه عالم بجميع المعلومات محيط بما يجري من تخوم الأرضين إلى أعلى السماوات وأنه عالم لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء بل يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويدرك حركة الذر في جو الهواء ويعلم السر وأخفى ويطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر وخفيات السرائر بعلم قديم أزلي لم يزل موصوفا به في أزل الآزال لا بعلم متجدد حاصل في ذاته بالحلول والانتقال وأنه تعالى مريد للكائنات مدبر للحادثات فلا يجري في الملك والملكوت قليل أو كثير صغير أو كبير خير أو شر نفع أو ضر إيمان أو كفر عرفان أو نكر فوز أو خسران زيادة أو نقصان طاعة أو عصيان إلا بقضائه وقدره وحكمته ومشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا يخرج عن مشيئته لفتة ناظر ولا فلتة خاطر بل هو المبدئ المعيد الفعال لما يريد لا راد لأمره ولا معقب لقضائه ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته ولا قوة له على طاعته إلا بمشيئته وإرادته فلو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته ومشيئته لعجزوا عن ذلك وأن إرادته قائمة بذاته في جملة صفاته لم يزل كذلك موصوفا بها مريدا في أزله لوجود الأشياء في أوقاتها التي قدرها فوجدت في أوقاتها كما أراده في أزله من غير تقدم ولا تأخر بل وقعت على وفق علمه وإرادته من غير تبدل ولا تغير دبر الأمور لا بترتيب الأفكار ولا تربص زمان فلذلك لم يشغله شأن عن شأن وأنه تعالى سميع بصير يسمع ويرى ولا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دق ولا يحجب سمعه بعد ولا يدفع رؤيته ظلام يرى من غير حدقة وأجفان ويسمع من غير أصمخة وآذان كما يعلم بغير قلب ويبطش بغير جارحة ويخلق بغير آلة إذ لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق وأنه تعالى متكلم آمر ناه واعد متوعد بكلام أزلي قديم قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق فليس بصوت يحدث من انسلال هواء أو اصطكاك أجرام ولا بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كتبه المنزلة على رسله عليهم السلام وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله تعالى لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق وأن موسى صلى الله عليه وسلم سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف كما يرى الأبرار ذات الله تعالى في الآخرة من غير جوهر ولا عرض وإذا كانت له هذه الصفات كان حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما بالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات وأنه سبحانه وتعالى لا موجود سواه إلا وهو حادث بفعله وفائض من عدله على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها وأعدلها وأنه حكيم في أفعاله عادل في أقضيته لا يقاس عدله بعدل العباد إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره ولا يتصور الظلم من الله تعالى فإنه لا يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما فكل ما سواه من إنس وجن وملك وشيطان وسماء وأرض وحيوان ونبات وجماد وجوهر وعرض ومدرك ومحسوس حادث اخترعه بقدرته بعد العدم اختراعا وأنشأه إنشاء بعد أن لم يكن شيئا إذ كان موجودا وحده ولم يكن معه غيره فأحدث الخلق بعد ذلك إظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق من إرادته ولما حق في الأزل من كلمته لا لافتقاره إليه وحاجته وأنه متفضل بالخلق والاختراع والتكليف لا عن وجوب ومتطول بالإنعام والإصلاح لا عن لزوم فله الفضل والإحسان والنعمة والامتنان إذ كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب ويبتليهم بضروب الآلام والأوصاب ولو فعل ذلك لكان منه عدلا ولم يكن منه قبيحا ولا ظلما وأنه عز وجل يثبت عباده المؤمنين على الطاعات بحكم الكرم والوعد لا بحكم الاستحقاق واللزوم إذ لا يجب عليه لأحد فعل ولا يتصور منه ظلم ولا يجب لأحد عليه حق وأن حقه في الطاعات وجب على الخلق بإيجابه على ألسنة أنبيائه عليهم السلام لا بمجرد العقل ولكنه بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاءوا به).

تعريف نيوتن للدين الصحيح

لقد حدد نيوتن عقيدته  في قوله (أنا أومن بإله واحد الأب العظيم خالق السماء والأرض وكل الأشياء المرئية وغير المرئية وبسيد واحد المسيح عيسى أبن الله الذي ولد من العذراء مريم وقاسى تحت ودفن وقام في اليوم الثالث من الأموات ورفع إلى السماء وسوف يعود ليحاسب الأحياء والأموات وأؤمن بالروح القدس الذي تحدث عنه الأنبياء )

(I beleive in one God, the ffather almighty, maker of heaven & earth, & of all things visible & invisible, & in one Lord Iesus Christ the Son of God, who was born of the Virgin Mary, suffered under Pontius Pilate, was buried, the third day rose again from the dead: He ascended into heaven & shall come to judge the quick & the dead . And I beleive in the holy Ghost who spake by the Prophets)

وفي مقالة عن تاريخ الكنيسة قال نيوتن (علينا أن نؤمن بإله واحد والذي علينا أن نحبه ونخافه. وعلينا أن نؤمن بأنه الأب أو الرب العظيم وهو خالق كل الأشياء بالقدرة العظيمة لمشيئته والذي علينا أن نشكره ونعبده هو وحده لأنه أوجدنا ولكل النعم  في هذه الحياة. وعلينا أن نؤمن بأنه هو إله موسى واليهود الذي خلق السموات والأرض والبحر وجميع الأشياء كما نصت عليه الوصايا العشر ولكي لا نحلف باسمه باطلا ولا نعبد صور وتماثيل مرئية ولا نتخذ إله سواه. فهو  لا شبيه له وهو الإله غير المرئي الذي لم تره عين ولن تراه عين ولذلك يجب أن لا يعبد في أي شكل مرئي)

(We must believe in one God that we may love & fear him. We must believe that he is the father Almighty, or first author of all things by the almighty power of his will, that we may thank & worship him & him alone for our being and for all the blessings of this life < insertion from f 43v > We must believe that this is the God of moses & the Jews who created heaven & earth & the sea & all things therein as is expressed in the ten commandments, that we may not take his name in vain nor worship images or visible resemblances nor have (in our worship) any other God then him. For he is without similitude he is the invisible God whom no eye hath seen nor can see, & therefore is not to be worshipped in any visible shape. He is the only invisible God & the only God whom we are to worship & therefore we are not to worship any visible image picture likeness or form.) Drafts on the history of the Church (Section 3). Yahuda Ms. 15.3, National Library of Israel, Jerusalem, Israel. 2006 Online Version at Newton Project.

وقال كذلك (إن الإحتفاء بالله لأبديته وسعته وإحاطته وقدرته لا شك أنه من التقوى وهو واجب على كل مخلوق أن يعمله بقدر سعته ولكن أحكم الحاكمين يطلب منا أن نحتفي ليس فقط بجوهره بل بأفعاله فهو الخالق الحافظ المهيمن على كل شيء طبقا لمشيئته ولطفه. إن الحكمة والقدرة والرحمة والعدالة التي دائما يظهرها في أفعاله هي  .......  )

(To celebrate God for his eternity, immensity, omnisciency, and omnipotence is indeed very pious and the duty of every creature to do it according to capacity, but...the wisest of beings required of us to be celebrated not so much for his essence as for his actions, the creating, preserving, and governing of all things according to his good will and pleasure.  The wisdom, power, goodness, and justice which he always exerts in his actions are his glory which he stands so much upon, and is so jealous of...even to the least tittle.)

وقام نيوتن بتعريف الدين الصحيح فقال (الدين قسم منه أساسي وغير  متغير والقسم الآخر  ظرفي وقابل للتغيير. فالقسم الأول هو دين أدم وإدريس ونوح وإبراهيم وموسى والمسيح وجميع القديسين ويتكون بدوره من قسمين قسم يحدد واجبنا اتجاه  الله والقسم الآخر واجبنا اتجاه الناس أو التقوى والصلاح أو ما أطلق عليه القسم الإلهي والقسم الإنساني. فالتقوى أو القسم الإلهي تتألف من معرفة الله وحبه وعبادته أما الصلاح أو القسم الإنساني فهو  حب الناس والعدل معهم وعمل الخير لهم. فعليك بحب ربك من قلبك وبكل روحك وبكامل عقلك وهي الوصية الأولى والكبرى أما الثانية وهي لا تقل عنها عليك بحب جارك كما تحب نفسك. وعلى هاتين الوصيتين قامت جميع شرائع الأنبياء.   )

(Religion is partly fundamental & immutable partly circumstantial & mutable. The first was the Religion of Adam, Enoch, Noah, Abraham Moses Christ & all the saints & consists of two parts our duty towards God & our duty towards man or piety & righteousness, piety which I will here call Godliness & Humanity. Godliness consists in the knowledge love & worship of God, Humanity in love, righteousness & good offices towards man. Thou shall love the Lord thy God with all thy heart & with all thy Soul & with all thy mind: this is the first & great commandment & the second is like unto it, Thou shalt love thy neighbour as thy self. On these two commandments hang all the law & the Prophets. Mat. 22. The first is enjoyned in the four first commandments of the Decalogue & the second in the six last.)

وقال نيوتن في إحدى مقالاته معرفا الإله الذي يعترف به ويعبده  بدون أي واسطة (وهكذا علينا الإعتراف بإله واحد لانهائي أبدي موجود في كل مكان عالم بكل شيء قادر على كل شيء الخالق لكل شيء الحكيم العادل البر القدوس الذي لا إله إلا هو. وعلينا أن نحبه ونخافه ونقدسه ونتوكل عليه ونصلي له ونشكره ونحمده ونبجل اسمه ونطيع أوامره ونخصص أوقاتا لخدمته كما جاء في الوصايا الثالثة والرابعة. لهذا فإن حب الله هو في حفظ أوامره وأوامره ليست صعبة. وعلينا أن لا نفعل هذه الأشياء لأي وسطاء بيننا وبين الله ولكن له وحده لكي يرسل علينا ملائكته التي تتعهدنا والذين هم كشركائنا في العبودية يسعدون بالعبادة التي نقدمها لربهم. إن هذا هو  الجزء الأول والرئيسي للدين. لقد كان هذا وسيبقى دائما هو  الدين لجميع عباد الله منذ بداية العالم وإلى نهايته. )

(We are therefore to acknowledge one God infinite eternal omnipresent, omniscient omnipotent, the creator of all things most wise, most just, most good most holy;, & to have no other Gods but him. We must love him feare him honour him trust in him pray to him give him thanks praise him hallow his name obey his commandments & set times apart for his service as we are directed in the third & fourth commandments. For this is the love of God that we keep his commandments & his commandments are not grievous 1 Iohn. 5.3 These things we must do not to any mediators between him & us but to him alone, that he may give his Angels charge over us who being our fellow servants are pleased with the worship which we give to their God.. And this is the first & principal part of religion, This always was & always will be the religion of all Gods people, from the beginning to the end of the world.) A short Schem of the true Religion' Author: Isaac Newton Source: Keynes Ms. 7, King's College, Cambridge, Published online: February 2002

وهذا الفهم الدقيق لمفهوم الدين الصحيح يتطابق مع قوله تعالى (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15))الشورى وقوله تعالى (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)) المائدة .

 

نيوتن وتعريف الوثنية أو الشرك

وقام نيوتن أيضا بتعريف مختلف أشكال الوثنية والشرك فقال (الوثنية جريمة خطيرة لانها تتماشى مع سلطة الملوك وهي تندس إلى البشر من خلال ذرائع مغرية. فالملوك بميلهم للاستمتاع بتبجيل أسلافهم الموتى واستصوابم ظاهريا تبجيل أرواح الأبطال والقديسين والاعتقاد بأنهم يسمعوننا ويساعدوننا وأنهم وسطاء بين الله والبشر  وأنهم يقيمون ويفعلون في المعابد والتماثيل المكرسة لتبجيلهم وذكراهم. ولأن هذا يضاد الجزء الرئيسي من الدين فقد أدينت وأبغضت في الكتب المقدسة فوق كل الجرائم. هذا الذنب يشمل أولا إهمال خدمة الإله الحقيقي حيث أن المزيد من الوقت والتكريس الذي يمضيه المرء في عبادة الألهة المزيفة سيقلل من الوقت المخصص للإله الحقيقي. أما ثانيا فإن خدمة الألهة الزائفة أو المختلقة كالأشباح وأرواح الأموات وما شابه ذلك من المخلوقات التي جعلتها آلهة لك وذلك بادعاء أنها تسمع صلاتك أو قد تنفعك أو تضرك  وتدعوها لتحميك وتباركك وتثق بها  لن تنفعك فهي آلهة زائفة لا تمتلك القدرة التي نسبتها إليها والتي عليها تعتمد.  إن المصرين وبقية الوثنين الذين نشروا الوثنية يؤمنون بتقمص الأرواح ويقولون أن أرواح الناس بعد الموت تذهب إلى أشياء مختلفة كالحيوانات المقدسة عند المصرين والشمس والقمر والنجوم وعلى هذا الإعتقاد أسسوا عبادتهم لهذه الأشياء. وكذلك الأشخاص الطماعين الذين يضعون ثقتهم بالأغنياء بدلا من الله فإنهم يعتبرون إلى حد ما وثنيين. وبشكل أوضح فإن من الوثنية (الشرك) الاعتماد على طقوس التعاويذ والأجسام الميتة والأشياء المكرسة فجميعها عبادة للمخلوق بدلا من الخالق. فالأخشاب والحجارة لا تمتلك القدرة وهي غير مسكونة بأرواح البشر  لها أعين لا تبصر بها ولها آذان لا تسمع بها. إن الأوثان لا شيء في العالم إنها تافهة وكاذبة وقدرتها زائفة وعلى هذا الأساس تدعى آلهة زائفة وسخر منها جميع الرسل القدماء )

(Idolatry is a more dangerous crime because it is apt by the authority of Kings & under very specious pretenses to insinuate it self into mankind. Kings being apt to enjoyn the honour of their dead ancestors: & it seeming very plausible to honour the souls of Heroes & Saints & to beleive that they can heare us & help us & are mediators between God & man & reside & act principally in the temples & statues dedicated to their honour & memory? And yet this being against the principal part of religion is in scripture condemned & detested above all other crimes. The sin consists first in omitting the service of the true God. For the more time & devotion one spends in the worship of false Gods the less he is able to spend in that of the true one: secondly in serving fals or feigned Gods, that is Ghosts or spirits of dead men or such like beings which you make your Gods by feigning that they can hear your prayers & do you good or hurt & praying to them for protection & blessings & trust in them for the same, & which are false Gods because they have not the powers which you ascribe to them & on which you trust. The Egyptians & other heathens who propagated Idolatry beleived the transmigration of souls & accordingly taught that the souls of men after death went into several subjects as into the Ox Apis & other sacred animals of Egypt, into the Sun Moon & Stars, into Images consecrated to them &c & on this opinion grounded their worship of those subjects. So covetous men by putting that trust in riches which they should put in God become a sort of Idolaters. And much more plainly is it idolatrous to trust in charmes ceremonies, dead bodies, consecrated substances & the like. All this is worshipping the creature instead of the creator.] Stocks & Stones have no such powers, they are not inhabited by the souls of dead men,, eyes have they & see not ears have they & hear not. An Idols are  nothing in the world, They are vanities, lies, fictitious powers, & on this account they are called false Gods & derided as such by all the old Prophets.)

وقد جاء هذا الوصف الرائع لمختلف أنواع الشرك بالله مطابقا لكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن جريمة الشرك كما سماها نيوتن كما في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)) النساء  وقوله تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) لقمان وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)) الأعراف وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)) الحج وقوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)) الشعراء.

نيوتن يؤمن بأن المسيح بشر  وأنه رسول من الله للبشر

إن قيام نيوتن بتحديد صفات الله وتعريف الدين الصحيح وكذلك تعريف الوثنية والشرك  لكي يمهد لإثبات أن المسيح عليه السلام ما هو إلا بشر وأنه مرسل من الله عز وجل لهداية البشر  وعليه يجب أن لا نعبده كما نعبد الله عز وجل. فالذي يعرف الله حق معرفته ويقدره حق قدره لا يمكنه أن يتقبل أو يتصور أن هذا الإله وبهذه الصفات اللانهائية يمكن أن يظهر أو يحل في شخوص مرئية أو أن يكون له ولد يشاركه هذه الصفات ولهذا قال نيوتن مقولته المشهورة (يمكن للشخص أن يتصور أشياء خاطئة ولكنه يفهم فقط تلك الصحيحة لأن الأشياء إذا كانت خاطئة فإنه من الصعب إستيعابها ) وكأنه يقصد عقيدة الثالوث.

(A man may imagin things that are fals but he can only understand things that are true for if the things be fals, the apprehension of them is not understanding.) Theological Notebook (Part 1)

وفي مقالة له عن الأديان جمع نيوتن جميع نصوص الكتب المقدسة التي تؤكد على وحدانية الله وأنه لا شريك له في ألوهيته ونورد بعض هذه النصوص:

(نحن نعلم أن الأصنام ليست بشئ في هذا العالم وأنه لا إله إلا الله وقد يوجد ما تسمى آلهة سواء في السماء أو في الأرض ولكن بالنسبة لنا لا يوجد إلا إله واحد وهو الأب الذي منه كل الأشياء  وسيد واحد المسيح عيسى الذي كانت به الأشياء ونحن منه)

(We know that an Idol is nothing in the world, & that there is none other God but one, For though there be that are called Gods whether in heaven or in earth (as there be Gods many & Lords many) yet to us there is but one God, the Father of whom are all things & one lord Iesus Christ by whom are all things & we by |  through him 1 Cor 8.6.)

(هذه الحياة الأبدية لكي نعرف الإله الحقيقي الواحد والمسيح عيسى الذي أرسله)

(This is life eternal that they might know the onely true God, & Iesus Christ whom thou hast sent. Iohn 17.3.)

(يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والإنسان وهو المسيح عيسى)

(There is one God & one Mediator between God & Man the Man Christ Iesus. 1 Tim. 2.5.)

(رئيس كل إنسان المسيح ورئيس كل إمرأة الرجل ورئيس المسيح هو الله)

(The head of every man is Christ, & the head of the woman is the man, & the head of Christ is God. 1 Cor 11.3. All are your's & ye are Christ's & Christ is God's. 2 Cor. 3.22, 23.)

(عندما تخضع له كل الأشياء كذلك الأبن نفسه سيذعن له  وهو الذي وضع الأشياء تحته ليكون الله هو كل شيء)

(When all things shall be subdued unto him then shall the son also himself be subject unto him that put all things under him that God may be all in all. 1 Cor 15.28)

(الله أيد عيسى الناصري  بالروح القدس والقوة  والذي ذهب ليعمل الخير ويشفي جميع الذين ظلموا من الشيطان لأن الله معه والذي رفعه في اليوم الثالث وهو الذي كلف من الله ليحاسب الحي والميت)

(God annointed Iesus of Nazareth with the holy ghost & with power, who went about doing good & healing all that were oppressed of the Devill for God was with him – him God raised up the 3d day — it is he which was ordained of God to be the iudg of quick & dead. Acts. 10.38.)

(ولكن ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلمها أي إنسان ولا الملائكة الذين في السماء ولا حتى الإبن بل الأب فقط)

(But of that day & that hower knoweth no man, no not the angels which are in heaven, neither the Son, but the Father. Mark 13.32)

(وصاح عيسى: من أمن بي لا يؤمن بي بل يؤمن بالذي أرسلني والذي يراني إنما يرى الذي أرسلني )

(Iesus cried: He that beleiveth on me beleiveth not on me, but on him that sent me And he that seeth me seeth him that sent me. Iohn 12.44.)

ولكي يزيل  نيوتن اللبس الذي قد ينشأ قي أذهان بعض الناس حول كلمات الرب والإله التي وردت في الكتب المقدسة  بين أن إطلاق كلمة الرب على المسيح والملائكة وحتى الملوك ليس مبررا لكي نعتبرهم ألهة يستحقون العبادة حيث يقول في مقالة تاريخ الكنيسة (لم نمنع من إطلاق إسم الرب على الملائكة والملوك ولكننا منعنا من أن نعبدهم كألهة. فهناك من يسمون أرباب سواء في السماء أو في الأرض ولكن بالنسبة لنا لا يوجد إلا إله واحد الأب الذي منه كل الأشياء ونحن فيه وسيدنا المسيح عيسى والذي منه كل الأشياء ونحن فيه ولكن إله واحد وسيد واحد في عبادتنا: إله واحد ووسيط واحد بين الله والإنسان وهو الإنسان المسيح عيسى. لقد منعنا أن نعبد إلهين إثنين ولكن لم نمنع من عبادة إله واحد وسيد واحد : إله واحد لخلقه كل الأشياء وسيد واحد افتدانا بدمه. علينا أن لا نصلي لإلهين إثنين بل نصلي لإله واحد بإسم سيد واحد. ولهذا علينا أن نؤمن بسيد واحد المسيح عيسى الذي يجب أن نطيعه كأتباع له ونحفظ شرائعه ونعطيه الاحترام والتبجيل والعبادة التي يستحقها كسيد وملك لنا وإلا فلسنا من أتباعه. إن السيد عيسى هو المسيح أو الأمير الذي تنبأ به دانيال وعلينا أن نعبده كمسيح وإلا فلسنا مسيحيين. لقد أخبر اليهود بوجود إله واحد وأخبروا بقدوم ملك لهم وكذلك المسيحيون قد أخبروا في عقيدتهم بوجود نفس الإله الواحد وأن الملك هو المسيح. ).

 (We are not forbidden to give the name of Gods to Angels & Kings but we are forbidden to worship them as Gods. For tho there be that are called Gods whether in heaven or in earth (as there are Gods many & Lords many) yet to us there is but one God the Father of whom are all things & we in him & our Lord Jesus Christ by whom are all things & we in him, that is, but one God & one Lord in our worship: One God & one mediator between God & man the man Christ Jesus. We are forbidden to worship two Gods but we are not forbidden to worship one God, & one Lord: one God for creating all things & one Lord for redeeming us with his blood. We must not pray to two Gods, but we may pray to one God in the name of one Lord. We must believe therefore in one Lord Jesus Christ that we may behave our selves obediently towards him as subjects & keep his laws, & give him that honour & glory & worship which is due to him as our Lord & King or else we are not his people. We must believe that this Lord Jesus is the Christ, or Messiah the Prince predicted by Daniel, & we must worship him as the Messiah or else we are no Christians. The Jews who were taught to have but one God were also taught to expect a king, & the Christians are taught in their Creed to have the same God & to believe that Jesus is that King.) Drafts on the history of the Church (Section 3). Yahuda Ms. 15.3, National Library of Israel, Jerusalem, Israel. 2006 Online Version at Newton Project)

لقد جاء رأي نيوتن في المسيح عليه السلام موافقا لما جاء في القرآن الكريم من أنه بشر ولكنه يختلف عنهم بأنه ولد بمعجزة إلهية من أم بدون أب وأنه رسول من الله عز وجل إلى البشر  وأيده بمعجزات كثيرة كما جاء في قوله تعالى (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)) آل عمران وقوله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)) المائدة وقوله تعالى (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)) المائدة.

 

إكتشاف نيوتن للتحريفات التي أدخلت عقيدة التثليث في المسيحية

تمكن إسحق نيوتن في رسالة كتبها إلى أحد أصحابه وهو  الفيلسوف الإنجليزي جون لوك  بعنوان (وصف تاريخي لتحريفين مهمين للكتاب المقدس) (An Historical Account of Two Notable Corruptions of Scripture) من كشف التحريفات التي حدثت في مقطعين من الكتاب المقدس هما 1 يوحنا 5 : 7 و 1 تيموثاوس 3 : 16 والتي أدت إلى إدخال عقيدة الثالوث في المسيحية. وقد طبعت هذه الرسالة بعد موت نيوتن بسبعة وعشرين سنة  حيث لم يقم نيوتن بنشر هذه الرسالة خلال حياته لأسباب سياسية حيث أن الذي يكتب عن مسألة الثالوث يتعرض للاضطهاد. ففي 1698 كان قانون محاربة التجديف يجرم من أنكر ألوهية أحد أقانيم الثالوث ويعاقبه بداية بالعزل وعند التكرار بالسجن. ولهذا فقد فقد أحد أصدقاء نيوتن وهو  ويليام ويستون منصبه في جامعة كامبردج سنة 1711 بسبب ذلك وكذلك تم إعدام  طالب عمره 18 في إدنبرة اسكوتلندا سنة 1697 بسبب إنكاره عقيدة الثالوث. ولم تصحح طبعات الكتاب المقدس هذين المقطعين إلا في القرن التاسع عشر حيث تحذف النسخ الحديثة مقطع الفاصلة اليوحناوية ويوضع أحيانا في الهامش مع تعليق يشير إلى أنه غير موجود في أقدم المخطوطات وكذلك تحذف النسخ الحديثة كلمة "الله" من 1 تيموثاوس 3 : 16.

يقول نيوتن في مقدمة رسالته (بما أن كتابات بعض الكتاب المتأخرين أثارت عندك الفضول لمعرفة حقيقة النص في الكتاب المقدس المتعلق بشاهدة الثلاثة في السماء 1 يوحنا 5 : 7 فإني أرسل لك وصف لما كانت القراءة عليه عبر كل العصور والخطوات التي تغيرت بها كما أمكنني تحديده من السجلات. ولقد كتبتها إليك بكل حرية لعلمك بالإساءات التي أوقعتها الكنيسة الرومية على العالم.  ولا يوجد ما هو أفضل لخدمة الحقيقة من تطهيرها من الأشياء الزائفة ولهذا ولعلمي بفطنتك ومزاجك الهاديء فأنا واثق أني لن أزعجك بإخبارك ما في عقلي بصراحة )

(Since the discourses of some late writers have raised in you a curiosity, of knowing the truth of that text of Scripture concerning the testimony of the three in heaven 1 Iohn 5.7: I have here sent you an account of what the reading has been in all ages, & by {what} steps it has been changed, so far as I can hitherto determine by records. And I have done it the more freely because to you who understand the many abuses which they of the Roman Church have put upon the world, There cannot be better service done to the truth then to purge it of things spurious: & therefore knowing your prudence & calmnesse of temper, I am confident I shal not offend you by telling you my mind plainly.)

ويلخص نيوتن في بداية الرسالة تاريخ التحريف الأول بقوله (إن تاريخ التحريف بشكل مختصر  هو كما يلي: قام اللاتين أولا بتفسير الروح والماء والدم للأب والإبن والروح القدس على أنهم واحد. ومن ثم قام جيروم لنفس الهدف بإدخال الثالوث بكلمات واضحة في نسخته ومنه قام الأفارقة بتبني عقيدة الثالوث ضد الفاندال بعد موته بأربعة وستين عاما. وفيما بعد لاحظ اللاتين ملاحظاته على هوامش كتبهم وبدأت تزحف مع مرور الزمن إلى النص مع عمليات النسخ وذلك في القرن الثاني عشر وما بعده من القرون. ومع ظهور الطباعة إنتقل التحريف من اللاتينية إلى اليونانية المطبوعة خلافا لما في جميع النسخ اليونانية القديمة. )

(The history of the corruption in short is this. First some of the Latines interpreted the spirit water & blood of the Father, Son & Holy ghost to prove them one. Then Ierome for the same end inserted the Trinity in expres words into his Version. Out of him the Africans {began to allege} it against the Vandals about 64 years after his death. Afterwards the Latines noted his variations in the margins of their books & thence it began at length to creep into the text in transcribing, & that chiefly in the twelft & following Centuries when revived by the Schoolmen. And when printing came it crept <2r> out of the Latine into the printed Greek against the authority of all the greek MSS & ancient Versions. )

وفي هذه الرسالة المألفة من 74 صفحة تمكن نيوتن من خلال الرجوع  لكتابات آباء الكنيسة القدماء والمخطوطات اليونانية واللاتينية وشهادات النسخ الأولى للكتاب المقدس بأن يثبت أن الكلمات " فَإِنَّ هُنَالِكَ ثَلاَثَةَ شُهُودٍ فِي السَّمَاءِ، الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ، وَهَؤُلاءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ " لم تكن في المخطوطات اليونانية الأصلية وقد تتبع كيف دخلت هذه الكلمات المشكوك فيها إلى النسخ اللاتينية أولا كملاحظة هامشية ومن ثم إلى النصوص نفسها. وقد بين نيوتن أن "النسخ الأثيوبية والسريانية والعربية والأرمنية والسلافية التي ما زالت تستعمل في عدة أمم شرقية كأثيوبيا ومصر وسوريا والعراق وأرمينيا وموسكو وغيرها لا تعرف هذه القراءة. وقد لاحظ نيوتن أن إزالة النص المضاف يجعل المعنى واضحا وطبيعيا والنقاش كاملا وقويا ولكن بوضع شهادة الثلاثة في السماء ينقطع ويفسد المعنى. أما التحريف الثاني الذي شرحه  نيوتن  في رسالته فهو في مقطع 1 تيموثاوس 3 : 16 والذي يقول حسب نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس: وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ، بُشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، ثُمَّ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ. فقد قام نيوتن بتقديم أدلة على أنه بتغيير بسيط للنص اليوناني تغيرت العبارة من "هو ظهر في الجسد" إلى "الله ظهر في الجسد" وأكد أن الكتاب المسيحيين القدماء في إشاراتهم للآية لم يعرفوا عن هذا التغيير.

ويتهم نيوتن القديس جيروم الذي عاش في القرن الخامس بتحريف هذا النص لصالح المؤيدين لعقيدة الثالوث  بعد أن شب الخلاف بينهم وبين الرافضين لها وهم الأريوسيون (Arians) وذلك في نهاية القرن الثالث الميلادي. ويعتبر الجدل الأريوسى أعظم جدل لاهوتي في تاريخ المسيحية وقد استمر على طول القرن الرابع الميلادي وعقدت لهذا الغرض عدة مجامع مسيحية كمجمع نيقيه ومجمع القسطنطينية لتحديد طبيعة الأب والأبن والروح وفيها تم الإتفاق بأن الآب والابن والروح القدس متساوون في الجوهر ومن طبيعة واحدة هي الطبيعة الإلهية وهو ما يسمى بعقيدة الثالوث (Trinity) . يقول نيوتن بخصوص هذا الموضوع (والآن فإن هذا التطبيق الباطني للروح والماء والدم للدلاله على الثالوث يبدو  لي أنها أتاحت الفرصة لشخص ما سواء بسوء نية لإدخال شهادة الثلاثة في السماء بكلمات صريحة في النص للبرهنة على الثالوث أو  كملاحظة على هامش الكتاب لأغراض التفسير  ومن ثم زحفت للنص أثناء النسخ. وطبقا للسجلات فإن أول من أدخلها هو جيروم إذا ما صح أن التمهيد للخطاب الكنسي الذي صدر باسمه هو له.  ولكن في حين أنه يعترف أن النص لم يكن في الكتب اللاتينية ويتهم المترجمين السابقين بتزيف الكتب المقدسة بحذفه منها فإنه يكفينا أن النص قد دخل للاتينية منذ عهده. وعلى هذا فإن القراءة لا توجد في أي مخطوطة إلا اللاتينية ولا حتى اللاتينية قبل عصر جيروم كما يعترف جيروم نفسه ليس لها أي شرعية بل تسقط هذه الشرعية بعد أن برهنا أن هذه القراءة زائفة من خلال أنها لم تكن معروفة في الكنائس الغربية والشرقية في زمن الجدل الكبير حول الثالوث )

(Now this mystical application of the spirit water & blood to signify the Trinity, seems to me to have given occasion to some body either fraudulently to insert the testimony of the three in heaven in expresse words into the text for proving the Trinity, or else to note it in the margin of his book by way of interpretation, whence it might afterwards creep into the text in transcribing. And the first upon record that inserted it is Ierome, if the f[8] Preface to the Canonical Epistles which pass under his name are his. But whilst he confesses it was not in the Latine before, & accuses former Translators of falsifying the scriptures in omitting it, he satisfies us that it has crept into the Latine since his time. A reading to be found in no manuscripts but the Latine, & not in the Latine before Ierome's age as Ierome himself confesses, can be but of little authority, & this authority sinks because we have already proved the reading spurious by shewing that it was heretofore unknown both to the western & eastern churches in the times of the great controversies about the Trinity.)

                        ولقد حذر القرآن الكريم أتباع المسيح عليه السلام بعد ما يقرب من مائتي عام من إدخال عقيدة الثالوث في دينهم وبين أنها تتعارض مع عقيدة التوحيد التي دعت إليهاجميع  الأديان السماوية وذلك في قوله تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)) النساء  وقوله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَواتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)) المائدة

 

نيوتن وعدالة الله مع جميع البشر

من المعروف أن غالبية أتباع الأديان من يهود ومسيحيين ومسلمين يتمسكون بتعاليم دينهم لا عن قناعة تامة بل لأنهم وجدوا أبائهم يفعلون ذلك وهذا النوع من الدين هو دين الإتباع وليس الإقتناع والذي ذمه الله سبحانه بقوله عز من قائل (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)) الزخرف. وقليل من الناس من يتحرر من قيد التعصب للدين الذي يؤمن به ويبدأ بالتأكد من صحة ما يؤمن به فيقر الصحيح منه ويترك الخطأ كما فعل نيوتن مع كثير من المسائل في المسيحية.  

فقد قال نيوتن حول موضوع إدعاء أتباع الأديان بأن كل منهم هو الأقرب إلى الله  (وهل تظنون أيها المسيحيون أن الذي حاسب هؤلاء الذين يعملون مثل هذه الأشياء وأنتم تعملون مثلها أنكم ستفلتون من حساب الله الذي سيحاسب كل إنسان تبعا لأعماله فلا إعتبار للأشخاص عند الله. فجميع الذين يذنبون ولا شريعة لهم سيهلكون وجميع الذين يذنبون في شريعتهم سيحاسبون بهذه الشريعة في اليوم الذي سيحاسب فيه الله سرائر البشر  بواسطة المسيح عيسى. وهكذا ترون أنه لا يوجد إلا شريعة واحدة لكل البشر وهي شريعة الصلاح والخير  والتي أمر بها المسيحيون بالمسيح واليهود بموسى وجميع البشر  بهداية العقل وبهذه الشريعة سيحاسب جميع الناس في اليوم الآخر. هذا هو دين القرون الأولى حتى تخلوا عن العبادة الصحيحة لله الحق وانصرفوا إلى عبادة الموتى والأصنام فتركهم الله إلى شهواتهم وأهوائهم ليعملوا كل أنواع الفساد. فاليهود لم يرفضوا دين نوح والقرون الأولى ولكنهم أرشدوا المشركين إليها كدين قديم صحيح ولكن لم يعتبروه تاما كدين موسى. وبنفس الطريقة فإن من الواجب علينا دعوة المشركين إليه (التقوى والصلاح)  وينبغي علينا أن نقدر ونحب من يقتنع بها ويمارسها على الرغم من أنهم لا يؤمنون بالمسيح.  )

(And thinkest thou this O [christian] man that judgest them who do such things & doest the same that thou shalt escape the judgment of God --- who will render to every man according to his deeds -- For there is no respect of persons with God. For as many as have sinned without the law [of Moses] shall also perish without the law & as many as have sinned in the law shall be judged by the law in the day when God shall judge the secrets of Men by Iesus Christ. Thus you see there is but one law for all nations the law of righteousness & charity dictated to the Christians by Christ to the Iews by Moses & to all mankind by the light of reason & by this law all men are to be judged at the last day. This was the religion of the first ages till they forsook the right worship of the true God & turned aside to the worship of dead men & Idols, & then God gave them over to their lusts & passions for working all manner of unrighteousness. The Iews rejected not the Religion of Noah & the first nations but proselited the heathens to <2v> it as to the true ancient religion tho a religion which they accounted not so perfect as that of Moses. And in like manner we may lawfully proselite heathens to it (that is to piety & righteousness) & ought to value & love those who profess & practise it even though they do not yet believe in Christ. )

لقد جاء رأي نيوتن في عدالة الله مع جميع البشر مطابقا تمام التطابق مع ما جاء في القرآن الكريم والذي يؤكد على أن الله عز وجل لا يحابي أحد من خلقه بل يحاسبهم بعدالة تامة فقال عز من قائل (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)) البقرة   والقائل سبحانه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)) المائدة والقائل سبحانه (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)) النساء  والقائل سبحانه (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113))البقرة .

موقف نيوتن من الرهبانية والصليب والطقوس الدينية

لقد وجدت ما قاله نيوتن عن تاريخ الرهبانية في المسيحية هو أفضل تفسير  لقوله تعالى (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)))  الحديد . فبعد أن قام نيوتن بتعريف الدين الصحيح وتعريف الأشكال المختلفة للوثنية كان من السهل عليه أن يفرق بين العبادات الصحيحة  والعبادات الزائفة التي يقوم بها المسيحيون في كنائسهم. لقد بدأت الرهبانية بالظهور بعد تعرض المسيحين الأوائل للإضطهاد الشديد فسكنوا في البراري والكهوف هربا من الظلم وبدأوا بالتفرغ لعبادة الله عز وجل من صلاة وصيام وعزوف عن الزواج وتحريم أكل بعض الطيبات كاللحوم وكانوا في ذلك يبتغون رضوان الله. ومع إنتشار المسيحية وأصبحت دين الدولة الرومانية  بدأ الرهبان بالعودة للمدن والسكن في الكنائس وقام الناس بتبجيلهم وتقديم الأموال إليهم وبدأ مع ذلك الإنحراف تدريجيا عن الرهبانية الخالصة فبدأوا بإختراع كثير من الطقوس التي جاءت مع الوثنين الذين اعتنقوا المسيحية وقام بعضهم باستغلال واستغفال عامة المسيحين من خلال طلب الغفران لهم وتكفير ذنوبهم وعمل بعض الطقوس لهم وغير ذلك من الخرافات مقابل المال. ولقد أكد القرآن الكريم على وجود مثل هذه التجاوزات الشرعية والمالية التي كان يقوم بها الرهبان وخاصة الذين كانوا يختلطون بالناس فقال عز من قائل (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31))التوبة والقائل سبحانه  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) التوبة 34.

قال نيوتن حول الرهبانية وما حصل فيها من تجاوزات وخرافات (رغم أن مبادئ التنسك قد تم رفضها من الكنائس إلا أنه قد تم تعديلها من الرهبان وتم فرضها لا على جميع الناس ولكن على من يرغب طواعية بالحياة الرهبانية حيث قوبلوا بالتبجيل وتدفقوا كالسيل الجارف إلى الكنيسة اليونانية أولا ثم  الكنيسة اللاتينية. وفي عهد قسطنطين الأكبر وكذلك في عهد أولاده إنتشرت عقيدة الحياة الفردية في مصر  على يد أنطونيو وفي سوريا على يد هلاريون وبسرعة كبيرة بحيث أنه بعد عهد الأمبرطور يوليان المرتد  (منتصف القرن الرابع) ساح ثلث المصرين في صحاري مصر. لقد عاشوا أولا في الصوامع ثم في الأديرة ثم عادوا إلى المدن ليملأوا الكنائس مع القساوسة والأساقفة والشماسنة.  ومن الآن فصاعدا فإن الكنائس لها شكل من الصلاح ولكنها وقعت تحت سيطرة النساك والوثنيين الذين دخلوا في القرن الرابع  بأعداد كبيرة في المسيحية وتبنوا هذا النوع من المسيحية القريبة جدا من خرافاتهم القديمة وليست المسيحية المخلصة  التي أضاءت الكنيسة الكاثولوكية في القرون الثلاث الأولى بمصابيح الكنائس السبع في أسيا وليس بمصابيح الأديرة. لقد أحضر هولاء النساك معهم مجموعة من الخرافات الأخرى مثل عقيدة الأرواح وعقابها للتطهير والصلوات والقرابين لتخفيف العقاب كما يدرس ترتليون في كتبه. وكذلك استخدموا إشارة الصليب كتعويذة . كل هذه الخرفات أشار لها الرسول حيث قال: والآن الروح تتكلم بصراحة بأنه في الأيام الأخيرة سيحيد البعض عن الإيمان  فيلتفتون إلى إغراءات الأرواح وعقائد الشياطين والعفاريت والأشباح التي يعبدها الوثنيون ويتكلمون كذبا بالنفاق حول رؤياهم والمعجزات التي يعملونها وكذلك آثارهم وإشارة الصليب ولهم ضمائر  ختمت بالحديد الحامي ويمتنعون عن الزواج والإمتناع عن اللحوم. لقد كان الوثنيون يبتهجون بالاحتفالات بآلهتهم ولذلك فإن غريقوري ولإمتناعه عن المشاركة في هذه الإبتهاجات  فإنه قرر ولتسهيل تحول الوثنيين للمسيحية إحتفالات سنوية للقديسين والشهداء. لقد كانت هذه الخطوة الأولى في الديانة المسيحية بإتجاه تكريم الشهداء وعلى الرغم من أنها لا تحسب عبادة غير شرعية إلا أنها قادت المسيحين لتكريم الموتى وفي فترة وجيزة إنتهت بالتوسل بالقديسين.)

 (Hitherto the principles of the Encratites had been rejected by the Churches; but now being refined by the Monks, and imposed not upon all men, but only upon those who would voluntarily undertake a monastic life, they began to be admired, and to overflow first the Greek Church, and then the Latin also, like a torrent. In his time (Constantine the great) and that of his sons, this profession of a single life was propagated in Egypt by Antony, and in Syria by Hilarion; and spread so fast, that soon after the time of Julian the Apostate a third part of the Egyptians were got into the deserts of Egypt. They lived first singly in cells, then associated into cœnobia or convents; and at length came into towns, and filled the Churches with Bishops, Presbyters and Deacons.  Henceforward the Christian Churches having a form of godliness, but denying the power thereof, came into the hands of the Encratites: and the Heathens, who in the fourth century came over in great numbers to the Christians, embraced more readily this sort of Christianity, as having a greater affinity with their old superstitions, than that of the sincere Christians; who by the lamps of the seven Churches of Asia, and not by the lamps of the Monasteries, had illuminated the Church Catholic during the three first centuries.  The Cataphrygians brought in also several other superstitions: such as were the doctrine of Ghosts, and of their punishment in Purgatory, with prayers and oblations for mitigating that punishment, as Tertullian teaches in his books De Anima and De Monogamia. They used also the sign of the cross as a charm. All these superstitions the Apostle refers to, where he saith: Now the Spirit speaketh expressly, that in the latter times some shall depart from the faith, giving heed to seducing spirits, and doctrines of devils, the Dæmons and Ghosts worshiped by the heathens, speaking lies in hypocrisy, about their apparitions, the miracles done by them, their relics, and the sign of the cross, having consciences seared with a hot iron; forbidding to marry, and commanding to abstain from meats, &c. 1 Tim. iv. 1,2,3. The heathens were delighted with the festivals of their Gods, and unwilling to part with those delights; and therefore Gregory, to facilitate their conversion, instituted annual festivals to the Saints and Martyrs. This was the first step made in the Christian religion towards the veneration of the Martyrs: and tho it did not yet amount to an unlawful worship; yet it disposed the Christians towards such a further veneration of the dead, as in a short time ended in the invocation of Saints.)

وقال نيوتن عن الصليب وعن بعض الطقوس الأخرى والتي وصفها بالخرافات  (ظهرت خرافات الصليب والدهن بالزيت المقدس (سر التثبيت) في القرن الثاني وبدأ الخطأ الألفي في نفس الفترة وجاءت ضرورة إعطاء المواليد السر المبارك من الله سريعا بعد ذلك. وفي القرن الرابع كان هناك بعض التأثير في المواعظ الخطابية من خلال النطق البلاغي كالصلاة للقديسين ولكن بعد ذلك أصبحت تستخدم رسميا كما هو الحال في الكنائس ... وأسس تكريس سر التثبيت من قبل الأساقفة وتأشير المعمدين بإشارة الصليب ولبس  الرداء الكهنوتي من قبل شماسنة الكنيسة والملاحف والقلانس الكتانية والصوفية على أكتافهم واستثناء رجال الدين من الاتهام بالكذب والتقاضي والاحتفال مع الجماهير بالرداء الكهنوتي )

(The superstition of the Cross & Chrism were in use in the second century: the Millenary error got footing about that time; the necessity of Infants receiving the blessed sacrament of the Lord's supper came in soon after: about the 4th Century there was some touches in oratory sermons by way of Rhetorical ejaculations like praying to saints, but long after came to be formally used as now in churches. … That is he instituted that the consecration of Chrism by the Bishop, the signing the baptized with the signe of the cross, & annointing him with Chrism, the , the wearing of the surplice by deacons in the Church, & of a linsey-woolsey cloak or hood upon their left sholder, the exemption of the Clergy from lay-accusasions or judicature & the celebration of the mass in a linnen surplice.)

 

المراجع